حوار

د. عسيلان مؤكدًا أهمية حوار الحضارات: الإعلام اللاعب الأكبر في تشكيل الثقافة والفكر

حوار: محمد حامد الجحدلي

التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة تفرز متغيرات وتحديات خطيرة ، من هنا كان الثقل السياسي الكبير والدور الرائد للمملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده – حفظهما الله ، لتوحيد الصف العربي والاسلامي وتعزيز سبل الاستقرار في المنطقة ، وتقوية جسور الحوار الحضاري والسلام العالمي .

للوقوف على جوانب مهمة من هذه القضايا ، حملت أسئلتي إلى رجل ثاقب النظرة ، عرفته إبان مشاركاتي في ورش عمل لمركز الحوار الوطني. إنه الدكتور غسان عسيلان عميد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات ، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. فإليكم الحوار:

•• قلت للدكتور غسان : من خلال تجربة الابتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، للحصول على درجتي الماجستير2003م والدكتوراه 2009م من جامعة إنديانا ، ماقراءتكم لواقع وتحديات مجتمعاتنا العربية ؟
-مجتمعاتنا العربية بخير، رغم ما قد يشاع عنها من ضعف ثقافة الحوار، ومع ذلك نحن بحاجة لبذل مزيد من الجهد لتعميق وترسيخ أسلوب النقاش والتحاور فيما بيننا، وينبغي اعتمادنا على أسلوب الحوار؛ لإنتاج جيل من العقليات الواعية التي تعتمد الحوار الهادئ منهجا في حياتها.

•• ما الذي ينقصنا لاعتماد أسلوب الحوار بدلاً من الصوت العالي ؟
– البعض يميل إلى جلد الذات ، والميل إلى المبالغة في النقد لإثبات رأيه وتسفيه آراء الآخرين، والبعض يرى المجتمعات الغربية بنظرة مثالية ، لكنها في واقع الأمر ليست بمثل تلك الصورة التي يظنها البعض، فبينهم مشاحنات وخلافات وصدامات ، وصراعات مجتمعية كثيرا ما تخرج عن إطار الحوار والنقاش إلى العنف والجريمة .. وبالنسبة لمجتمعاتنا، فبالتأكيد لسنا مجتمعا ملائكياً ولسنا بالسوء الذي ترسمه عنا وسائل الإعلام المغرضة ، وبجهود تثقيفية سوف نكون في الاتجاه الصحيح.

•• وماذا عن مهام مركز حوار الحضارات ؟
– بطبيعة الحال تقوم المجتمعات الإنسانية على التعدد، والتنوع دينيا أو مذهبيا أو عرقيا أو ثقافيا ، ونعمل على معالجة النزاعات بين التيارات الفكرية والإيديولوجية المختلفة للتقليل من ازدياد حدتها، والذي أخذِ منحى العنف والتدمير وإقصاء الآخر، فقد كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن التعددية والاختلاف والحوار والتعايش بين البشر جميعاً، وقد أنشئ الكثير من المراكز العلمية والكراسي الأكاديمية في أعرق الجامعات العالمية، ومنها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة.

• إذاً ما مسؤولية وسائل الإعلام المتعددة في الوقت الراهن ؟
– المطلوب من الإعلام كثير جدا، فهو الذي يشكل الشخصية الإنسانية ، وإن توخينا الدقة أكثر لقلنا: إن الإعلام هو اللاعب الأكبر أثرا في تشكيل الأفكار والقيم والميول والتوجهات، وينبغي لجميع وسائل الإعلام تعزيز وغرس قيم التسامح والتحاور والتعايش في عقول ونفوس الأجيال الجديدة، والحفاظ على الأخلاق المشتركة بين جميع الأديان جميعاً.

• هذا يجعلني أسأل عن علاقتكم بالإعلام وعن أهم محطاتكم العملية؟.
– بالنسبة لي فالإعلام يمثل لي شغفا خاصا، وهذا ما جعلني ألتحق ببعض الدورات التدريبية في المجال الإذاعي والتلفزيوني ، وعزز ذلك تمكني، بفضل الله تعالى، من اللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى أن لدي الكثير مما أقدمه لخدمة وطني ونفع إخواني المشاهدين والمستمعين، فمثلا من خلال البرامج الهادفة يمكننا المساهمة في وعي الناشئين والشباب ، عن طريق تقديم إعلام يحترم العقول ، وعملت مذيعاً متعاوناً مع القناة السعودية الإنجليزية الثانية وكانت تجربة موفقة.

أما عن محطات الحياة فمنذ تخرجي من الجامعة عملت في مجالات كثيرة منها التدريس،والبحث العلمي والعمل الأكاديمي ، وأسأل الله، أن أكون قد وفقت في تقديم كل ما يخدم ديني ووطني، والحقيقة أن المجالات العملية لكل منها مذاقه الخاص ، وأنا أعشق المجالات الفكرية والثقافية ، أما تكليفي بعمادة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فهو من أروع التجارب العملية والوظيفية التي شَرُفت بإسنادها إلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *