اليوم الوطني

جلالة الملك المؤسس لـ(البلاد): واجبي توفير رغد العيش سالكا الطريق التدريجي في إدارة البلاد

نسعى للسلم ما دام يؤول إلى حفظ الأرواح والأعراض

سأصرف كل عزيز لديَ لتأمين جميع بلادي

اول واجب على هو السير في بلادي واهليها سيرة السلف الصالح

 

هل بات إحياء الذاكرة التاريخية للأمة أمراً واجب الحضور، سيما في ظل هذه الهجمة الشرسة على ذاكرتها وتصورها عن نفسها وعن العالم؟.
أجل تلك هي الحقيقة التي ادركتها المملكة وقيادتها منذ عهد الملك المؤسس، رحمه الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،حفظه الله، فالدول التى لايهمها ماضيها وتاريخها كالشجرة التى تيبست بتيبس جذورها، بخلاف تلك التى تخلص للتقاليد، وتحيي الماضي في الحاضر.

فالمملكة أنموذج حي لتلك الدول التى احكمت الربط بين الماضي والحاضر، واصطحبت توجيهات الملك المؤسس في كل خططها التنموية سيما رؤية 2030، ولعل صحيفة (البلاد) بما تشكله من ذاكرة لهذه الأمة وهمزة وصل بين الماضي والحاضر، تستطيع التدليل على هذه الفرضية، بإعادة نشر حوار خصها به جلالة الملك المحبوب عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود،طيب الله ثراه، وذلك بمناسبة اليوم الوطني 87.
فقد حظيت هذه الصحيفة بالمثول لدى صاحب الجلالة الملك المعظم عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود قبل سفره بساعات وعرضت على جلالته بعض أسئلة تهم الرأي العام الإسلامي والعربي وخاصة ما يهم بلاد جلالته من أمور تنشرها الجرائد وتتداولها الأقلام وطلبت من جلالته التكرم بالإجابة فتكرم بالإجابة على الأسئلة الآتية: وإنا ننشرها للقراء مع أجوبتها.

 

س1: ما هو الموقف الحربي على الحدود الشمالية ؟

ج – موقفنا في الحدود الشمالية هو أن الأمن مخيم في كل نقطة من نقاط تلك الحدود وحرسنا وما يستند عليه من قوات الحدود مهيأ لتأديب كل من تحدثه نفسه بتحريك شفتيه بما يخل بالأمن. وأنتم تعلمون أن أهم ما أسعى إليه هو تأمين الأمن في جميع أنحاء بلادي وحاضرتها وباديتها وحتى في القفار المنقطعة فلا يمكن أن يذهب لأحد مال أو حلال إلا وامرت بالتنقيب عنه حتى يؤتى بالسارق أو الجاني فيجازى حسب نص الشريعة المطهرة، ولو أدى هذا التنقيب إلى صرف كل جهد وطول زمن وصرف كل عزيز لدي، وهذا عندي الركن الأعظم في حياة بلادي الشاسعة المترامية الأطراف.


س2: ما هو موقف جلالتكم مع الحكومات المجاورة لبلاد جلالتكم؟

ج- يعلم جميع من عرفني أنني من الذين يسعون إلى السلم ويرجحونه ما دام يؤول إلى حفظ الأرواح والأعراض وحفظ البلاد التي هي وديعة من الله إلي وقد درجت على هذا المبدأ حتى يومنا هذا وأسأل الله أن يكون هو ديدني في المستقبل أيضاً، لذلك ترونني مع كل الحكومات المجاورة لبلاد الحجاز ونجد وملحقاتها بحالة سلم وصداقة صريحين لا غبار عليهما.


س3: نرى في كل يوم في الصحف الخارجية مقالات كثيرة عن المؤتمر العربي الذي عقد في القدس وايضا عن المؤتمر العربي العام المنوي عقده في المستقبل القريب. ونظرا لأن بلادنا تشمل القسم الاكبر في الجزيرة العربية ولها منزلتها الدينية والجغرافية الممتازة وانها مادة العرب في احسابهم وانسابهم وتاريخهم اللغوي والسياسي منذ اقدم عصور التاريخ فمن الضروري ان يكون لنا اتجاه سياسي واضح يتناسب مع هذه المنزلة فاسترحم من جلالة مولاي الادلاء برأيه العالي في هذا الموضوع الذي تشرئب إليه اعناق العرب في جزيرتهم وخارجها.

ج – تعلم ان اول واجب على هو السير في بلادي واهليها سيرة السلف الصالح من حيث ايصال كل ذي حق إلى حقه وان يكون الناس على اختلاف مراتبهم في رغد من العيش والأمن والسعي لترقى مرافق البلاد وتنظيم النظم اللازمة لإدارتها سالكا بذلك الطريق التدريجي الممكن أما احوال ما يجاورها من البلاد العربية المجاورة لبلادي فهي تهمني كما تهم كل ناطق بالضاد ولاشك في ان العرب لا يمكن ان يبقوا على تباعدهم عن بعضهم البعض مدى الدهر ولاشك في ان ما يسعون اليه من عقد مؤتمر تلو آخر ان هو الا اعتقاد راسخ تسلسل معهم منذ عرفهم التاريخ وتغلغل في دمائهم ليكونوا يداً واحدة على اعادة مجد الاسلام وليعودوا فيكونوا العضو الصالح في المجتمع الانساني كما كان آباؤهم المثل الاعلى لتنوير البشر في التشريع والعلوم والصناعات وفي كل ما يعلي شأن البشر ويهون احتياجاته وهذا الامر هو حق طبيعي لهم لا يلومهم عليه احد، فالمؤتمر العربي الذي عقد قبل اشهر كان وليد الشعور العظيم بالحاجة الى التفاهم بين العرب للعمل على ما فيه منافعهم العامة المشتركة. واني آمل ان تكون ابحاث المؤتمر العربي المقبل وغايات اعضائه موحدة وخالصة من شوائب الشخصيات والمنافع المادية التي اخرت العرب عن الاتحاد والتضامن حتى اليوم.


س4: هل ترون جلالتكم ان المؤتمر العربي المقبل سيدعو الى اتحاد العرب وهل اذا دعيتم إلى حلف عربي فهل انتم مجيبون تلك الدعوة واني استرحم من جلالة مولاي ان لا يضن علي بجواب سؤالي لأني أرى ان كل مفكر يحب ان يعرف رأي جلالتكم نحو هذا الامر الجلل؟.

ج – المستقبل بيد الله يصرفه كيف شاء ولكني اكرر قولي انه اذا كان قرار المؤتمر هو خال من دعوى الشخصيات ومنافع الافراد وجر المغانم لأناس دون آخرين واهمال المثل الاعلى ألا وهو عز الأمة العربية وائتلافها وحفظ حقوق ابنائها فهذا أمر لا يمكن لعربي أن يتأخر عن معاضدته وهذا من شيم العرب في جاهليتهم وإسلامهم، واني مع ضعفي ولا حول ولا قوة إلا بالله اقول إذا دعيت إلى أمر فيه عز العرب ويراد به خير العرب ووحدتهم وكانت الدعوة إلى ذلك خالصة لوجه الله فاني سأكون كما هو عادتي فردا من أفراد الأمة العربية ولا أهمية عندي للرتب والمناصب الجالبة للغرور اقدم كل معونة ممكنة في هذا السبيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *