جدة

رسالة من تحت الماء

م/ شاهر محمد رقام

لست اليوم في حالة مزاجية جيدة ولكن شر البلية مايضحك.
بداية أودّ أن أهنئ كل مسؤول عن تصريف أمطار جدة وسيولها وخاصة أمانة مدينة جدة وشركة آرامكو السعودية على هذا النجاح الباهر. أبليتم بلاءاً حسناً ولَم تقصروا أبداً. وإن كنت غير متأكد أكان بلاءً أم ابتلاءً أو ربما بللاً. في كل الأحوال هو تكفير ذنوب وزيادة في أجورنا. بارك الله فيكم.
ليس ذنبكم أبداً ان السيارات تتعطل بسبب المياه، فأنتم غير مسئولين عن مواصفاتها. وليست كذلك مسئوليتكم أن الناس لا يجيدون السباحة وليست لديهم خياشيم. وليس ذنبكم أيضاً أن يتواصل هطول المطر ساعتين كاملتين دون أن يعطيكم فرصة لتتصرفوا.
ما هذا الإخلاص والتفاني في العمل أيها المطر؟ متى ستتعلم أيها المطر أن تتجه إلى الأماكن التي أعدت لك؟ لماذا تصر على هذه الفوضى؟ لماذا تتجه إلى الأنفاق وتتجمع في شوارعنا؟ أرجوك أيها المطرأن تتبع اللوحات الإرشادية وتتجه نحو قنوات تصريف الأمطار وأوجه نفس التحذير للسيول ولا أدري لماذا تصر الأمطار والسيول دائماً على إحراج الآخرين وتعطيل مصالح الناس والتركيز على بعض الهفوات البسيطة وتضخيمها؟
أؤكد لك يا سيدي المسؤول أني أقف إلى جانبكم ولا أتفق مع الدهماء الغوغائيين. فأنتم لم تأخذوا فرصتكم الكاملة لدراسة الموضوع ووضع خطة استراتيجية تنبثق من الواقع المحوري الصعب وهذا بالتأكيد يحتاج لأكثر من ثمان سنوات. فأنا أدرك تماماً أن الوقت يجري بسرعة وليس فيه بركة فسيروا في دراستكم على بركة الله ولا تلتفتوا لمن يبالغ في الأمور ويهول. خذوا وقتكم وراحتكم ونحن ننتظر أن تنتهي الدراسة ويبدأ العمل فإذا لم يستفد ولدي من مشاريعكم فلربما استفاد أحفادي وما أعز من الولد إلا ولد الولد والعجلة من الشيطان. مستعجلين على أيه؟
أستمتعنا يومين. الأولاد أخذوا إجازة من المدرسة وانبسطوا. والموظفين من لم يستطع الوصول لعمله معذور. والرجال ارتاحوا من مشارير السوق. المستشفيات أتعطل بعضها؟ فرصة للعودة للطب النبوي المبارك أو لاستعمال الفيكس وأبو فاس وما شابه؟ ثم لقد كانت فرصة لبعض الإبداع والمتعة باستعمال الزوارق والمركبات البحرية في شوارعنا.
أخيراً، ومن تحت الماء بكل الود أقول لكم
يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر
وجعلت الشارع في لحظة يجري كالنهر
إن كنت فطيناً ففراقك طلب بدهي
فأنا مبلول من رأسي حتى قدمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *