دولية

رفض عربي ودولي لقرار ترمب ودعوة ليوم غضب في القدس.. بلفور أميركي .. عطاء من لا يملك لمن لا يستحق

عواصم ــ وكالات

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة من ردود الفعل العربية والدولية الغاضبة والرافضة لهذا القرار.

وسارع زعماء في العالم الإسلامي وآخرون في المجتمع الدولي إلى انتقاد الخطوة والتحذير من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف تراق فيها الدماء.

رفض سعودي:
وأصدر الديوان الملكي امس “الخميس” بياناً عبّر فيه عن استنكار حكومة المملكة وأسفها الشديد لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وأكدت المملكة أنها حذرت سابقاً من العواقب الوخيمة لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة، مشيرة إلى أنها تمثل انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.

وشددت على أن هذه الخطوة وإن كانت لن تغير أو تمس الحقوق الثابتة والمصانة للشعب الفلسطيني، إلا أنها تمثل تراجعاً كبيراً في جهود الدفع بعملية السلام وإخلالاً بالموقف الأمريكي المحايد من مسألة القدس ، ما سيضفي مزيداً من التعقيد على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي .

وعبرت المملكة عن أملها في أن تراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وجددت تأكيدها على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية ليتمكن الفلسطينيون من استعادة حقوقهم المشروعة وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

مجلس الامن :
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لبحث قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حسبما أعلن مندوب اليابان في الأمم المتحدة التي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن.

وكانت وكالة رويترز نقلت عن دبلوماسيين قولهم إن “8 دول هي فرنسا وبوليفيا ومصر وإيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا وأوروغواي، طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم إفادة علنية أمام مجلس الأمن”.

اضراب شامل :
في غضون ذلك عمّ الإضراب الشامل جميع أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، وقطاع غزة، احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والشروع في إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة.

ويستعد الفلسطينيون لتنفيذ سلسلة مسيرات في مراكز المدن الفلسطينية للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم على هذا القرار الأمريكي.

ورجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تكون كبرى المسيرات في مركز مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية حيث مقر السلطة الفلسطينية.

فيما أغلقت المحال التجارية والتعليمية والمؤسسات العامة والخاصة أبوابها في المدن والقرى الفلسطينية منذ صباح امس الخميس استجابة لدعوة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية.

وكانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية قد أعلنت، إغلاق المدارس والمعاهد التعليمية والجامعات استجابة لنداء القوى الفلسطينية.

وعم الإضراب أنحاء مدينة القدس الشرقية المحتلة التي شهدت انتشارا ملحوظا لقوات الشرطة الإسرائيلية وخاصة في مركز المدينة وبلدتها القديمة.

ودعت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية إلى وقفات احتجاجية في مراكز المدن الفلسطينية، احتجاجا على القرار الأمريكي.

واعتقل الجيش الإسرائيلي،20 فلسطينيا من قرية قصرة في الضفة الغربية، التي شهدت الأسبوع الماضي مواجهات مع المستوطنين، قُتل فيها فلسطيني.

وقال سكان من القرية إن قوات إسرائيلية حاصرتها بعد منتصف الليل وداهمت العديد من المنازل واعتقلت 20 شخصا من سكانها.

ومن جهة أخرى، أعلن الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوى في صفوف قواته تحسبا لردود فعل فلسطينية غاضبة على القرار الأمريكي.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي نشر قوات معززة في أماكن الاحتكاك وأخرى حساسة على امتداد خط التماس الحواجز الإسرائيلية. “خطوة متأخرة”
وكان ترامب قد أعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ووصفه هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.

وأكّد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون.

وطالب ترامب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن قرار ترامب “اعتراف بواقع حالي وتاريخي” وليس موقفا سياسيا، وأنه لن يغير الحدود الفعلية أو السياسية للقدس.

الفلسطينيون:
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمثل “إعلاناً بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة دورها الذي كانت تلعبه خلال العقود السابقة في رعاية عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وأضاف عباس أن “الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يدمر أي فرصة في حل الدولتين”.

وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن أسفها واستنكارها الشديدين لقرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، أن مثل هذه القرارات الأحادية تعد مخالفة لقرارات الشرعية الدولية ولن تغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال ويُعَد انحيازا كاملا ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس والتي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي.

وأعربت الوزارة عن بالغ قلقها من التداعيات المترتبة لهذا القرار على استقرار المنطقة؛ لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا لمكانة القدس في الوجدان العربي والإسلامي، كما أشارت إلى التأثيرات السلبية للقرار على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي

وطالبت الحكومة العراقية، الولايات المتحدة الأمريكية، بالتراجع عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ لتفادي تأجيج الإرهاب.

وقالت الحكومة العراقية في بيان: “نحذر من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم”.

وأضاف البيان: “على الإدارة الأمريكية التراجع عن هذا القرار المجحف لإيقاف تصعيد خطير يؤدي إلى التطرف وخلق أجواء تساعد على الإرهاب”.

وأدانت الجزائر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، حيث أصدرت الخارجية الجزائرية بيانا أعربت فيه “عن قلقها الشديد” من الخطوة الأمريكية.

وجاء في بيان الخارجية الجزائرية أن “الجزائر تتابع بقلق وانشغال قرار الإدارة الأمريكية، الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي”، محذرة في السياق ذاته من “تداعيات القرار على استقرار المنطقة”.

ودعت الجزائر الدول العربية والإسلامية “للتحرك العاجل بهدف التصدي للقرار الأمريكي”، حسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية.

واعربت باكستان عن استنكارها للقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذرة من “التداعيات الخطيرة المحتملة” للقرار.

جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس الوزراء الباكستاني شهيد خاقان عباسي، قال فيه إنه “من المؤسف للغاية تجاهل جميع مناشدات الدول في جميع أنحاء العالم التي دعت إلى عدم تغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس”.

واعتبر القرار الأمريكي انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن وضع القدس.

وأعلنت الحكومة السودانية، رفضها القاطع لاعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وعزمه نقل سفارة بلاده إليها.

ووصف بيان لوزارة الخارجية السودانية، تلقته اعتراف ترامب بأنه انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية، ويعد سافر على حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال البيان إن قرار ترامب استفزاز لجميع أهل الديانات، ويشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وستكون له تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف “تؤكد وزارة الخارجية رفض السودان بشكل قاطع المساس بالوضع القانوني والسياسي لهذه المدينة المقدسة مهبط الديانات”.

ودعا رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبدالرزاق إلى التصدي بكل قوة لأي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال نجيب، في كلمة خلال اجتماع سنوي للحزب الحاكم في كوالالمبور: “أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى إعلاء أصواتهم.. وتوضيح أننا نعارض بقوة أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

المجتمع الدولي:
ولم تقتصر ردود الفعل على الدول العربية بل امتدت للعالم أجمع، فقد قال البابا فرانسيس: “لا يمكنني إخفاء مخاوفي البالغة بشأن الوضع الذي لاح في الأيام الأخيرة. وفي الوقت ذاته، أناشد بقوة الجميع احترام الوضع الراهن للمدينة بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين: “نعتبر دائما القدس مسألة من مسائل الوضع النهائي التي يجب أن تُحل خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين استنادا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى “استئناف عملية سلام هادفة في اتجاه حل الدولتين”، وقال إنه “طريق لابد من التوصل إليه، عبر المفاوضات، لحل وضع مدينة القدس كعاصمة مستقبلية لكلا الدولتين، حتى يمكن تحقيق تطلعات كلا الطرفين”.

ووصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بأنه “مؤسف” داعيا كل الأطراف بضرورة الابتعاد عن العنف.

وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وحذر أردوغان، في تصريحات صحفية، من تداعيات هذا القرار، مؤكدا أنه سيضع المنطقة في “دائرة النار”.

وتابع أردوغان، موجها كلامه إلى ترامب،: “ماذا تفعل؟ ما هذه المقاربة؟ على المسؤولين السياسيين أن يعملوا من أجل المصالحة وليس من أجل الفوضى”..

وأعربت كل من الصين وروسيا عن مخاوفهما من أن تؤدي الخطوة إلى تصاعد التوترات في المنطقة.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في بيان لها إن “بريطانيا لا توافق على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيلي قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حول وضعها”، مؤكدة أن مقر السفارة البريطانية في إسرائيل هو تل ابيب وليس هناك أي خطة لنقلها”.

فيما انضمت الهند إلى قائمة الدول المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة، بوصفه يهدد عملية السلام في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث باسم الخارجية الهندية، رافيش كومار، قوله إنه لا يحق لأي بلد تحديد مصير فلسطين، واصفا موقف بلاده من قضيتها بأنه مستقل.

وأبدى الدبلوماسي الهندي خشية بلاده من تجدد النزاعات في الشرق الأوسط، إثر قرار ترامب الذي اعترف بمقتضاه بالقدس كعاصمة للدولة العبرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *