يا طيور الحُلْمِ هَيَّا فَاسْتَفِيْقِي
غَرِّدِي فِيْ كُلِّ رُكْنٍ
حَلِّقِي فِيْ كُلِّ عَهْدٍ
لا تَبَاتِ فِي حُقُوْلِ يَأسِي
أوْ فِي وَكْرِ مَاضٍ, وَ اسْتَفِيْقِي
فَخُيُوْطُ فَجْرِيَ تُعْلِنُ بِـالمَجِيء
وَ الشَّمْسُ حِيْنَ وَدَاعِهَا صَافَحَتْنِي
قَبَّلَتْنِي..وَاعَدَتْنِي أنْ سَتَأتِي
بِـغَدٍ يُشْرِقُ, يَكُوْنُ يَوْمَ عِيْدِي
لا جَدِيْدِي سِوَى حُبٌّ بِالأضْلاعِ يَسْتَفِيْقِ
أرَأيْتَ يَا صَدِيْقِي !!..
الشَّمْسُ يَا حُلْمِي تَمُوْتُ بِكُلِ يَوْمٍ
وَ لِمَوْتِهَا ألْفُ حِكَايَة, وَ اسْتِفَاقَة
لا تَكْتَفِي بِالنِّهَايَة
الشَّمْسُ يَا حُلْمِي تَغِيْب
وَ تُشَاطِرُ الأمَلَ الذِي لا يَخِيْب
فالليْلُ يَهْوَى أنْ يُقِيْمَ مَحَافِلاً
فِيْ سُرَادِقِ مَأتَمِي
حَيْثُ الحَنِيْنُ..حَيْثُ لَحْنٌ قَدِيْم
حَيْثُ يَنْتَحِبُ الوَتِيْن
وَ الحُزْنُ عَلَى الوَجْهِ يَبِيْن
وَ الدَّمْعُ ضَاجَعَ مُقْلَتِي
وَ الشَّوْقُ قَيّدَ مَعْصَمِي
وَ لا يَسْتَكِيْن
الليْلُ سَفَاحٌ يُمَزِقُ مُهْجَتِي
فإذا دَمْعِي انْسَكَبْ
وَ إذا الوَجَعُ فِيَّ شَبّ
يَكْبُو وَ يَجْثُو بَاكِيًا
يَبْكِي مَعِي يَبْكِي لأجْلِي
فجَنَاحُ حُلْمِي قَدِ انْكَسَرْ
لا يَا طُيُوْرَ الحُلْمِ حَلِّقِي مِنْ وَرِيْدٍ لِوَرِيْد
لا تَيْأسِي .. وَ بوَجْهِ أقْدَارِي لا تَعْبَسِي
وَ اسْتَفِيْقِي مِنْ جُرُوْحِك
لَمْلِمِي مَاضٍ كَسِيْر
وَ تَرَاقَصِي عَلَى لَحْنِ الألَمْ
فَلَرُبَّمَا قَدْ يَنْعَدِم
وَ تَهَادَيّ يَا طُيُوْرِي مِنْ قَاعِ يَأسٍ
لظِلٍّ ظَلِيْلٍ وَ أمَلْ
لا تَأبَهِي لِسَفَائِنِي الغَرْقَى
وَ لا لِشِرَاعِ صَبْرِي المُحْتَرِق
يَا طُيُوْرَ حُلْمِي طِيْرِي طِيْرِي
جَاوِزِي كُلَّ الحُدُوْد
وَ اعْبُرِي كُلَّ السُدُوْد
وَ اسْكُنِي عُشَّ القَدَرْ
وَ اسْتَفِيْقِي
وَ افِيْقِي كُلَّ الأمْنِيَاتِ النَّائِمَات
يَا شَمْسُ لا تَغِيْبِ
لا تَغِيْبِ
فَالحُلْمُ أعْلَنَ أنْ حَانَ لِيْ نَصِيْبِ
لقَدَرِي أنْ يَسْتَجِيْبِ
لا تَغِيْبِ يَا شَمْسُ لا تَغِيْبِ
سماح آل سعيد