ملامح صبح

سعود الايداء ،، ما بقابه ورق !!

 يكتبها : صالح الشملاني

يبدو اننا نعيش عصر فتوحات جديدة للقصيدة الشعبية الحديثة لكن بقلة ، حالياً يتصدر النثر وكثير من سوالف الرواة ، واشياء تشبه الشعر ، اعلم جيداً ان الخاطرة نثر أدبي مصون ومصاغ بحرفية الكلمات وسحر التبجيل والبيان ،

وهنا تكمن بلاغة اللغة ووحي الفكر وجمال الرصد والتصوير واقتباس كما يقولون مما يجول في الخاطر وحديث النفس والقلب ،، وهنا ورقة سرعة البديهه في اسلوب أدبي سهل كل مايمر بالذهن من فرح وترح وكذالك الرجوع الى الماضي التعيس التليد والحاضر الزهيد والبكى بمخدعة وحائط طسم وجديس ان ورد ذالك حينها وعلى طارف الذكريات ،،! اذا لنتفق ان الخاطرة تمتثل في الشعر الحقيقي عدا انه تفتقد الوزن ومخرجات النص الشعري ورئيسياته الثلاث ، خلاف التفعيلة بوعيها الكامل والنثر اللذي اصبح اجمل من الشعر المعتاد المستهلك تلك التقلدي ، بعموديته وبحوره المنسوخة ،! ورغم كل هذه الفتوحات للقصيدة والشعر ، الا ان الذائقة حالياً مصابة بالاعاقة الفكرية في نظري، وهذه السيدة القصيدة مصابة بالربو وتوحد الافكار ، وتحول فستانها الطويل الى ( ومضة ) وعطرها الانيق الى مبخرة قصور افراح ،،!

وكل هذه الانتكاسات قد تكون بسبب اختلاف الاذواق وعوامل تعرية الحاجة ،! وسوء الحظ عند الكثير من الشعراء ،، بالرغم ان تضاريس الساحة الشعبية لم تجود لنا بشعراء بيئتهم نادرة جداً ومختلفة نقرأ لهم من الشعر اجزلة ونلتقط من تجربتهم تلك الفتوحات الخلابة الاكثر رحابة ،، ومن اهمهم الشاعر الغائب او بمعنى اكثر المهاجر ( سعود الايداء ) هاجر من زمن المنتديات الادبية حتى اخذه الغياب الى دهاليز النسيان ،!وهنا هجرة سعود اقسئ من هجرة طائر الحب ، اللذي ترك خلفهُ الشباك والعشاق واشراقة الصبح ،، سعود الايداء ترك لنا اجزل واجمل ما أرتكبه من محاصيل الشعر الشعر ،! يقول:

يا اطرق العود لا هب النسيم وطرق
عودك المبري الميال .. قلبي يميل

التوا غصن قلبي .. ما بقابه ورق
وشوفتك حلم .. تفتح باب .. للمستحيل

فك .. باب الرجاء .. للطارق اللي .. طرق
ما على بابك .. الا ضيف .. عابر سبيل

عاشق .. قلبه الطف .. من جديلك .. وارق
يقنعه منك .. حتى .. الاهتمام القليل

حط نفسه .. عن النجدين .. في مفترق
ما لهذا دليل .. ولا .. لهذا دليل

يوم جابه عليك .. الاقصر .. من الطرق
جعل ما ياخذه .. منك .. الطريق الطويل!

لا اعلم ما اصابني ولكنني اثناء كتابة هذا المقال ، حل على طارف ذائقتي هذا الشطر اللذي لم اقتص الا سواه ! واعتقد انه للشاعر سالم سيار العنزي( غبت اتشرد بالورق ابني من جروحي بلاد ) الغربة مع الورق ليست كغربة الوطن ،!هي اختلاء روح وعزلة للمتعبين ومحاكاة للذات لا للجدران ،! يرتشفون من خلالها تبغ الذكريات وانين الماضي بعيدً عن تطفل العابرين وغبار ترفهم !، هذا الهاجس الموجع نجد خلفه شاعر مختلف لايمكن ان نشاهده بالمناسبات ولاحتى ممرات تويتر الضيقة ، تمر ابياته علينا كل حين ونثمل بها كثيراً كصوت فيروز ،،!

طيحي بعد… يوم طاحت ….دمعة العزه
شاعر عتق طفلته من ميتم أحداقه

تساقطوا؟ كان جذعي هش .. من هزه؟
حتى ملوني وغصني طاحت أوراقه

ياجرحي آسف… إذا اسهرتك لها الحزه
حتى أنت ..ماعدت ذاك الجرح واشتاقه

من حب راعيه.. كنت أغليه واعزه
على الأقل.. أحضنه … لااشتقت لعناقه!

اخيراً انا اعلم جيداً ان ( سعود الأيداء ) اشتهرت ابياته اكثر من صوره الشخصية ومن حضوره ، لايفكر بالاضواء ابداً يكتب من اجل ان يتنفس فقط ويحاكي الذات والروح يقول:

جيت اكتبك …. والدمع بلل..كفوفي
واحترت..أكون..الدمع ؟..ولا..الكتابه ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *