المنبر

رحيل الحبيب

اليوم سأتحدث عن علم من اعلام المدينة المنورة وأحد ابرز رجالها وسأروي لكم مقتطفات من سيرة حياته تلك الشخصية التي قد تكون شهادتي فيها مجروحة لكن بمجرد معرفتكم لها اخواني القراء سأحظى بتأييدكم لي ولي الفخر ان اتحدث عن ذلك العملاق انه والدي الشيخ سعود بن عبد العزيزالحجام رحمه الله ففي الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة من عام 1437للهجرة كان لنا لقاء مع القدر وقد رسم لنا لوحة فنية حزينة عندما تلقينا نبأ وفاة والدي الحبيب بعد صراع طويل مع المرض الذي اسأل الله ان يكون له تكفير لسيئاته وترفيعا لدرجاته وطهورا ومحبة من المولى عز وجل له .والدي وأي والد فقد كان من يراه للوهلة الاولى يرى فيه القوة والصلابة ومن يقترب منه يرى في داخله كومة حنان لاتوصف فلاتستغرب لذلك التناقض عزيزي القارئ فقد كان أب لخمسة بنات فقط فكان يريد أن يكون لهن الأب والأخ والصديق والمعلم وبالفعل كان هو الرجل الاول في حياتهن لم يفتر يوما بأعبائنا نحن وأبنائنا فقد كنت ارى فيه تارة طفلا صغيرا يلاعب احفاده وكأنه من جيلهم وقد امتلك قلوبهم وكانت له نظرة بعيدة لم نعرفها الا بعد رحيله عندما رأينا نتاج ذلك على احفاده ولوعة الفراق ظهرت في اعيونهم وتارة اخرى ارى فيه شابا فتيا يطير بين البلدان ليطمئن على احوال بناته الآتي يقمن خارج المدينة المنورة فكان دائماً يردد أنهن أغلى مايملك في حياته وتارة ثالثة ارى فيه شيخا وعمادا لاسرته ومرجعا لهم في جميع شؤونهم وكان منزله مفتوحا في اي وقت وكل قت لهم على الرحب والسعة كان مضربا للمثل في الكرم ليؤكد بذلك للجميع انه حفيد حاتم الطائي اما أصدقاؤه فكان لهم أوفر الحظ والنصيب من المحبة والتقدير والاحترام كان يقيم في منزله ندوة أسبوعية يلتقي فيها بأصدقائه يناقشون بعض المسائل الدينية والفقهية ويطمئن فيهاعلى احوالهم واذكر منهم رفيق دربه العم عباس عبد الجواد والشيخ سعود الزغيبي والشيخ عبد العزيز شاهيني والشيخ احمد عويضه حتى عندما داهمه المرض كنت أرى داخله بطلا مغوارا يصارع المرض ليس حبا في الدنيا وإنما ليظهر أمامنا بصورته التي عهدناهاعنه فلم اره يوما متأففا ولامتضجرا من مرضه طالما نحن وأمي الحبيبة حوله حفظ القرأن الكريم كاملا الذي أرجوالله أن يحفظه به في قبره واليوم ونحن نتلقى التعازي في وفاته أشعر وكأن كيانا وصرحا كبيرا قد إنهار أو كومة جليد تنصهر وتذوب وألم الفراق ومرارة ولوعة الفقد لايمكن وصفها وليس ذلك إعتراضا على قضاء الله وقدره وإنما تأكيدا لقول المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه عليه “إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون” وإنا على فراقك يا والدي لمحزونون أُسدل الستار على حياة البطل ولم يمت بقلب من عرفوه وأحبوه رحمك الله أبا عبير ياتاج رأسي ومهجة قلبي ونور عيني لن ننساك مادام القلب يخفق والأنفاس تلتقط ولن يكون آخر عهدنا بك الدنياحتى نلقاك بإذن الله في جنان الفردوس على سرر متقابلين لقاء ليس بعده فراق ولن أنسى على عجالة ان اذكر وقفات والدتي الحبيبه ابنة الشيخ عبد الرحيم عويضه رحمه الله بجوار والدي وأي وقفات ليس في مرضه فقط بل طوال حياته ولنا الفخر أن نقول لها بصوت واحد وراء كل رجل عظيم امرأة أطال الله بقاءك يا أعظم زوجة وأعظم أم وأعظم جدة والى جنات الخلد يا أغلى من سكن قلبي.
سهى سعود الحجام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *