متابعات

سوق المستعمل .. ديكورات بمخلفات منزلية

جدة حماد العبدلي

المضطر يركب الصعب ، لكن قد يكون الثمن الأصعب هو الصحة .. هذا حال المستهلك للأثاث الخشبي المستعمل، وملحقاته من المفروشات التي قد تكون حاضنة لحشرات وميكروبات لاتدخل بكل أسف في محاذير ووعي المشترين.

“البلاد” رصدت مايدور في سوق شعبي كيلو 7 .والذي تم هدم جزء منه وبقي آخر ، ليسرع أصحاب المحلات بإغراء المستهلكين ببقايا أثاث مستعمل بسعر زهيد، يغطي على غش لاينفع معه الندم بعد الشراء.

في أسواق تلك البضائع تمرر عمالة أجنبية الغش الفاضح على البسطاء ، بالأثاث المنزلي المستعمل المحشو بالكتان ورجيع أخشاب، وربما مصاب بالسوس وحشرات خطيرة؛ كبق الفراش، واستغلال بساطة المشترين لاسيما في محلات بيع الأثاث المصنع المجدد، التي تجيد الغش بطلاءات خادعة داخل كواليس محلات تجديد الأثاث ، حيث يقوم محترفون بعمليات (ترقيع المبيعات) بقطع خشبية ودهانها فتبدو كالجديدة، لكنها في واقع الأمر عبارة عن (رجيع) مواد البناء كالأخشاب المحشوة بالحشرات والكتان ، بينما لا يعلم الزبون كيف استطاع هذا العامل أن يرسم تحفة فنية من مخلفات خشبية ترمى بجوار حاويات المهملات في الشوارع !.

المواطن أحمد الراشدي، قال عن تجربته مع الغش في الصناعة المحلية: ذهبت إلى السوق لأشتري أثاثاً (كنب جديد) وقد تجولت في أكثر من محل؛ حتى استقر بي الرأي عند أحد الأطقم التي بدت جديدة وجذابة وفاخرة وربما تنافس الكثير من المحلات المشهورة ببيع الأثاث المستورد، وبالفعل اشتريت هذا الطقم بمبلغ ليس بالقليل، وعند وصولي إلى المنزل فوجئت بأن الطقم الفاخر الذي اشتريته مصنوع من بقايا أخشاب أعمال المقاولات المعمارية، وقد لاحظت ذلك حيث الكثير من الأخشاب التي صنع منها هذا (الكنب) ملطخة ببقايا الدهان الذي الذي يستخدم في البناء المعماري!».

* تساؤلات حائرة
وتساءل الراشدي عن دور الجهات المعنية في البلدية، و موظفي المراقبة من هذا الغش التجاري الذي يسرق المستهلك ويستفزه في نفس الوقت، متسائلا.. كيف أصبح هذا الأمر عياناً بياناً للناس دون أي رادع من الأمانة؟، بل أين الأمانة عندما نتحدث عن هذا الغش التجاري باسم الصناعة الوطنية ؟ ولماذا لا تضع الجهات المسؤولة حدا لهذا الاستغلال من قبل بعض العمالة الوافدة ؟

ويضيف على الغامدي – الذي مر بنفس التجربة- فوضع اللائمة على الكفيل قبل أن يشير بأصابع الاتهام على العامل الذي يروج هذا النوع من الغش التجاري: لا ألوم العمالة الأجنبية، فهم في الغالب جاءوا لجمع أكبر قدر ممكن من المال؛ بغض النظر عن شرعية مصدره، وبغض النظر أيضا عن طريقته وكيفما كانت ، وهذا ليس عليه أدنى غبار ويشمل الغالبية العظمى من تلك العمالة ولكني في هذه القضية ألقي باللوم على الكفيل الذي باع نزاهته وضميره، ووضع اسمه على لافتة المحل مقابل أنه يتقاضى مبلغاً من المال كل نهاية شهر من المكفولين.

* أرباحهم ضياع أموالنا
ويقول عبدالمعين السفري: ذهبت إلى أحد محلات بيع الأثاث المنزلي، واشتريت غرفة نوم براقة تاخذ العقل، بحوالي 2000 ريال وعند تركيبها في المنزل كانت عبارة عن ألعاب” تليمتش” الشهير غطاء ورقي ويسقط المتسابق في الحفرة هذا ماحدث تكسرت الأخشاب البالية وذهبت فلوسي دون فائدة.. الغرفة البراقة للأسف كان كل شيء فيها مستخدما ليظهر بعد التعديلات وكأنه جديد، بل إن جزءا وكأنه يختلف عن الجزء الآخر وذلك بعد أن زال وهج الطلاء الذي يستخدمه الصانع لهذه القطعة في التدليس على الزبائن.

تهاون من الرقابة
من جهته، وصف زين العجلاني أن الغش الذي امتهنته العمالة الأجنبية جاء نتيجة طبيعية لتهاون الجهات المسؤولة في الأمانة وموظفي البلدية على وجه الخصوص، الذي كان لهم مكتب وتم قفله قبل فترة، وإلا لو كانت هناك مصداقية في العمل وأمانة في الجولات المفاجئة، لارتدعت هذه العمالة الأجنبية واختفت ظاهرة الغش.
من جانبه، يصف على الزبيدي الوضع أنه مؤسف ويستنزف جيوب البسطاء الذين لايعرفون تحايل العمال عليهم ، فهناك محلات تجيد الغش وتبيع كنبات على أنها ماركة تركية مجددة بأسعار مرتفعة تتجاوز 3000 آلاف ريال للطقم ، وهي عبارة عن خشب عادي يطلى ويلمع ويلبس وتكلفته الإجمالية متدنية ، لكنهم يحققون منها أرباحا طائلة وليس عليه ضمانات من صاحب المحل في حالة وجود قطعة مكسورة منه ، مناشدا الجهات المختصة، ومنها جمعية حماية المستهلك في جدة بزيارة مفاجئة مع فرق البلدية ، ليقفوا على الوضع ويشاهدوا الغش الذي يمارسه هؤلاء على المشترين دون رقيب.

* مكافة الحشرات
ولمعرفة المزيد عن سلامة الأثاث المنزلي من الحشرات والوقاية منها ، أوضح سيد مصطفي ، من احدى شركات القضاء على الحشرات المنزلية ، فقال: إن الاشياء الجاذبة لهذه الحشرة الخطيرة بغرفة النوم بما في ذلك النوافذ وإطارات الأبواب والصور والزخارف البارزة وقطع الأثاث القريبة من غرفة النوم وورق الحائط المخلوع والشقوق الموجودة في الدهانات والقواطع وأكوام الأشياء غير المنظمة.

أما الأماكن التي عادة ما تختبئ بها حشرات بق الفراش ، فهي السريروالملايات والستائر والسجاجيد والملابس. وللقضاء على حشرات الفرش والأثاث يتم غسل الفرش كالملايات والشراشف بماء ساخن واستخدام أعلى درجة سخونة بمجفف الملابس. ويتم بنقع الملابس الرقيقة في ماء ساخن مع كمية كبيرة من مسحوق الغسيل لعدة ساعات قبل شطفها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *