ملامح صبح

صبح الوطن

شعر : سعد المطلق
ومن منا لا يتغنى بحب الوطن ويتلذذ بالحديث عنه ، ويفتخر بأمجاده ، ويعتز بماضيه، فالشاعر : سعد المطلق ، يدوزن لنا بهذا النص سيمفونية وطنية خضراء بلغة شعرية مزهره وصور فنية مشرقة يقول في مطلع النص في هذه الصورة الذوقية :
“هذا الوطن حضنه من العز ممطور
وحنا من احداث الفخر نرتويبه”
فعز ممطور وفخر عذب نمير منه نرتوي، وفي صورة مجردة أخرى وظف لغته من خلال التضاد بين “سيف وزهور” في قوله :
“رجع لهم مجد حمل سيف وزهور
الورد علمه والمصقل صحيبه”
ويستمر المطر المنهمر بحب الوطن وبوصف ورصف فني جميل من خلال تراسل الحواس بين المجردات والمعنويات في دلالة فنية أنيقة للموحد الملك عبدالعزيز ، يقول :
“يمناه غيث وسطوته حلم ماثور
وكفه عدل وانفاس صدره خصيبه”
وتتولا الرؤى وتنمو التراكيب في بناء شعري يرتقي لحب الوطن ومن خلال هذه الصورة البصرية التي تنطق من ذاته الهايمه الحالمه لهذا الشموخ والسمو:
“مااشوفك بعيني شوارع ولا دور
اشوفك بطيب العذوق الرطيبه”
وفي هذه الصورة اللونية المجردة” بياضك”، ” النور ” التي تشرق بالروح وتغدق بالبوح على مسافات ذاته الشاسعة ، يقول :
“يكفي بياضك داخلي يشبه النور
وعدلك سطع من جوف مكه وطيبه”
كذلك نلاحظ في الشطر الثاني كيف استغل المكان ” مكه وطيبه” في ترجمة المجرد ” عدل ” في لوحة ضوئية عامرة ، كذلك في هذه الصورة المكانية الأخرى :
“يا موطني لك بالحشا ود منشور
ولك في هدب عيني فياض رحيبه”
ولم يغفل شاعرنا سعد في توظيف الزمان في النص كما في قوله في الختام :
“ويبقى الوطن صبحه من العز ممطور
وعدله سطع من جوف مكه وطيبه”
وحقيقة النص محمل بالرؤى ومكتنز بالإبداع والأساليب الفنية الجميلة ، نظرا لتمكن الشاعر من أدواته وعمق تحربته الا ان ضيق المساحة تستوجب الايجاز لهذاالانجاز الرائع.
هذا الوطن حضنه من العز ممطور
وحنا من احداث الفخر نرتويبه
ماجالنا في معمعة هاتوا الشور
جانا بصلفات السيوف العطيبه
ماروضه غير الذي راح مقهور
وانكف من حدودالكويت الحبيبه
ماراح يطرد للحيا فوق مظهور
راح وسهر عينه طليب وطليبه
يقنب وتكبر هقوته والفضا بور
ويوحون في نجد العذيه قنيبه
رجع لهم مجد حمل سيف وزهور
الورد علمه والمصقل صحيبه
ياحي ذكر اللي حكم بر وبحور
ومن هيبته نامت سباع مهيبه
يمناه غيث وسطوته حلم ماثور
وكفه عدل وانفاس صدره خصيبه
هذاك اخو نوره وفا كل معسور
شمس الجزيره بالسنين العصيبه
وانا بحبي ياوطن فيك معذور
حبك تمكن طوع ماهو غصيبه
مااشوفك بعيني شوارع ولا دور
اشوفك بطيب العذوق الرطيبه
يكفي بياضك داخلي يشبه النور
وعدلك سطع من جوف مكه وطيبه
ويكفي مابين الخير والسيف والسور
وشرعٍ حكمنا مادخل فيه ريبه
يا موطني لك بالحشا ود منشور
ولك في هدب عيني فياض رحيبه
دونك تطير رقاب وتعمّر قبور
ولاجلك مضاربنا كبار وصويبه
من الجنوب لحد عرعرواباالقور
تاقف كتايبنا … كتيبه كتيبه
ويبقى الوطن صبحه من العز ممطور
وعدله سطع من جوف مكه وطيبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *