البلاد – مركز المعلومات
بعد وفاة الملكـ عبد العزيز – رحمه الله – في الثاني من شهر الأول من عام 1373هـ الموافق للتاسع من شهر نوفمبر عام 1953 م سار أبناؤه على نهجه ؛ وأكملوا التأسيس والبناء وفق المبادئ السامية التي تستند عليها الدولة السعودية.
وحكم المملكة بعد الملك عبد العزيز أبناؤه الملوك :
الملك سعود بن عبد العزيز 1373هـ -1384هـ (1953 – 1964) :
بويع ، رحمه الله، ملكاً على البلاد وفي عهده تواصل البناء، ومسيرة التطور في مختلف الجوانب . وحرص الملكـ سعود على القيام بكثير من الزيارات الداخلية في أول عهده ؛ لتفقد البلاد ، والزيارات الخارجية لتوثيق عرى التعاون مع الدول المجاورة والصديقة. وأولى الملكـ سعود القضايا العربية والإسلامية عنايته الخاصة تواصلا ً مع منهج الملكـ عبد العزيز والدولة السعودية .
الملك فيصل بن عبد العزيز 1384هـ -1395هـ(1964-1975م) :
بويع ملكاً على البلاد في عام 1384هـ (1964م) بعد تنازل أخيه الملكـ سعود ،وواصل مسيرة البناء التي بدأها والده الملكـ عبد العزيز وأكملها أخوه الملكـ سعود .
فقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملكـ فيصل كثيراً من التطورات في مجالات متعددة ،وأصبحت تترأس الاجتماعات الدولية ،والقمم العربية والإسلامية نتيجة لمكانتها الدولية ورسالتها السامية ،وفي مواجهة التكتلات الكبرى وانتشار الأفكار والمبادئ المضللة تمكن الملكـ فيصل من توجيه الجهود العربية والإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية التي اصبحت مرتكزاً أساسياً في السياسات الدولية .
الملك خالد بن عبد العزيز 1395هـ -1402هـ (1975 م – 1982 م) :
بويع ملكا على البلاد في عام 1395 هـ (1975م) إثر استشهاد الملك فيصل، ليواصل مسيرة التطور والبناء في المملكة العربية السعودية، حيث شهدت البلاد في عهده تطورا بارزا في مختلف مجالات التنمية، من خلال الاستفادة من الحضارة المدنية مع المحافظة على ثوابت الدولة السعودية ومنهجها الإسلامي المتميز، واستمرت المملكة في عهده تتربع على قمة السياسات العربية والإسلامية؛ لكونها دولة راسخة في قيادتها ومبادئها، وتحتضن الحرمين الشرفين مهوى أفئدة المسلمين.
الملك فهد بن عبد العزيز (خادم الحرمين الشريفين) 1402هـ (1982م) – 1426هـ (2005 م) :
وفي عام 1402 هـ (1982م) تولى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الحكم مسترشدا بنهج والده الملك عبد العزيز في بناء الدولة والمجتمع، والسير بهما نحو أعلى المستويات الحضارية.
ولقد شهد عهد الملك فهد بن عبد العزيز إنجازات حضارية عظيمة انعكست في تقدم البلاد، وازدهار الحياة فيها، والاستمرار في تطبيق الشريعة الإسلامية، والاهتمام بالأمن والناحية العلمية، كما واصلت المملكة تطورها وتقدمها في المجالات الصناعية نتيجة لسياسته ورعايته لخطط التنمية الشاملة، وإنشاء البنية الصناعية في المملكة.
وفي عهده حدثت أضخم توسعة تاريخية للحرمين الشريفين ووصلت المستويات الاقتصادية والاجتماعية والحضارية في المملكة العربية السعودية إلى أرقى درجاتها. كما اتسمت السياسة الخارجية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بالفاعلية والواقعية، وصياغة الحلول المناسبة لأهم القضايا العربية والإسلامية.
الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود 1426هـ (2005م) – 1436 هـ / 2015م) :
في يوم الأربعاء 28 من جمادى الآخرة سنة 1426هـ (3 /8 /2005م) بويع ملكاً للملكة العربية السعودية. دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التضامن الإسلامي، وعمق الروابط الأخوية بين البلاد العربية، وكان له دور فاعل في مجال رأب الصدع في الصف العربي إضافةً إلى دوره الفاعل في مجال الاقتصاد العالمي وهيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ودول عدم الانحياز، علاوةً على أياديه البيضاء في مجال أعمال الخير المحلية والإنسانية، ودعم العلم والعلماء، وتطوير التعليم، وتأسيس المؤسسات المالية والعلمية التقنية.
وقد زار كثيراً من الدول العربية والإسلامية والصديقة في آسيا وأوروبا وأمريكا وإفريقيا، وحضر كثيراً من مؤتمرات القمة العربية والإسلامية، وكان حريصاً على تحقيق السلام في المنطقة العربية.
وشهد عهده كثيراً من الإنجازات في مجال التعليم العالي، والتعليم العام، والقضاء، والصحة، وتوسعة المسجد النبوي، وتوسعة المسجد الحرام، وتوسعة المطاف.
خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبدالعزيز:
تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015م و عرف عنه ،حفظه الله، بحبه للتاريخ وقراءته وثقافته الواسعة.
لم يأل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – منذ توليه الحكم في المملكة، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلد خلالها – رعاه الله – العديد من المناصب.
كما عرف بالحرص على التراث والاهتمام بتاريخ البلاد، إلى جانب جهوده المميزة في التنمية والتطوير في منطقة الرياض التي شهدت نقلة كبيرة إبّان إمارته عليها.
وأسهم حفظه الله في المجالات الإنسانية المتعددة داخل المملكة وخارجها وخصوصاً ما يتعلق بمجالات الإغاثة والمساعدات.
عمل دؤوب وحزم وأمل ودماء جديدة:
إذا أردنا أن نرصد إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فهي جهد وعطاء من الملك سلمان لشعبه استمر على مدار 63 عاماً مضت، وتحديداً منذ عام 1373هـ، حين عُيّن أميراً لمنطقة الرياض بالانابة.
عمل دؤوب تصدّرت فيها الإنجازات والأرقام ما بين عاصفة حزم وإعادة أمل وأوامر ملكية رسخت أركان الدولة في جهدٍ ظهر جلياً بعد 10 أيام فقط من توليه – يحفظه الله – المسؤولية.
ويرى مراقبون أن خادم الحرمين الشريفين نجح خلال هذه الفترة في أن يبعث روحا جديدة في المملكة، والرائع الذي نجح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أن يضيفه للوطن هو أن السعوديين قبل تولي خادم الحرمين الشريفين كانوا يبحثون عن الحاضر ، فأصبحوا بعد تولي خادم الحرمين الشريفين يبحثون عن المستقبل بعد أن تحول الحاضر إلى نسيج جديد من الأمل والتفاؤل والقدرة على التحدي والإنجاز والنجاح.
كما يمكن القول: إنه خلال هذه الفترة الوجيزة من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز فإن الدولة السعودية تدخل الآن سباق قفز الحواجز، وتسعى إلى أن تواكب واقع الوطن وطموحات القيادة وآمال المواطنين.
وهذه الفترة القصيرة من عمر الشعوب هي فترة حملت شعار الحزم والعزم والانجازات وتوحيد الصف وزرع الأمل، ونجح خادم الحرمين الشريفين في خلال هذه الفترة القصيرة في إحداث نقلة نوعية في مؤسسات الدولة وسياستها الخارجية والداخلية، ورد اعتبار ليس للمملكة فحسب، بل للعالم الإسلامي قاطبة.
وما قام به – منذ توليه الحكم – يعد مواصلة وإضافة لما أسس له أسلافه بنظرة ونهج معاصر، لأنه يفهم التاريخ ويقرأ ثقافة الواقع ومن أتيحت لهم الفرصة لمعرفته عن قرب يعرفون ذلك.
وهو ملك أثبت – منذ اليوم الأول لعهده – أنه قادر على أن يمسك الخيوط ويسخر الإمكانات لصياغة خطة طريق جديدة تهيئ لتسليم زمام القيادة للجيل الجديد نشاطاً ومعاصرة وحيوية متفاعلة مع معطيات العصر.
وما يحدث الآن هو أن العالمين العربي والإسلامي يترقبان وينتظران مشروع نقلة مؤسساتية جبارة في المملكة في ظل قيادة مستنيرة وموثوق فيها والقرارات العظيمة لا تتأتى دون إرادة سياسية وإمكانات مادية، وقيادة المملكة في هذه المرحلة الحرجة عالمياً تتمتع بهذه المقومات، والملك سلمان بن عبدالعزيز – يملك بفضل الله نظرة الأبعاد الاستراتيجية المطلوبة لتحقيق ذلك.
وقد نجح خادم الحرمين الشريفين في هذه الفترة القصيرة في تحقيق العديد من الإنجازات سواء الداخلية أو الخارجية فعلى المستوى الداخلي نجح في تثبيت بيت الحكم، وترتيب أركان الدولة، أما على المستوى الخارجي، فتأتى عملية عاصفة الحزم كأحد أهم إنجازات الملك سلمان، حيث أطلق تلك العملية بمشاركة 10 دول لإعادة الشرعية لليمن.
الحزم والأمل:
ولعل أبرز إنجازات الملك سلمان على الإطلاق، إعلانه للجميع أن المملكة لن تقبل أي تهديد من أيّ نوعٍ بالقرب من حدودها، وأنها ستقف بجانب الشعب اليمني الشقيق ضدّ الانقلابيين الحوثيين على الشرعية، فأمر ببدء «عاصفة الحزم» بطلب من الشرعية في اليمن التي استمرت نحو 4 أسابيع، وبعد انتهاء الأهداف التي انطلقت من أجلها العاصفة، بدأت مرحلة «إعادة الأمل» للشعب اليمني السعيد.
وكان اجتماع الملك سلمان مع القيادات الخليجية في قصر «العوجا» ، قد تمخض عنه انطلاق «عاصفة الحزم» التي شاركت فيها 10 دول لتحجيم عصابات الحوثيين وإعادة الشرعية لليمن، ومقاومة التمدد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية. ووصف المحللون العسكريون في العالم هذه الحملة بأنها خطوة مهمة وتحسب للملك سلمان، الذي أراد أن يؤكد أن المملكة بقدر أنها دولة مسالمة وصديقة، فهي لن تتردد في الدخول في أي حرب دفاعاً عن أراضيها، وعن أمن حدودها والدفاع عن شعبها.
ثم اتبعها المملكة بعملية إعادة الامل والتي تهدف إلى:
1. استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار اليمني.
2. استمرار حماية المدنيين من الحوثيين، أو في حال قيامهم بأعمال مماثلة لما قاموا به قبل عملية عاصفة الحزم، ومكافحة الإرهاب.
3. تيسير إجلاء الرعايا الأجانب.
4. تكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة.
5. إفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية.
6. التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، ومنعها من التحرك داخل اليمن، أو محاولة التغيير على أرض الواقع، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج.
7. استمرار فرض الحظر الجوي والبري والقيام بأعمال التفتيش لمنع تسليح الحوثيين تنفيذًا لقرار الأمم المتحدة.
كما أمر، حفظه الله، بتدشين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وهو مركز سعودي مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية، تم تأسيسه في 27 رجب 1436 هـ
حيث دشن ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية.
كما أمر خادم الحرمين الشريفين بتخصيص ملايين الدولارات لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأمم المتحدة، تزامناً مع إطلاق «إعادة الأمل».
وقد وصل إجمالي ما نفذه مركز الملك سلمان للإغاثة من مشاريع لليمن وحدها
153 مشروعا بقيمة تصل إلى 630 مليون دولار وفقا لاحصائيات المشروع حتى شهر اغسطس 2017
القمة العربية الإسلامية الأمريكية: قمة الرياض 2017
وهي سلسلة من ثلاثة مؤتمرات عُقدت بين 20 و 21 مايو 2017 بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعودية، في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه. وتضمنت القمة اجتماعا ثنائيا بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واجتماعين آخرين، أحدهما مع دول مجلس التعاون الخليجي والآخر مع الدول العربية والإسلامية.