متابعات

رفعت شعار السلام حق للجميع ولا شعوبية ولا عنصرية في الإسلام.. رابطة العالم الإسلامي.. 57 عاما في تعميق التفاهم والتعايش في المجتمعات متعددة الثقافات

مركز المعلومات- عبدالله صقر

رابطة العالم الإسلامي منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة ، تُعنى بإيضاح حقيقة الدعوة الإسلامية ، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع.
أنشئت بموجب قرار صدر عن المؤتمر الإسلامي العام الذي عقـد بمكة المكرمة في 14 من ذي الحجـة 1381 هـ الموافق 18 من مايو 1962 م وتستخدم في سبيل تحقيق أهدافها الوسائل التي لاتتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية .وتمثل الرابطة في كل من:هيئة الأمم المتحدة بصفة عضو مراقب بـالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية غير الحكومية ذات الوضع الاستشاري.- منظمة المؤتمر الإسلامي بصفة مراقب؛ تحضر مؤتمرات القمة، ووزراء الخارجية، وجميع مؤتمرات المنظمة- منظمة التربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) بصفة عضو- منظمة الطفل العالمية (اليونيسيف) بصفة عضو.

ميثاق الرابطة:
وبميثاقها يلتزم أعضاء الرابطة على تبليغ الرسالة السماوية ونشرها في جميع أنحاء العالم والتأكيد على أنه لا سلام للعالم إلا بتطبيق القواعد التي أرساها الإسلام كما تدعو الرابطة في ميثاقها الأمم عامة إلى التسابق في ميدان العمل لخير البشرية وإسعادها وتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفرادها وإيجاد المجتمع الإنساني الأفضل دون إفساد أو حب في السيطرة
أو الهيمنة على أحد وذلك ببذل قصارى الجهد في توحيد كلمة المسلمين وإزالة عوامل التفكك المحيقة بالمجتمعات الإسلامية المنتشرة في بقاع الأرض وتذليل العقبات التي تعترض إنشاء جامعة العالم الإسلامي.

وتؤكد الرابطة على مساندة كل مايدعو إلى الخير وتساعد على تأدية مهمته الإسلامية واستخدام جميع الوسائل الروحية والمادية والأدبية لتحقيق ما تصبو إليه الدول الأعضاء في هذا الميثاق مع التأكيد على توحيد الجهود لتحقيق هذه الأغراض بطريق إيجابي سليم ونبذ كل دعوى جاهلية قديمة منها وحديثة والإعلان الصريح بان لا شعوبية ولا عنصرية في الإسلام .
أهدافها ووسائل تحقيقها:

وتستخدم الرابطة في سبيل تحقيق أهدافها، الوسائل التي لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، ومنها:• الدعوة إلى تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على مستوى الأفراد والجماعات والدول- تنسيق جهود القائمين بالعمل الإسلامي في العالم، وإفادة بعضهم من بعض- تطوير أساليب نشر الدعوة بما يتفق مع القرآن والسنة ولا يخالفهما- رفع مستوى الوسائل الإعلامية، والدعوية، والتربوية، والتعليمية، والثقافية، لدى المسلمين، ورفع إنتاجية العمل فيها- إقامة الندوات، والدورات التأهيلية والتدريبية، والوسائل الإعلامية- الاستفادة من موسم الحج بتقريب أصحاب الفكر وقادة الرأي من بعضهم وتوثيق عرى التقارب بينهم وحثهم على تقديم الحلول العملية لرفع مستوى المسلمين في العالم – الإشراف على نشاط المجمع الفقهي الإسلامي، ودعم قيامه بتقديم حلول إسلامية لمشكلات العصر – دعم النشاط المؤدي إلى نشر اللغة العربية، ورفع مستوى تعليمها في أوساط الشعوب المسلمة العربية وغير العربية
وإنشاء مكاتب، ومراكز إسلامية تنشط لخدمة الأهداف الإسلامية و تقديم الإغاثة العاجلة للمسلمين المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والمساهمة في تفعيل نشاط المساجد وعمارتها.

مجالس الرابطة:
المؤتمر الإسلامي العام:
المؤتمر الاسلامي العام أعلى هيئة تشريعية يعبر عن مشاعر الشعوب الإسلامية في العالم وآمالهم للوصول إلى أهدافهم العليا ويعتبر أعلى سلطة في رابطة العالم الإسلامي وتستمد الرابطة شرعيتها منه وسلطة التكلم باسم الشعوب الإسلامية يتكون من مجموعة من كبار دعاة الإسلام المرموقين والناشطين في خدمته يجتمعون للنظر في القضايا الإسلامية الكبرى والعمل على حل مشكلات المسلمين وتحقيق مصالحهم وآمالهم الخيرة .

انعقد المؤتمر الاسلامي العام عدة مرات :المؤتمر الاسلامي العام الأول في عام 1381هـ الموافق 1962م وتأسست الرابطة بناء على قراره -المؤتمر الاسلامي العام الثاني في عام 1384هـ الموافق 1965م والذي كان من أهم توصياته التأكيد على دعم فكرة التضامن الإسلامي وإزالة العقبات التي تعترضها من ضعف الوازع الديني وازدياد النعرات المذهبية وتناقض المصالح الاقليمية والنفوذ الأجنبي والأفكار الدخيلة – المؤتمر الإسلامي العام الثالث في عام 1408هـ الموافق 1987م الذي كان من أهم توصياته ضرورة الإيمان بقدسية الحرمين الشريفين وتعظيم مكة المكرمة والأشهر الحرم وشعائر الحج وأن أمن الحرمين أمر منوط بمن يلي أمرها من المسلمين – المؤتمر الإسلامي العام الرابع عقد في سنة 1423هـ الموافق 2002م والذي كان من أهم قراراته تدور حول الأمة الإسلامية والدعوة إلى الله والعولمة وقضايا الشعوب الإسلامية كما أصدر المؤتمر ميثاق مكة للعمل الإسلامي وأصدر بياناً بشأن فلسطين وقراراً بتكوين هيئة عليا للتنسيق وملتقى عالمي للعلماء والمفكرين المسلمين .

المجلس الأعلى:
المجلس الأعلى هو السلطة العليا في الرابطة التي تعتمد كافة الخطط التي تتبناها الأمانة العامة للرابطة.
ويتكون المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي من (60) عضوا؛ من الشخصيات الإسلامية المرموقة، يمثلون الشعوب والأقليات المسلمة ويعينون بقرار من المجلس .
ويشترط في المرشح لعضوية المجلس الأعلى أن يكون من الدعاة إلى الله ممن له نشاط مشهود في العمل الإسلامي .

ويجتمع المجـلس دوريــا لاتخـاذ القرارات فيمــا يــعرض عـليه مـن البحـوث والقضايـا التي تقـدمها الأمانة العامة للرابطة، أو يقدمها ثلاثة من أعضاء المجلس واتخـاذ قرارات بشأنهـا، وذلك فيما يتعلق بمسيرة نشاط الرابطة لتحقيق أهدافها وتقديم النصح والتوصيات والمشورة للدول، والجماعات التي تحتاج إليها في خدمة الإسلام والمسلمين ، والعمـل في المجـلس الأعلى تطــوعي، لا يتقاضى أعضاؤه عنــه راتبا ولا مكافأة .

المجلس الأعلى العالمي للمساجد:
المجلس الأعلى العالمي للمساجد هيئة اعتبارية، يؤدي ما يقوم بتفعيل عمارة المسجد وترشيدها، بحيث يعود المسجد منطلقا حيويّاً لجميع ما يتعلق بحياة المسلمين الدينية والدنيوية، ويؤدي وظيفته التي كان يقوم بها في صدر الإسلام وحماية المساجد والأوقاف الإسلامية من الاعتداء عليها وعلى ممتلكاتها، والمحافظة على قدسيتها وطهارتها، وصيانتها، والعناية بها.
أنشئ بنــاءً عــلى قرار مؤتمر رسالة المسجد الذي عقد بمكة المـكرمة في رمضـان عــام 1395هـ الموافــق سبتمبر 1975م بدعــوة من الرابطة .

تكوينه :
يتكون المجلس الأعلى العالمي للمساجد من (40) عضوا يمثلون الشعوب والتجمعات الإسلامية في العالم، والعمل فيه تطوعي، لا يتقاضى أعضاؤه راتباً ولا مكافأة.
أهدافه:
تكوين رأي عام اسلامي في مختلف القضايا والموضوعات الاسلامية في ضوء الكتاب والسنة – محاربة الغزو الفكري والسلوك المنحرف- العمل على حرية الدعوة الى الله – حماية المساجد من كل اعتداء يقع عليها أو على ممتلكاتها – المحافظة على الأوقاف الإسلامية – الدفاع عن حقوق الأقليات الإسلامية .

اختصاصات المجلس :
وضع الخطط العامة لإحياء دور المسجد في التوجيه والتربية ونشر الدعوة وتقديم الخدمات الاجتماعية .
إصدار مجلة دورية باسم رسالة المسجد تعنى برفع كفاية الأئمة والخطباء الثقافية والفنية وتضع بين أيديهم نماذج رفيعة من الخطب والدروس المدعمة بالنصوص من الكتاب والسنة –
إصدار المؤلفات والنشرات التي تشرح مبادىء الإسلام وتوضح مزاياه -القيام بمسح شامل للمساجد في العالم وتدوين المعلومات اللازمة عنها وضبطها في سجل خاص وتفريغها في كتب ونشرات دورية بين حين وآخر-اختيار مجموعة من الدعاة القادرين على مهمة الدعوة والخطابة بعد إعدادهم للقيام بجولات توجيهية في مساجد العالم الإسلامي- إقامة دورات تدريبية مستمرة لأئمة المساجد وخطبائها مركزية وإقليمية تثري ثقافتهم وترفع كفايتهم – تشكيل هيئة أو مجلس إدارة لكل مسجد يتولى الإشراف المباشر على المسجد ومرافقه وملحقاته وإدارته وتنظيم شئونه – دراسة الأفكار وأنماط السلوك التي تتعارض مع تعاليم الإسلام- الاسهام في تأهيل الأئمة والخطباء وتدريبهم وايفادهم إلى مناطق تجمع المسلمين للإمامة والوعظ والارشاد .

توصيات مؤتمر السلام في الأديان:
اختتمت أعمال المؤتمر الدولي “السلام في الأديان السماوية”، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة مؤخرآ بمشاركة نخبة متميزة من كبار القيادات الدينية والفكرية والأكاديمية ذوي العلم والرأي والتأثير حول العالم.
وافتتحَ المؤتمر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محـمد بن عبدالكريم العيسى، مرحبًا بضيوف المؤتمر والمشاركين فيه، مؤكدًا على مركزية السلام وأصالة معانيه في تشريعات الأديان السماوية كلها، وأنها من القيم المشتركة الأساسية المتفق عليها بين الجميع.

وعبَّر المؤتمرون عن تقديرهم لاهتمام رابطة العالم الإسلامي بما تمثله من ثقل نوعي وعلاقات واسعة مع الشعوب الإسلامية ومؤسساتها بالتواصل مع العالم، ومد جسور التعاون والتعايش الإيجابي مع المجتمع الدولي، وإبراز القيم والأحكام المشتركة بين جميع الأديان والثقافات وجعلها ساحة واسعة لبناء التحالفات والتفاهمات، سعيًا لنشر السلام وتحقيق المثل والقيم الإنسانية النبيلة، والتصدي لمشاريع الصراع والتطرف والكراهية السلبية.

وتدارس المؤتمر عبر جلساته وحواراته وأوراق العمل المقدمة فيه دور الأديان السماوية في تعزيز السلام عبر العالم وحل كبرى الإشكاليات الراهنة.

وأكد المشاركون على ما يلي:الأديان السماوية منبعها واحد، تضمنت تشريعاتها تعاليم تصب في صالح الإنسانية في سلمها ووئامها- تمتلك الأديان رصيدًا كبيرًا في وجدان الإنسانية، مما يعطي القادة الدينيين القدرة على التأثير الإيجابي في المجتمعات، وهو ما يستوجب منهم التعاون والتشارك في خدمة القواسم المشتركة التي اتفقت عليها الأمم والملل- إثارة النزاع بين أتباع الأديان المختلفة هو رهان المتطرفين لتحقيق خططهم البائسة، وتجنيد الخلاف والشرخ في التأثير على السلام وتبديد التسامح الديني بإغراق العالم في دوامة الصدام والصراع
– التاريخ الطويل بين أتباع الأديان فيه صفحات مشرقة من التعاون والتعايش والتسامح والعمل الإيجابي البناء عبر حقب ممتدة وظروف متعددة، وهو ما يستدعي المحافظة على مكتسباته، والسعي في تطويرها، والإفادة منها في تعزيز العلاقات الإيجابية في العالم أجمع

– لم تكن حقائق الدين سببًا في الصراعات التي يشهدها عالمنا؛ فالأديان تدعو إلى قيم متسامحة، وإلى إقامة حياة عادلة، وحروبُ عالمنا اليوم نتاج متوقع لتراجع تأثير الدين في الحياة العامة، وطغيان المادية، وتعالي المصالح والنفعية الآنية، فضلًا عن غياب الوعي الديني والتأويلات والتعليلات الفاسدة للنصوص الدينية- تعميق التفاهم والتعايش في المجتمعات متعددة الثقافات سبب مهم في إزالة اللبس وتخفيف النزاعات المتفاقمة في مختلف أنحاء العالم، وهو ضرورة لتحقيق السلم العالمي والوصول إلى التعارف والفهم المتبادل- مواجهة التحديات العابرة للقارات عبر مفهوم الشراكة العادلة، واستثمار منجزات الحضارة الإنسانية ضرورة لتقليص المخاطر التي تهدد مستقبل الإنسانية وجودًا وحضارة وقيمًا.

وجاءت التوصيات على ضوء أطروحات المؤتمر وجلساته ومناقشاته وأوراق عمله، لينتهي المشاركون إلى جملة من التوصيات التي دعت إلى الآتي:رفع شعار عالمي جديد بعنوان: “السلام حق الجميع”، فليس يجدي المحاباة في تطبيق قيم العدالة والحرية والتسامح والسلام والتمييز الديني أو العرقي– تكثيف اللقاءات بين علماء الأديان وقادتها لدراسة المسائل والإشكالات العالقة وتشكيل مفاهيم مشتركة حولها، والتحرر من مؤثرات الصراع التاريخي المختزل بين بعض أتباعها، وبذل الجهود الدولية الفاعلة لتحقيق الكرامة للإنسان وحفظ حقوقه، وتحقيق التعايش السلمي والآمن بين المجتمعات البشرية– دعوة المؤسسات التابعة للأديان الكبرى في العالم إلى التعاون والتنسيق فيما بينها في خدمة المشتركات الإنسانية، وتجاوز الخصوصيات والاعتراف بها، ونبذ الخلافات الشكلية والتاريخية، والتواصل مع صناع القرار السياسي والثقافي والاجتماعي لتمكين القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية العليا والمشتركة، والعمل مع الفعاليات السياسية والاجتماعية والحقوقية لاحترام الخصوصيات للأقليات الدينية والإثنية، ودعوتها إلى أن تكون مصدر إشعاع حضاري وعلمي في بلدانها، وأنموذجًا متميزًا في حسن التعامل والتعايش والتسامح، نائين عن دعوات التطرف والكراهية والاستفزاز– دعوة أتباع الأديان للإسهام في العطاء الإنساني بما يخدم الإنسانية ويحقق سعادتها، مع التأكيد على أن التنوع الديني والثقافي في المجتمعات البشرية لا يستوجب الدخول في الصراع، بل يتطلب الانتقال إلى مرحلة التعارف وإقامة شراكات عادلة وتواصل إيجابي ضمن عقد اجتماعي يتوافق عليه الجميع، ويستثمر تعدد الرؤى المدنية في إثراء الحياة الحضارية، وتحقيق التنمية الشاملة– الالتزام بمبدأ حق الاختلاف يحافظ على الإرث الإنساني المتعدد، ويرعى مكتسبات الإنسانية في القرن الواحد والعشرين، والتعاون بين محبي السلام يبرز قيم التعايش ويكرسها، ويجعل الحوار البيني بين مختلف الحضارات أجدى في حل مشكلات المجتمعات المعاصرة– إغاثة جميع المهجّرين واللاجئين والمشردين الذين ذاقوا ويلات الحروب والصراعات، والإسهام في تخفيف معاناتهم واحتوائهم إيجابيًّا ليتجاوزوا محنتهم، والحيلولة دون أن تتخطفهم الانحرافات الفكرية والجماعات الإرهابية– تثمين مبادرة رابطة العالم الإسلامي في دعم جهود الدمج الإيجابي لما يسمى بالأقليات الدينية والثقافية في مجتمعاتها الوطنية، والتنويه باقتراحها بتسمية دولها بدول التنوع الديني والثقافي، وفئتها الأقل عددًا بفئة الخصوصية الدينية والثقافية، باعتبار وصفها بالأقليات مسيئًا لكيانها وهضمًا لحقها الوطني ومؤثرًا على برامج اندماجها الإيجابي.

الرابطة والفاتيكان:
كما وقّع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال جان لويس توران، مؤخرآ اتفاق تعاون لتحقيق الأهداف المشتركة، متضمنة إنشاء لجنة عمل دائمة بين المجلس البابوي والرابطة، برئاسة كل من الكاردينال توران والدكتور العيسى.
ويأتي هذا الاتفاق تتويجاً للتعاون السابق بين الجانبين، بعد زيارة الأمين العام للرابطة للفاتيكان في سبتمبر من العام الماضي، ولقائه مع البابا فرنسيس والكاردينال توران، إضافة إلى الزيارة الأخيرة للكاردينال توران إلى المملكة بين (13 – 20) إبريل الماضي.

وتضمن الاتفاق كذلك اتفاق الطرفين على إنشاء لجنة تنسيقيّة تلتقي سنوياً للتحضير للاجتماعات وتضم شخصين من كل طرف، على أن تلتئم اللجنة المشتركة مرّة كل عامين، ويكون مقر اجتماعاتها بالتناوب بين روما ومدينة تختارها رابطة العالم الإسلاميّ.
كما نص الاتفاق على أن يصدر طرفاه إعلاناً ختاميّاً في نهاية كل اجتماع للجنة العمل الدائمة، وأن تكون الجلسات الافتتاحيّة والختاميّة مفتوحة لوسائل الإعلام.

وأكد الاتفاق ضرورة الحوار في عالم أصبح أكثر تعددا للأعراق والديانات والثقافات؛ والإيمان بالروابط الدينيّة والروحيّة الخاصّة القائمة بين المسيحيين والمسلمين، وضرورة إقامة علاقات احترام وسلام مُثمرة بينهم؛ إضافة إلى الدور المهمّ الذي يضطلع به المجلس البابوي في تعزيز علاقات بنَّاءة مع المؤمنين من الديانات الأُخرى، والدور المتميّز لرابطة العالم الإسلاميّ على مستوى الشعوب الإسلاميّة، وفي مجال الحوار بين الأديان.
وكان الأمين العام للرابطة استقبل في الرياض رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، وجرى خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأشاد رئيس المجلس البابوي بجهود الدكتور العيسى، منذ تعيينه على رأس رابطة العالم الإسلامي، في قيادة مبادرات لتعزيز العلاقات وبناء الجسور بشعور فياض من الانفتاح والحماس والتصميم، وقال: «ليس في نيتي هنا أن أقدم قائمة بمبادراتكم العديدة، إلا أنني على إدراك تام بما تقدمونه من أفضل الجهود لجعل منظمتكم وبرامجها، تعكس حقا ما يعنيه اسمها، حلقة وصل، ليس بين المسلمين فحسب، بل مع المؤمنين بالديانات الأخرى، وبصفة خاصة المسيحيين لتحقيق الأهداف المشتركة».
ونوه إلى أن توقيع الاتفاق بين الرابطة والمجلس البابوي، خطوة ذات مغزى في رحلة الصداقة والتعاون الذي نعمل من أجله، داعياً الله أن يبارك الجهود لتحقيق صالح الإنسانية جمعاء.

وأوضح أن جميع الأديان تضم حكماء معتدلين، ويعتنقها أيضاً أصوليون متطرفون، حادوا عن جادة الفهم السليم والحكيم لأديانهم؛ يلغون كل من لا يشاركهم رؤاهم، ويتحولون بسهولة إلى العنف والإرهاب باسم الدين، فيسيئون لأنفسهم ويدمرون الآخرين ويشوهون صورة دينهم وإخوانهم المؤمنين، مؤكداً في هذا السياق أهمية التعاون ليسود العقل والفهم السليم. وتطرق الكاردينال توران، إلى دعوة الآخرين للأديان كضرورة دينية مدفوعة بالحب، مستشهداً بالأمر القرآني «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» التي تضع قاعدة أخلاقية يقبلها المسلمون والمسيحيون، مشدداً على أهمية استبعاد الفرض والتهديد والعنف والتوظيف اللاأخلاقي للعمل الإنساني أو غيره في هذا السياق.

ولفت إلى ضرورة تحقيق مبدأ «المواطنة الكاملة» لجميع المواطنين، التي تعد عتبة لكل البلدان في عالم أصبح متشعب الأديان والثقافات بصفة متزايدة، واتباع القاعدة الذهبية الموجودة في الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى، «والتي تحفزنا على أن نعامل الناس كما نريد أن يعاملونا». وحض الزعماء الدينيين، على تجنيب الأديان خدمة أيديولوجيات ضيقة، مع السعي لنشر التربية والوعي الديني السليم، والإيمان بالتعددية ورفض العدوانية والجهل والتهجم على أتباع الأديان الأخرى، واتخاذ الإرهاب عدواً دائماً مستمراً يرفض كل هذه المبادئ، ولا يمكن تبريره بدوافع دينية.

وقال: «إن التهديد الذي يحيق بنا ليس صدام الحضارات، إنما هو مواجهة الجهل والراديكالية، أما ما يهدد الحياة كلياً فهو الجهل أولاً؛ لذا فإن الاجتماع والتحدث لبعضنا، ومعرفة بعضنا، والبناء سويا نحو الأهداف المشتركة، هي دعوة لمواجهة الآخر، وأيضاً اكتشاف أنفسنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *