إعداد : عثمان حنكيش
تصوير : حسين عتودي
يطلّ سوق محافظة هروب الشعبي من الجبال الشرقية لمنطقة جازان كقيمة اقتصادية متميزة ، وحراك تجاري فاعل، وهامة عريقة تعبر عن التراث والأصالة حافظ على مر السنين على قيمته الشعبية والتراثية بين الأسواق الشعبية المنتشرة بين محافظات منطقة جازان .
ويعدّ السوق الشعبي في هروب أحد أبرز المعالم التراثية في المحافظة الواقعة إلى الشرق من مدينة جيزان بنحو 100 كيلومتر، حيث يستقبل زواره من داخل مدينة جيزان وخارجها كل يوم أحد منذ ساعات الصباح. كما يستقبل الباعة والمشترين من مختلف مراكز وقرى المحافظة.
يشكّل سوق هروب الأسبوعي معرضًا حيًا لعرض تراث المحافظة من أدوات تقليدية وخزفية في الأكل والشرب والملبس إلى جانب كونه تظاهرة اجتماعية فريدة يلتقي فيه الأصدقاء والأقارب كل أسبوع في جنبات السوق ، يتداولون أطراف الحديث في لقاء أسبوعي مستمر .
ويبرز ركن القهوة الشعبية والمطعم الشعبي في السوق ويرتاده الكثير من زوار السوق من الكبار والصغار في الوقت الذي ظلّ فيه العم سليمان بن أحمد ناصر أحد باعة السوق على مدى ثلاثة عقود يصنع القهوة العربية ويبيع الشاي المعتق برائحة النعناع، فيما يبدع في جانب آخر في طهي إيدام السمك ، وهي الوجبة الأكثر طلبًا كل صباح أحد من قبل المتسوقين.
وظل السوق وفيا لمحبي التراث حسبما قال المتسوق سالم بن محمد هروبي، مؤكدًا أنه يجد إقبالًا متواصلًا من قبل المتسوقين وبخاصة في أوقات الإجازات ، من جانبه استذكر العمّ حسين بن جاسم هروبي ذكريات قديمة، حينما كان يزور السوق في مكانه القديم وسط الوادي قبل أن ينتقل إلى موقعه الحالي قبل ثلاثين عامًا تقريبًا، وأن تاريخ سوق هروب الأسبوعي يتجاوز 100 عام.
* عاشق الحدادة
وفي حدى أركان السوق، يُمارس أحمد بن سالم الغزواني مهنة الحدادة على مدى 60 عامًا متنقلا بين الأسواق الشعبية في كل من صبيا والعارضة وبيش، فيما يكون يوم الأحد موعده الأسبوعي في سوق هروب، وبذات المهنة يجاوره الحداد محمد بن أحمد غماري الذي ظل وفيًا لمهنته التي ورثها من والده ، وهو يفتخر بمشاركاته على مدى 20 عامًا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية إلى جانب مشاركات أخرى في دبي وسوق عكاظ ومهرجان جازان الشتوي ، مؤكدا أن مهنة الحدادة مصدر قوت يومه.
وينتظم باعة الحلويات المحلية في السوق الشعبي مع نظرائهم من باعة النباتات العطرية التي تفوح بروائحها الذكية حيث تجد رواجا واسعًا وإقبالًا كبيرًا من المتسوقين ، فلا يكاد باعة تلك النباتات أن يوافوا الطلب المتزايد عليها .
ويجد الزائر لسوق “هروب” الفرصة سانحة لمعرفة تاريخ المحافظة وتراثها وماضيها التليد من خلال تلك المعروضات التي تقف شاهدًا حيًّا ورمزًا لثقافة الإنسان وحضارته قديمًا ، حيث تبرز أدوات الزراعة التقليدية وغيرها من الأدوات التي استخدمها الإنسان في حياته قديما .
وتشارك المرأة المنتجة في سوق هروب الأسبوعي بفاعلية من خلال ركن خاص تعرض من خلاله البائعات أنواعًا من المشغولات اليدوية والأعمال الفنية وأدوات الزينة والعطورات المصنوعة محليا ، فيما أكد المتسوق علي بن يحيى هروبي أهمية إعداد مكان مناسب للبائعات ضمن السوق الأسبوعي في هروب .