دولية

(سقف الوطن) من قماش

دمشق- وكالات

تنتشر في الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة السورية دمشق، عشرات المخيمات العشوائية التي وجد فيها ساكنوها ملجأ من دمار المنازل التي عصفت بها طائرات النظام منذ أكثر من 6 سنوات.

لسان حال عشرات العائلات التي اضطرت للتنقل كثيرا هربا من القصف، يقول أن “سقف الوطن” لم يعد يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء بعد أن بات “من قماش الخيمة الرث”.
وفي كل مرة تتقدم فيها قوات النظام السوري في منطقة أقيمت عليها إحدى تلك المخيمات، يعاود الأهالي الترحال حاملين معهم أمل العودة إلى ذكريات غادروها قسرا ليصبحوا “لاجئين” في وطنهم.
المخيم المقام في منطقة “حوش الأشعري”، مثال حي لواقع يغلب عليه شح المساعدات وانعدام الرعاية الطبية إلى جانب حرمان الأطفال من الدراسة.
ويضم المخيم نحو 45 عائلة نزحت من مناطق متفرقة جنوبي الغوطة، ويحتاج القاطن فيه مسيرة أكثر من ساعة للوصول إلى أقرب نقطة طبية، فيما تقع أقرب مدرسة على بعد 7 كيلومترات.
ومع غياب القادرين على التدريس في المخيم، أصبح من المستحيل حصول الأطفال على التعليم، لذلك فإنهم يقضون معظم أوقاتهم يتجولون في ساحة المخيم، أو يلجأون لألعاب انقرضت منذ سنوات.
ولا يختلف وضع ساكني تلك المخيمات كثيرا عن وضع أقرانهم في غيرها داخل البلاد، فلا فرص عمل توفر دخلا ثابتا للرجال، إلا أن بعضهم وجد ضالته في رعي قليل من الأغنام.

محمود بكر، أحد القائمين على جمعية “تكافل” الخيرية (محلية) العاملة في المنطقة، قال إن “المخيمات العشوائية باتت ظاهرة، وتنتشر بشكل خاص في عدة مناطق بالغوطة، منها أوتايا والشيخ فضيل وبيت سوى وحمورية ومزرعة حوش الأشعري”.

وأوضح أن “نواة المخيم تنشأ في العادة من تجمع عدد من العائلات التي تجمع بينها روابط عشائرية أو علاقات صداقة أو جوار”.
ولفت بكر، إلى أن “الظاهرة بدأت بالانتشار والتوسع منذ نحو 4 سنوات، وأماكن المخيمات تتغير تبعا لخارطة العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه”.
وتعاني المنطقة من شح في المواد الغذائية والطبية في ظل عدم دخول المساعدات الأممية إليها إلا على فترات متباعدة واعتمادها بشكل شبه كلي على الأنفاق التي لا تدخل سوى جزء بسيط من احتياجات ما تبقى من سكان فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *