البيعة

خـادم الحـرمين الشـريفيــــــــــــن الملك سلمان بن عبدالعزيز .. عام من الإنجازات.. ومواجهة التحديات

دور متعاظم للمملكة في خدمة العمل الإنساني
تطوير العلاقات الدفاعة والاقتصادية والشراكة مع الدول الصديقة
الملك سلمان يؤكد دائما على العناية بالقرآن الكريم
مواجهة شاملة ضد الإرهاب ودور إقليمي ودولي لمحاربته

 

الرياض – البلاد
تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء , الثالث من شهر ربيع الآخر بالذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مقاليد الحكم.
والاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على كل مواطن ومواطنة هو احتفاء بسنة من الأمن والأمان والانجاز والعطاء , تم خلالها تطوير الأنظمة وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة ، ومواصلة تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة ، ليعم نفعها شرائح المجتمع كافة المحتاج قبل الغني والقرية قبل المدينة ، حتى تتحقق بإذن الله تنمية متوازنة وشاملة , وبالرغم من أن المشاريع لا سيما الكبيرة منها مثل الموانئ والمدن الاقتصادية ومركز الملك عبدالله المالي ومشاريع الطرقات والسكة الحديدية ، تستغرق بعض الوقت في تشييدها وبنائها وتشغيلها وظهورها إلى حيز الوجود، إلا أنه بدأت تنعكس آثارها الإيجابية على الحياة العامة للمواطن من خلال تنشيط الدور الاقتصادي والحركة التجارية والعقارية، وتهيئة فرص أكبر وأكثر لمصادر الدخل والعيش الكريم.
فجميع أنحاء المملكة – ولله الحمد – تحولت إلى ورشة عمل ومرحلة بناء في الوقت الذي يمر العالم فيه بأزمة مالية خانقة ، وفي حقيقة الأمر، فإن هذه المشاريع المتعددة والمتنوعة التي تهدف إلى خير ورفاهية المواطن ترسخت من خلال المواطن وولائه لقيادته وانتمائه لوطنه، ومن التفاف الرعية حول الراعي، بحبل من الود والحب الساكن في القلوب والنفوس.
ولم يأل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – منذ توليه الحكم في المملكة ، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلد خلالها – رعاه الله – العديد من المناصب.
وعلى المستوى الداخلي برزت رعايته – حفظه الله ـــ حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مدشنًا خلال الحفل مشروعات الجامعة المنجزة التي شملت مبانٍ تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل من إسكان أعضاء هيئة التدريس ، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية بقيمة إجمالية بلغت حوالي ( 3.235.000.000 ) ريال.

وفي 11 / 6 / 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبد العزيز “الفهد .. روح القيادة” التي نظمها أبناء وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وافتتح – رعاه الله – في العشرين من نفس الشهر مشروع تطوير حي البجيري في الدرعية، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية , موقعًا – أيده الله – على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال.
تلا ذلك رعايته – حفظه الله – حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث دشن ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية.
وفي الثالث من شهر شعبان الماضي افتتح خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في الرياض عددًا من المشروعات الطبية في وزارة الحرس الوطني شملت مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمختبر المركزي.
وقام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – في الثاني عشر من الشهر نفسه بزيارة للمسجد الحرام في مكة المكرمة حيث توجه إلى داخل الكعبة المشرفة وصلى ركعتي السنة وتشرف بغسل جدار الكعبة المشرفة ثم تفقد المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف واطلع – حفظه الله – على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي وما تم إنجازه والعناصر المرتبطة به.
وفي شهر رمضان المبارك رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في مكة المكرمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع “خير مكة” الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين ، واطلع – أيده الله – في مقر إقامته بالمدينة المنورة على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي والمنطقة المركزية وشاهد مجسمات ومخططات لمشروعات توسعة المسجد النبوي، ودرب السنة الذي يربط الحرم النبوي بمسجد قباء، وتوسعة مسجد قباء، إضافة إلى مشروع دار الهجرة وما تشتمل عليه تلك المشروعات من شبكة للنقل وتفريغ الحشود، ثم رعى – إيده الله – حفل تسليم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة.
وزار الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال شهر رمضان المبارك مسجد قباء في المدينة المنورة، مؤديًا ركعتي تحية المسجد خلال الزيارة.
وافتتح – حفظه الله – مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 8 ملايين مسافر سنويًا في المرحلة الأولى سترتفع إلى 18 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيس فستوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويًا.
وشهد الشهر الفضيل أيضًا تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، وتفضل خادم الحرمين الشريفين بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام المكون من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع يستوعب 000 ر 300 مصل.
كما دشن – أيده الله – ساحات التوسعة التي تبلغ مسطحاتها 000 ر 175 متر مربع وتتسع لحوالي 000 ر 330 مصل، وأنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية.
وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بالقضايا العربية وصل – أيده الله – إلى مدينة شرم الشيخ يوم الثامن من شهر جمادى الآخرة على رأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين.
وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – في كلمة ألقاها أمام القمة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية.
وقال – حفظه الله – : “في اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية – وهي فئة محدودة – من الانقلاب على السلطة الشرعية ، واحتلال العاصمة صنعاء ، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره”، لافتًا الانتباه إلى أن المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة واستمرارها في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن وللمبادرات السلمية كافة، والمضي قدمًا في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ ولذا فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان من مليشيا الحوثي الذي يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدًا للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة، مؤملاً أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب.
وقال – حفظه الله – في كلمته: “إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، وموقف المملكة العربية السعودية يظل كما كان دائمًا، مستندًا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضح أن الأزمة السورية مازالت تراوح مكانها ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية، مشددًا – رعاه الله – على أن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، قائلاً: “لا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا”.
وقد سطر خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – منذ توليه إمارة الرياض ملاحم كثيرة ستبقى شاهدة على حسن الأداء وغزارة العطاء في مجالات متعددة.
فلقد كان الملك سلمان – حفظه الله – دائم التوجيه والتنبيه على رجال الأعمال في المملكة أن يضعوا الله – عز وجل – نصب أعينهم في كل تعاملاتهم استنادًا لما دأبت عليه بلاد الحرمين في شتى المجالات، ففي لقاءٍ جمعه ببعضهم في مقر الغرفة التجارية الصناعية في العاصمة الرياض قال لهم – أيده الله – : إنكم مسؤولون مسؤولية كبرى أمام الله قبل كل شيء ثم أمام مواطنيكم ووطنكم أنتم وزملائكم في الغرف التجارية الصناعية الأخرى ورجال الأعمال في كل المجالات، مضيفًا: “من أشاهده الآن أمامي من وزراء سابقين ونواب وزراء ووكلاء وزارات ومديري عموم في الدولة اكتسبوا الخبرة والتجربة من عملهم الرسمي وجاءوا في عمل آخر لا يقل أهمية على الإطلاق عن عملهم الرسمي الحكومي، فواجب الدولة عليكم أو عليهم أدوه , والآن يؤدون واجب آخر هو واجب الاقتصاد الوطني … الارتجال دائمًا أو القفز السريع ربما فيه بعض مكاسب , وربما البعض حقق بعض مكاسب منه.. لكن الشيء المبنى على أسس ثابتة هذا هو ما نريده”.
ومن أوجه رعايته – رعاه الله – لمناشط الاقتصاد في المملكة افتتاحه لعديد المعارض والندوات والفعاليات الاقتصادية ونذكر منها افتتاحه معرض الصناعات الوطنية والكهرباء، الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين بأنه تجسيد للصورة الحقيقية للصناعة السعودية.
كما كان دائم المطالبة من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة أن تعطى فكرة كاملة عن الصناعات الوطنية حتى تصل لكل مواطني المملكة ويتعرفوا عليها ويستفيدوا منها أسوة بغيرها من المنتجات والصناعات.
ونذكر أيضًا رعايته حفل جائزة الملك عبد العزيز للمصنع المثالي حيث يسلم – حفظه الله – الدروع والشهادات للمصانع الفائزة في مختلف القطاعات الصناعية، وكذلك افتتاحه الاجتماعات المشتركة للهيئات المالية العربية وتأكيده أن المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام مسيرة هذه الهيئات وتعمل بالتعاون مع أشقائها على ضمان استمرار جهودها في دعم التنمية الاقتصادية في الوطن العربي وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دوله.
وقد كان خادم الحرمين الشريفين يؤمن أيما إيمان أن السعودة عامل مهم جدًا ومتطلب وطني وشعبي في المجال الاقتصادي الخاص ولذلك فالدولة رعاها الله توليها جل الاهتمام وتشجع رجال الأعمال على تنفيذها لما تعود به من نفع وفائدة للتاجر وللمواطن وللدولة.
وحينما افتتح – حفظه الله – منتدى التنافسية الدولي شدد على أن الإصلاحات سوف تستمر بإذن الله وبالتزامن معها أعلن أن مشروعًا متكاملاً لإصلاح القضاء تم تبنيه بتخصيص سبعة مليارات ريال لإنجاحه وكذلك تم تبني مشروع متكامل آخر لا يقل أهمية وهو برنامج تطوير التعليم العام في المملكة وخصص له أكثر من ( 11 ) مليارا من الريالات .
ولا شك في أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بتطور الاقتصاد السعودي يجسد اهتمام الحكومة الرشيدة بتحقيق معادلة اقتصادية أسسها بيئة اقتصادية جاذبة ورؤوس أموال ناجعة ومواطن ينهل الفائدة، في سبيل تحقيق عيش رغيد على أرض الحرمين الشريفين.
و”من فضل الله ونعمه، أن نحتفل كل سنة، بأهل القرآن من حفظته، وتاليه، ومجوديه، ومفسريه”. “إن أكبر النعم من الله عز وجل، وهي كثيرة، أن نقرأ كتابه ونعمل به، وهذه البلاد، والحمد لله، دستورها كتاب الله”.
هكذا يردد خادم الحرمين الشريفين في كل مرة يرعى فيها حفلاً لتكريم حفظة كتاب الله الكريم أو حينما يفتتح جامعًا أو مسجدًا في المملكة، تلك الرعايات والافتتاحات التي لازمت اسم سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا للرياض حتى بات خادمًا للبيتين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وملكًا لدولة هبط فيها الوحي وباتت قبلة للمسلمين في كل أرجاء المعمورة.
يكفي ليعرف كل منا حجم اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقرآن الكريم وأهله أن يخوض في معاني كلماته وهو يقول: “الحمد لله، ففي كل مدرسة، أو جامعة، أو مسجد، وفي كل منطقة، ومحافظة، وقرية، هناك من يعمل على تشجيع حفظ القرآن وتجويده وتفسيره، وهذه نعمة من الله… ديننا، والحمد لله، بما أنزله الله عز وجل، في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أبان لنا مالنا وما علينا في آخرتنا ودنيانا؛ لذلك من أوجب الواجبات على الإنسان منا، أن يدرس دستور بلاده، القرآن الكريم، وأن يدرس السنة، التي تفسر القرآن، كما فعل الرسول، صلى الله عليه وسلم”.
يرافق رعايته – أيده الله – للقرآن وأهله ما يقدمه من دعم معنوي، ومادي، لحفظة كتاب الله، حيث يأتي هنا على سبيل الذكر لا التعداد، تخصيصه مبلغ مليون ونصف المليون ريال لجائزته – حفظه الله – لأفضل حافظ وحافظة للقرآن الكريم، في مختلف مناطق المملكة.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يؤكد في كل مرة أن اهتمامه بالقرآن الكريم وأهله؛ ينبع من اهتمام المسلم بدينه أولاً، ثم لما نهجته المملكة العربية السعودية، في رعايتها للإسلام والمسلمين، منوهًا بالدعم غير المحدود الذي يقدمه ملوك المملكة للجمعيات الخيرية.
لم يكن خادم الحرمين الشريفين، يرى أن رعايته واهتمامه بالقرآن الكريم، وأهله، واجبًا وأمانة فقط، بل إنه عد رئاسته الفخرية لجمعية تحفيظ القرآن الكريم، ودعوته لرعاية أي نشاط أو حفل أو مسابقة للقرآن الكريم، بمثابة التشريف الذي لا يتوانى – حفظه الله – في تقلده وتلبية طلب مقيمه وراعيه؛ لذا نجده – أيده الله – يقول: “أي شرف أسمى وأكبر أن يحضر الإنسان في حفل تكريم حفظة كتاب الله الذي هو دستور هذه البلاد وما قامت عليه هذه الدولة”.
ويدون التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، نصيحته للشباب، حين حثهم على أن يكونوا قدوة لغيرهم من خلال تخلقهم بأخلاق القرآن الكريم، قائلاً: “حافظ القرآن لابد أن يكون قدوة فاعلة وأن يتخلق بأخلاق القرآن وبسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام حتى يكون نافعًا لدينه ووطنه ومجتمعه، وإن على أبنائي أن يتحصلوا على العلم النافع الذي يحميهم بعد الله تعالى من الانحراف, وأن يطبقوا مبدأ الوسطية التي حث عليها ديننا الحنيف بلا غلو ولا تفريط”.
وارتبط اسم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – ارتباطًا وثيقًا ومتلازمًا بمنطقة الرياض على مدى سنوات طوال تبادلا خلالها العشق تطورًا وعطاءً، فلم يدخر – أيده الله – جهدًا في سبيل تطوير المنطقة التي تسارعت في نموها وتطورها حتى باتت من أجمل العواصم العربية.
ولعل البنى التحتية للمدن تشكل دائمًا البذرة الأولى نحو مدن عامرة متعايشة وهو ما حرص عليه خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض وحتى وقتنا الحاضر.
كما أن التطور العمراني بما يشمله من طرق ومساكن وغيرها، والتطور الخدمي في مختلف المجالات، يمثلان ركيزتان أساسيتان قامت عليهما أسس تطوير مدينة الرياض.
ذات يوم قال الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في رؤية تجسد بعد نظر ودراية ثاقبة: “كما نعلم فإن مدينة الرياض في نمو وتطور دائمين بفضل الله ثم بفضل الدعم السخي والرعاية الكريمة التي تحظى بها مختلف مناطق المملكة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وهذا يؤدي إلى تنامي الطلب على الوحدات السكنية مما يضاعف من مسؤوليتنا جميعًا في مواجهة هذا الوضع بحيث يكون تفاعلنا مع هذه القضية المهمة بالمستوى اللائق والفاعل، ولا شك فإن مجال الاستثمار في هذا الشأن هو مجال مربح جدًا والحمد لله الإمكانات الاستثمارية موجودة في هذه البلاد؛ لذلك أدعو جميع المستثمرين لمضاعفة جهودهم ولاشك أن الأمن والاستقرار الذي تتمتع به هذه البلاد والرعاية الكاملة من الدولة بهذا المجال يتيح الفرصة الكبيرة لهم”.
لقد كان – حفظه الله – حريصًا كل الحرص على عقد الاجتماعات الدورية للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والخروج منها بكل ما يخدم المنطقة ويرفع من جاهزيتها لملاحقة التطور بين مثيلاتها في مختلف الدول، ومراجعة سير العمل في عدد من النشاطات والمشروعات التطويرية في المخطط الإستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، كما كان – رعاه الله – راعيًا ومفتتحًا ومدشنًا للكثير من الفعاليات والمشروعات ذات الصلة بذلك.
مما يذكر من ذلك افتتاحه مبنى المقر الدائم للمعهد العربي لإنماء المدن بحي السفارات في الرياض, إضافة لافتتاحه اجتماعات المعهد، وافتتاحه – سلمه الله – مشروع مقر الإدارة العامة للدفاع المدني بمنطقة الرياض ومركز الدفاع المدني بمنطقة قصر الحكم، إضافة لافتتاح الحملة التي نظمتها أمانة مدينة الرياض للمحافظة على البيئة الطبيعية والوظيفية لوادي حنيفة.
وفي الخامس من شهر رجب لعام 1419هـ, أعلن الملك سلمان حينما كان رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أنه صدرت الموافقة السامية على اقتراح الهيئة بأن تتولى الهيئة الإشراف على تطوير مدينة الدرعية (عاصمة الدولة السعودية الأولى), مبينًا أنه بهذا المشروع ستكون الدرعية علاوة على أهميتها التاريخية والأثرية منطقة جذب ترفيهي لسكان مدينة الرياض، وهو ما بدأنا نراه منذ ذلك الحين وصولاً لافتتاحه – رعاه الله – لمشروع تطوير حي البجيري الذي بات يمثل رافدًا ترويحيًا وسياحيًا لسكان مدينة الرياض وزوراها.
وشهدت الدرعية أيضًا إبان رئاسته – حفظه الله – للهيئة, افتتاح جامع الإمام محمد بن سعود الذي أمر الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – ببنائه على نفقته الخاصة.
ولم يأن خادم الحرمين الشريفين ولو للحظة واحدة أن يسعى بكل جهده لتشجيع ورعاية التطور الاقتصادي لمدينة الرياض فقد كان – رعاه الله – يرى أن التطوير الاقتصادي في مدينة الرياض يعد أحد أبرز الجوانب التي تهتم بها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إلى جانب اهتماماتها الأساسية الأخرى كالعمرانية والاجتماعية والثقافية وحماية البيئة وإنمائها.
ومن بين المشاريع التي رعاها الملك سلمان وأشرف على سير العمل فيها حينما كان أميرًا للرياض ونراها الآن شاهدة على فترة ناجحة من العمل مركز النقل العام بمدينة الرياض وحديقة برج مياه الرياض (حديقة الوطن) ومتنزه سلام ومركزي الفيصلية والمملكة التجاريين إضافة للكثير من المشاريع الشبابية والرياضية والصحية والثقافية وغيرها.
سئل خادم الحرمين الشريفين حينما كان أميرًا للرياض عن هاجسه في ظل التطور الذي تشهده مدينة الرياض فقال – حفظه الله -: “توفير الخدمات والطرق للمواطنين وطبعًا الأمن والعدل قبل كل شيء… لكن عندما نقول تطور فالواقع تطور حولي… تطور في الرجال الموجودين الآن وفي الكفاءات السعودية على مختلف التخصصات في نفس المكان الموجودين فيه الآن وهذا هو التطور فالمملكة ولله الحمد تطورت بأبنائها”.
ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – جولات عدة في ربوع المملكة ومناطقها منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض، ومن ذلك نستذكر زيارته – حفظه الله – لمنطقة حائل في عام 1419هـ حيث استقبله صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة – آنذاك – بحفل كبير نظمه وأهالي المنطقة في مركز الأمير سلطان الحضاري للاحتفالات.
ومن ضمن زياراته لمناطق المملكة ومدنها زيارته إلى مدينة أبها، راعيًا حفل توزيع جائزة أبها لعام 1419 /1420هـ على مسرح المفتاحة بمركز الملك فهد الثقافي حيث سلم – أيده الله – الفائزين البالغ عددهم 122 فائزًا جوائزهم في فروع الجائزة الأربعة.
وفي عام 1433هـ شرف خادم الحرمين الشريفين حينما كان وزيرًا للدفاع حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة تكريمًا له، مرحبًا به – حفظه الله – بكلمات قال فيها الفيصل: “مرحبًا بسلمان صنو سلطان .. مرحبًا برمز الوفاء للإخوان .. مرحبًا برجل الآن .. بعد رجل الزمان .. أسماء ودلالات .. وأشقاء وإشارات .. ويجمع الماجدين في تاريخ الوطن وقفات .. وتتطابق حروفًا أربعة وينفرد واحد .. ويتعلق هناك سلطان .. ويتجلى هنا سلمان .. لله درك يا وطن يتسامق نخيل الوطن على أرضه .. وتتسابق صقور العز في سمائه .. نعتز فيك بكتاب الله وسنة رسوله .. وباحتضانك للرجال والرجولة .. فيك شعب لا يقبل دون الصدارة مكانًا .. ولا يرضى على ترابه خائنًا أو جبانًا”.
فيما سطر خادم الحرمين الشريفين كلمات خص بها مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث قال: “إننا ولله الحمد شعب واحد ، وحدتنا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأنتم في هذه المنطقة قلوب الناس وأبصارهم تتجه إليكم لبيت الله الحرام ، ولا شك أننا نعد كلنا مسؤولين في هذه الناحية ، والحمد لله المعتمر والحاج والزائر يتمتع بالأمن والاطمئنان في هذه البلاد ، وهذا أتى من تعاون وتضامن حكام هذه البلاد مع مواطنيهم ، والحمد لله نرى الآن الأمن والاستقرار الذي زرعه آباؤنا وعلى رأسهم الملك عبد العزيز – رحمه الله – وأبنائه من بعده وجمعوا الشمل كله تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وأضاف: “عندما أذكر دائمًا مكة والمدينة أقول هذه أكبر نعمة أنعمها الله علينا في هذا البلد الذي فيه أول بيت للناس ونزل فيه القرآن على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية والحمد لله كان هناك المهاجرون والأنصار وأصبح الجميع من أنصار هذه الدعوة ، والحمد لله بلادنا تعتز وتفتخر بهذا لكنها تدرك المسؤولية”.
وتلت زيارته لمنطقة مكة المكرمة زيارة منطقة عسير حيث شرف – حفظه الله – حفل العشاء الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير تكريمًا لمقدمه ومرافقيه.
وهناك باحت عسير مجددًا بولائها ووفائها الدائمين، من خلال كلمات لأميرها، قال فيهن: “هذه عسير الولاء والوفاء تأتي إليكم وقد لبست من الرجال ما يكسو الجبال… قد نثرت بالجمال في حضرة أمير الآمال… هذه عسير التي أتت إليك يا سيدي… مثلما كانت وفية ليوم الفاتح من جند أبيك… ومثلما كانت منذ عهدها القديم مع جدك الإمام الأول حين كانت عسير منذ ثلاثة قرون عنوان وحدة هذا الوطن ورمز التقاء السهل والجبل في مسيرة الولاء والخير والأمل”.
وإلى المدينة المنورة توجه سلمان بن عبد العزيز، سبقه لذلك سعادة غامرة أعرب عنها نيابة عن أهالي المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة آنذاك، حينما قال: “هذه الزيارة الميمونة لسلمان الوفاء والعطاء محل فخر واعتزاز وتقدير أبناء المنطقة جميعًا, من رجل يمثل منزلة عالية في نفوس الجميع… رجل دولة من طراز فريد وشخصية فذة تتمتع بروح قيادية تعززها خلفية إدارية وسعة اطلاع وحكمة أهلته لأن يمثل وطنه بصورة نموذجية في مختلف المحافل والمناسبات الإسلامية والعربية والدولية”.
هذه الزيارات والجولات التي عددها التقرير وألمح لها ليست إلا قبس من نور ضمن زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين المتعددة لأرجاء مملكة السلام والأمن، لكن من القبس وضوئه تنعكس شدة الضوء ولمعانه، وهو الأمر غير المستغرب على قادة المملكة العربية السعودية الذين جعلوا من تواصلهم مع كل مناطق المملكة بابًا من أبواب الحكم الرشيد. أسوة بمثيلاتها من الدور والمؤسسات الثقافية في المملكة العربية السعودية، تحظى دارة الملك عبد العزيز باهتمام ورعاية كريمتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لا سيما وهي في اسمها ومعناها تحمل اسمًا يفخر به كل سعودي وهو الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -.
ودأب الملك سلمان على رئاسة اجتماعات الدار – بصفته رئيس مجلس إدارتها – والاهتمام بتطوير العمل بداخلها وتكثيف نشاطاتها ودعمه فعالياتها والمعارض والندوات والمؤتمرات التي تنظمها أو تشارك فيها، فقد كان – حفظه الله – يؤكد دائمًا أهمية مضاعفة الجهود في أعمال الدارة وبرامجها بوصفها مركزًا علميًا متخصصًا في حفظ الوثائق والمصادر التاريخية الوطنية وخدمة الباحثين والباحثات وإعداد البحوث والدراسات المتصلة بالمملكة والجزيرة العربية والعالم الإسلامي والعربي ودعوة المواطنين للاستفادة مما لدى الدارة والتعاون معها في كل ما من شأنه تحقيق خدمة تاريخ المملكة وتزويدها بما لديهم بما يخدم أهدافها.
حينما رعى – أيده الله – حفل افتتاح ندوة (الرحلات إلى شبه الجزيرة العربية) الذي نظمته الدارة وافتتح معرض النماذج من خرائط الجزيرة العربية القديمة التي رسمها الأوروبيون، دعا المراكز العلمية في جميع أنحاء المملكة سواء من جامعات أو مراكز دراسات أو نوادي علمية أو أدبية أو مؤسسات تعنى بالبحث العلمي إلى تكثيف الندوات العلمية في كل المجالات وفى مجال التاريخ بالذات، معللاً ذلك بقوله: “بلادنا كنز للتاريخ و كتب عنها الكثير لكننا يجب أن نمحص الكثير… ولله الحمد يتوفر في بلادنا الطاقات والخبرات العلمية التي بإمكانها أن تقوم بهذا الواجب”.
ولتحقيق الانتشار الأمثل للدارة في مختلف مناطق المملكة ولتحقيق هدفها الأسمى في نشر تاريخ الملك عبد العزيز المبني على تأسيس الدولة السعودية على أسس الشريعة الإسلامية، لا يدخر الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود جهدًا في السعي لتأسيس فروع للدارة أو أجنحة خاصة لها في مختلف المناطق ومثال ذلك جناح الدارة الدائم والخاص بالملك عبد العزيز في متحف بريدة وغيره الكثير.
ومن أوجه الاهتمام بتاريخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – افتتاح خادم الحرمين الشريفين معرض (طبع على نفقة الملك عبد العزيز) حيث تسلم – حفظه الله – في حينه النسخة الأولى من كتاب (طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبد العزيز)، الذي أصدرته الدارة بهذه المناسبة، وتدشين جائزة ومنحة تحمل اسمه – رعاه الله – لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وافتتاح المبنى الجديد لمركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية في مقر دارة الملك عبد العزيز في الرياض، ورعاية انطلاقة الأعمال العلمية والبحثية لمشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، التي أنجزتها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في مكة المكرمة ومن ثم تدشينها، وافتتاح المعرض الخاص بحياة الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – الذي أعدته دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع جامعة أم القرى.
“إن العمل الإعلامي كأي شيء في الدنيا، إن استعمل في الخير نفع وإن استعمل للشر ضر”، هكذا يرسم خادم الحرمين الشريفين خارطة الطريق لكل إعلامي نحو إعلام صادق نزيه يريد به تحقيق أهداف الإعلام الحقيقية، وهكذا أيضًا نجد في سلمان بن عبد العزيز إعلامي نقي بدرجة رئيس تحرير.
لقد قال – حفظه الله – عندما وصفه رئيس تحرير جريدة الرياض تركي السديري بأنه رئيس تحرير: “قال الأخ تركي إنني رئيس تحرير لكن ربما رئيس تحرير بعد النشر… أنا أجل وأحترم صحفيي بلادي وصحفيي دول الخليج و صحفيي الدول العربية بصفة عامة وأكن لهم كل احترام وفي نفس الوقت أشجعهم وألومهم… إن أحسنوا شجعت وإن اعتقدت أنهم أساؤوا لمت، لكنني والحمد لله أجد منهم دائمًا تجاوبًا لأن حسن النية موجود بيني وبينهم ولأن الثقة والحمد لله موجودة”.
من هنا يبدو جليًا أن الإعلام وخادم الحرمين الشريفين صديقان صدوقان.
ويقول خادم الحرمين الشريفين في كلمة له، بل في واحدة من محاضراته الإعلامية – إن صح التعبير -: “كان قبل في الرياض قبل الإعلام قبل الصحافة قبل التلفزيون، الساحة أو السوق اللي جنب قصر الحكم يمكن بعض كبار السن يتذكرها (ساحة الصفاة)… الصفاة لأنه فيها حجر يسمونها الصفاة… يحضرون الخبر، قالوا من يقوله، قالوا أخبار الصفاة… أخبار الصفاة مثل ما تقول الوكالات، فأنا أحذر من أخبار الصفاة وأقول يعني تأكدوا مما تنشرون ومما تقولون وفي نفس الوقت هذه نصيحة لكتابنا وصحفيينا أقولها كواحد محب لهم”.
ورعى – أيده الله – الكثير من حفلات دور النشر والصحف والقنوات الفضائية وتوزيع جوائز المتميزين من الإعلاميين ودشن مشاريع إعلامية عدة، كان خلالها دائم التخاطب مع الإعلاميين بلغة إعلامية واضحة تنسجم مع تعاليم ديننا الحنيف، كما كان دائم التوجيه لما يرتقي بوظيفة الإعلام إلى إعلام هادف لا هاتف.
ومن نظرته – أيده الله – أن العمل الإعلامي الناجح يجسد صورة حقيقية عن المملكة، نجده متابعًا لأي ترتيبات إعلامية تسبق مؤتمرات أو ندوات أو مناسبات متنوعة حيث يحرص على زيارة المراكز الإعلامية والالتقاء بمنسوبيها وحثهم على تقديم المزيد من الجهد والعمل لتسهيل مهمة الإعلاميين من ضيوف المملكة.

“صديق الصحافة”… لقب يطلقه البعض على خادم الحرمين الشريفين، الذي يعلق على ذلك بقوله: “الصحافة كما تسمى مهنة المتاعب لكنني سأضيف فقرة أخرى فبعض الإخوان يسمونني صديق الصحافة لكن من هذا الواقع أقول إنها صداقة المتاعب فكما أن الصحافة مهنة المتاعب فهي أيضًا تجلب المتاعب لكن المتاعب مقبولة ومتحملة في سبيل المصلحة العامة التي هي رائد هذه الدولة ملكًا وولي عهد وحكومة وشعبًا”.
ومن الطبيعي أن تتشرف أي مطبوعة بتقديم خادم الحرمين الشريفين، بحسه الإعلامي، لها من خلال كلمة يفتتح بها أحد إصداراتها، كما هو الحال عندما خط – حفظه الله – الكلمة التي قدمت للإصدار الحادي عشر لمجلة (اقتصادي الرياض)، مثمنًا في الكلمة اهتمام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بمواصلة رصد الانجازات التنموية المتحققة في منطقة الرياض وتوثيقها بطريقة عملية منظمة وبشكل مبسط في كتاب (اقتصاد الرياض) مما يتيح للمهتمين وذوى الاختصاص متابعة حجم هذه الانجازات وتطويرها.
ويمضي – أيده الله – في الكلمة قائلاً: “إن القطاع الخاص يعد ركيزة أساسية لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية في منطقة الرياض متعاونًا في ذلك مع إمارة منطقة الرياض والدوائر الحكومية القائمة ومدعمًا في مسيرته بالخدمات التي تقدمها له الغرفة التي تقوم برعاية مصالحه وتطويرها والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم التسهيلات اللازمة وتذليل أي عقبات أو مشكلات يواجهها أصحاب الأعمال”.
ويقف خادم الحرمين الشريفين على مسافة واحدة مع صاحب الرأي والناقد سواء خالف – حفظه الله – ما كتبه أو وافقه، ويشدد على أن له أصدقاء كثر من أصحاب الكلمة لو اختلف معهم في الرأي تبقى الصداقة ويبقى الاحترام مادام الإنسان يقول الكلمة وهو مؤمن بها.
وفي ذلك يحدد – أيده الله – معيار أمانة الكلمة ومدى إمكانية تحولها لخطر بالغ وذلك حينما تتحول إلى سلعة تباع وتشترى، ويقول: “عندما يعبر الإنسان عن رأيه وهو صادق فيه فيجب أن نحترمه وكذلك عندما يتضح للإنسان منا كبشر سواء الكاتب أو المتحدث أو المتلقي أنه أخطأ أو أنه لم يعرف الحقيقة فليس عيبًا عليه أن يقول أخطأت وأن يتراجع ويقول الحقيقة”.
لا غرو أن برز اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ضمن أوائل من عرفوا بحملهم صنوان التقدير التكريم، حيث بات سلمان الخير والتقدير واحدًا ممن يسابقون “التكريم” الخطى ليكون بجوار اسمه – حفظه الله -.
لقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض حرصه وعنايته الشديدين لتكريم كل شخصية مبدعة بحق أي مجال يتصل بمملكتنا الحبيبة وكذلك تكريم وتقدير أي شخصية عالمية أو عربية تستحق ذلك.
ولسنا هنا للتعداد بل التذكير ببعض تلك المواقف التي شهدت تكريمًا من لدن سلمان الخير لمن يستحقونه، فقد وجه – حفظه الله – بتسمية أحد شوارع العاصمة الرياض باسم الأمير فهد بن فيصل بن فرحان آل سعود – رحمه الله – وفاءً وتقديرًا لما قدمه الأمير فهد بن فيصل بن فرحان لمدينة الرياض إبان فترة عمله أمينًا لها.
ومما يكتنزه – حفظه الله – طيب الكلام وحسنه مما يجعله بلسمًا للمجروح ودافعًا للطموح، ولقد وجه رسالة عزاء ذات يوم لصاحب السمو الأمير تركي بن عبد العزيز بن سليمان بن ثنيان في وفاة والده، قال فيها خادم الحرمين الشريفين: “صاحب السمو الابن/ تركي بن عبد العزيز بن سليمان بن ثنيان : إنني إذ أعزيكم في وفاته فإنني أعزي نفسي في أخ وصديق عزيز عرفته قبل عمله في الدولة وبعد ذلك حينما كان مسئولاً عن الشؤون الاجتماعية في وزارة العمل ومسئولاً عن رعاية الشباب ثم أميناً لمدينة الرياض وبعد ذلك وكيلاً في وزارة الخارجية وأخيراً سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين لدى أسبانيا… لقد كان والدكم نعم الأخ والصديق والمسئول فقد كان له مساهمة كبيرة في تخطيط ونمو مدينة الرياض”.
وفي أبواب تكريم الشخصيات ذاع صيته – حفظه الله – فها نحن نراه راعيًا الحفل التكريمي الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز لتقليد الشيخ المربي عثمان بن ناصر الصالح وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وحينها قال – أيده الله -: “لقد شرفني أخي العزيز أحمد بن عبد العزيز أن أكون معكم في هذه الليلة لتكريم رجل فاضل يستحق التكريم وإني هنا أتحدث باسم محبي عثمان الصالح الذي بذل الكثير والكثير في سبيل العلم والتعليم… نكرم الرجال الذين عملوا وأنتجوا ونرى إنتاجهم الآن من أبنائهم وطلبتهم السابقين في مناطق الدولة من أقصاها إلى أقصاها بل في مناطق الوطن، فنجد تلاميذ عثمان الصالح منهم من معنا الآن أو من هو في كل مكان في هذه البلاد”.
كما رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح موقع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – على شبكة الانترنت، مرتجلاً كلمة قال فيها: “لقد كنت سعيدًا عندما دعاني الابن الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز لحضور هذا الحفل الذي يفتتح فيه على شبكة الانترنت موقع الشيخ عبد العزيز بن باز… فشيخنا ووالدنا يستحق منا كل تكريم وكل عناية لتراثه وما عمل لخدمة دينه والمسلمين أجمعين في هذه الدنيا الفانية، ولقد كان لي فرصة المعرفة بسماحته منذ كنت صغيرًا من قبل أن أتولى هذه المسئولية بحكم بعض العلاقات الخاصة ومنذ ذلك الوقت حتى وفاته كنت على اتصال دائم به في كل اللحظات وكل الأمور”.
وبعد مرور 20 عامًا على تولي الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – مقاليد الحكم أقامت جامعة الملك سعود حفلاً رعاه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، حيث تحدث في كلمته عن الملك فهد قائلاً: “من الرجال من يصنع التاريخ ليتباهى ذلك التاريخ شامخًا بما سطر على صفحاته من مكتسبات حضارية ومعجزات تاريخية يشهد بها الحاضر ويبنى عليها المستقبل آماله وتذكرها الأجيال وتتناقلها الشعوب متجددة في العطاء عظيمة في محافل العظماء، ولا شك أن الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود صنع التاريخ بما حققه من إنجازات حضارية فاقت كل التصورات في كل المجالات التعليمية والإدارية والصحية والصناعية والزراعية والاقتصادية أسهم في كل ذلك ما تم اتخاذه من قرارات طموحة وجريئة وهذا ليس بمستغرب عليه”.
ويحظى القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية بدعم لا محدود وتسهيلات مميزة من حكومة خادم الحرمين الشريفين قل أن نجدها في دول أخرى، تحقيقًا لمبدأ إيجاد بيئة عمل جاذبة ومساعدة على النجاح، ودعمًا لالتحاق شباب الوطن من الجنسين وظيفيًا بركب مؤسسات وشركات القطاع الخاص.
ولا يقف الدعم عند تقديم التسهيلات والحوافز وحسب، بل إننا نجد دعمًا يتصل بالمشاركة في افتتاح قطاعات تلك الشركات والمؤسسات والإسهام في معارضها وغير ذلك الكثير.
وقد دأب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض على السير في هذا الاتجاه، إيمانًا منه – حفظه الله – بدور القطاع الخاص المهم في المملكة، فنجده يومًا راعيًا لحفل افتتاح مصنع ما ويوم آخر يضع حجر الأساس لإحدى الشركات ويوم ثالث يستقبل رجال الأعمال، ولا غرابة وهو – حفظه الله – الذي يبدي دائمًا سعادته حال توظيف أو تدريب الشباب السعودي في منشآت القطاع الخاص.
وخلال رعايته – أيده الله – للحفل الذي أقامته مؤسسة ألبان الصافي بمناسبة منح هيئة غينيس للأرقام القياسية العالمية (موسوعة غينيس) مشروع ألبان الصافي شهادة اكبر مشروع ألبان متكامل في العالم، وفي كلمات اختصرت المعنى التكاملي لدعم الحكومة ودور القطاع الخاص في دفع عملية التنمية قدمًا، قال – حفظه الله -: “إن أرضنا معطاءة كما أن أبناء هذا البلاد معطاءون لذلك إذا حصل التوكل على الله قبل كل شيء ثم العمل والتعاون تم ما نرجو ونتمناه ولاشك أن من يعرف ظروف المملكة المناخية وإمكاناتها المادية في السابق يستغرب أن تقوم عندنا مشاريع مثل هذه لكن الفضل من الله عز وجل وقد تأمن لهذه البلاد الأمن والاستقرار قامت الدولة بتقديم ما تستطيع من إمكانيات لأبناء هذه البلاد للقيام بالعمل والإنتاج والإفادة والاستفادة في نفس الوقت وتقدم الأرض والقرض والحماية… إن العمل الخاص بصفة عامة هو مساهمة في خدمة هذا الشعب وهذا الوطن.
وبعد أن قامت شركة اسمنت اليمامة بتوقيع عقد تنفيذ المرحلة النهائية لرفع كفاءة فلاتر أفران إنتاج الاسمنت مع إحدى الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال حيث لن تزيد العوالق الترابية في الهواء المنبعث من الأفران عن 30 ملليجرام في المتر المكعب بعد تركيبه، استقبل خادم الحرمين الشريفين سمو رئيس مجلس إدارة الشركة الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير وعضو مجلس الإدارة المنتدب صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وأعضاء مجلس الإدارة وشكرهم – حفظه الله – على الجهود التي بذلوها في سبيل اختيار وتركيب هذا النظام المتقدم الذي سيكون له الأثر الفعال في تنقية أجواء منطقة موقع المصنع وما حوله.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يقوم بجولات متفرقة ومتعددة الأهداف بين حين وآخر في عدد من المصانع الوطنية في المدينة الصناعية الثانية بالرياض.
ومن بعض صور دعمه – أيده الله – للشركات والمؤسسات والمصانع رعايته حفل جائزة الملك عبد العزيز للمصنع المثالي لعام 1419هـ، رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة المراعي للإبداع العلمي، رعايته حفل افتتاح توسعة مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير في المنطقة الصناعية الثانية بالرياض، رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة الأمير عبد الله الفيصل لنظافة البيئة بفرعيها الإعلام والناشئة التي ينظمها نادي الصافي لأصدقاء البيئة، رعايته حفل الافتتاح الرسمي لبنك البلاد، رعايته حفل افتتاح مصنع شركة اسمنت الرياض ومصنع شركة الاسمنت الأبيض السعودي بمركز نساح، ورعايته حفل افتتاح مبنى الإدارة الإقليمية للبنك الأهلي التجاري بالرياض، وغير ذلك الكثير والكثير من الرعاية والدعم غير المحدودين للقطاع الخاص ولرجالاته.
لقد كان خادم الحرمين الشريفين يشدد في كلمات له في مناسبات عدة أن المملكة وهي تقدم الدعم للقطاع الخاص وتحرص عليه فإنها تعده عنصرًا أساسيًا في منظومة اقتصادها الوطني، ولذلك نجده – حفظه الله – ينوه بما يقدمه رجال الأعمال من جهود في مجال إنشاء الصناعات الوطنية، عادًا ذلك عملاً وطنيًا يضاف إلى الحق في بحثهم عن عمل ربحي.
وكان أيضًا يشدد على أهمية إنشاء صناعة سعودية مستندة إلى أرض صلبة لكي يستفيد منها المواطن وتصدر لكل أنحاء العالم… “رأس المال الوطني والحمد لله وكما تشاهدون عندما تطرح أسهم شركات تجارية نرى تسابق المواطنين إضافة إلى أصحاب رؤوس الأموال لشراء الأسهم على ماذا يدل هذا 00 يدل على تفاؤل كبير والحمد لله وهو في محله إن شاء الله… استقرار هذه البلاد ورغد العيش فيها إن شاء الله”.
العلم والثقافة، صفتان حينما تجتمعان في إنسان، فاعلم أن البنان يشير إلى سلمان… ذلكم أن خادم الحرمين الشريفين عرف منذ صغره ناهلاً للعلم ومتسلحًا بالثقافة وصروفها، وبالتالي ليس غريبًا أن يكون راعيًا لكل ما يتصل بهما ومتابعًا وداعمًا.
لنستلهم بعضًا من كل، في حديث له – أيده الله – حيث يقول: “لا شك أن التعليم في هذه البلاد هو من أسس التنمية ومن الأسس التي تعتمد الدولة عليها في بناء هذه الدولة الفتية… نحن في عصر تختلف فيه القيم وتتنافس فيه الشعوب ونحن والحمد لله دولة كرمها الله عز وجل بالإسلام وديننا الحنيف يطلب منا أن نتعلم ونعلم والحمد لله الذي كرم هذه البلاد ببيته ومسجد رسوله وجعل هذه الدولة دستورها كتاب الله وسنة رسوله”.
حينما نبحر في قاع تلك الكلمات الملكية ندرك ما يأتي من مثيلاتها، حين يقول – حفظه الله -: “المملكة في بداية التعليم بصفة عامة استعانت برجال من كل البلدان العربية والإسلامية الشقيقة وابتعثت بعثاتها أيضًا للدول المتطورة في أوروبا وأمريكا وكل أنحاء العالم والدول العربية أيضًا ولذلك ليس عندنا حساسية أن نتعلم العلم في أي مكان”.
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا للرياض وهو يرعى المناسبات الخاصة بالتعليم والثقافة من حفلات تخريج لطلاب في مراحلهم الأولى حتى افتتاح المؤتمرات الدولية ذات الصلة، كما أنه – أيده الله – يحرص أيما حرص على تشجيع رواد العلم والثقافة نحو الاستزادة في مجاليهما وذلك من خلال الكلمات التي كان – حفظه الله – يوجهها خلال تلك الرعايات.
فحينما افتتح – رعاه الله – مشروع مباني مجمع الملك سعود التعليمي التابع لوزارة المعارف – آنذاك – قال إن العناية بالعلم من الروضة للجامعة هو محل اهتمام كبير من حكومة المملكة ولذلك ليس غريبًا أن يفتتح هذا المجمع في جامعة الملك سعود ويحمل اسم الملك سعود – رحمه الله – الذي عرف بدعمه غير المحدود للتعليم.
ولدى رعايته لأحدى حفلات تخريج دارسي البرامج الإعدادية في معهد الإدارة العامة من حملة الشهادة الجامعية والثانوية شدد – أيده الله – على حاجة المملكة لكل أبنائها في كل المرافق وفى كل الأعمال وأن عناية الدولة بالتعليم بكل مستوياته تأتي من هذا المنطلق.
كما شدد حين رعايته حفلاً للكلية التقنية على أن المملكة بحاجة أيضًا إلى المتدربين والتقنيين من أبنائها والمتعلمين بالعلوم الحديثة، مؤكدًا أن هناك حاجة ملحة لأولئك الأبناء في الأعمال الحكومية الرسمية في كل قطاعات الدولة وكذلك في القطاع الخاص.
ويؤكد خادم الحرمين الشريفين في كل مرة يخاطب فيها ذوي العلم والثقافة أن المملكة العربية السعودية كما تقدم لهم ما يعينهم للنهل في علومهم فهي تنتظر منهم العطاء للسير بعجلة التنمية السعودية قدمًا، ولهذا فهو يعقد الآمال الكبرى عليهم في عملهم المستقبلي في أي مجال يتخصصون فيه.
ويقف الوفاء احترامًا لشخصية الملك سلمان كلما منح – حفظه الله – الوفاء لأهله، وهو لذلك من المداومين، فنجده يتحدث عن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بكلمات فيها الكثير من إعطاء الحق لأهله… “عندما نذكر الدعوة… نذكر إمامنا وشيخنا محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – الذي كان له الفضل في القيام بهذه الدعوة ، ومن فضل الله – عز وجل – على هذه الدعوة وعلى إمامنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن يسر الله له محمد بن سعود ومن معه وقام بالدعوة وتحمل مسؤوليتها”.
ومن صور الوفاء أيضًا وصفه – رعاه الله – لجامعة الملك سعود بالأولى التي كان لها جهودًا عظيمة متميزة في إمداد الوطن بالكفاءات والخبرات حتى بات أبناء الجامعة من كفاءات جل المرافق الحكومية والأهلية في المملكة.
يرى – حفظه الله – أن التعليم الحكومي والأهلي يمضيان بجوار بعضهما لتحقيق الأهداف التي ترمي إليها الحكومة لخدمة العلم والمعرفة، وهو ما أكده الملك في كلمته خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التأسيسية لكلية الأمير سلطان بن عبد العزيز الأهلية.
وفي عام 2000م شرف خادم الحرمين الشريفين الحفل الافتتاحي لبرامج ونشاطات اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م واطلع خلال الحفل على العديد من الأفكار والمقترحات التي تقدمت بها القطاعات والمؤسسات والشركات والجمعيات إضافة إلى ما سوف يتم انجازه من برامج داخل الملكة وخارجها، معربًا عن سعادته – حفظه الله – بما اطلع عليه، وأمنياته أن يكون الموسم ثقافيًا يقدم لشعوب العالم مقومات ثقافتنا الإسلامية والعربية ومنطلقاتها وتوجهاتها.
وهناك، حيث الحفل، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز: “إننا بوصفنا عربًا مسلمين لا نرى في تيار الزمن المتدفق أرقامًا صماء أو محطات بكماء يتوقف الإنسان عندها يتأمل ويحتفل إنما الأيام والسنون عندنا يخلف بعضها بعضًا ((لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا)) تأخذ قيمتها مما يصنع الإنسان فيها من الخير الذي يحقق الهدف من استخلاف الله له في هذه الأرض”.
وفي عام 1419هـ احتفت المملكة العربية السعودية بمناسبة مرور مئة عام منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله -.
ولا يكاد لفظ (المئوية) الذي سميت به تلك المناسبة يمر دون أن يبرز اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حيث تقدم محبي الوطن عملاً في سبيل إنجاح المناسبة وظهورها بشكل يجسد معنى التلاحم بين القيادة والمواطن، وكيف لا تنجح هكذا مناسبة وقد كان رئيس اللجنة العليا للاحتفال بها هو “سلمان الوطن”.
عاشت المملكة العربية السعودية في ذلك العام فصولاً متنوعة امتلأت جميعها بربيع أخضر امتزج بورود بيضاء وطرزها خادم الحرمين الشريفين بلمسات القائد المحب حتى بات عامًا للذكرى لن ينساه السعوديون بل سيظلون يفتخرون به أعوامًا وأعوام.
وقد بدأ – حفظه الله – قبل المناسبة بفترة كافية بالقيام بجولات تفقدية واجتماعات تحضيرية وزيارات متعددة شملت المرافق التي خصصت للاحتفال بتلك المناسبة ومنها على سبيل المثال لا الحصر مركز الملك عبد العزيز التاريخي بمنطقة قصر المربع في مدينة الرياض الذي تزامن اكتماله مع مناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة.
وشملت زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين التفقدية زيارة آخرى لمشروع مركز الملك عبد العزيز التاريخي اطلع خلالها على سير مراحل كل عنصر من عناصر المشروع.
ورأس – حفظه الله – اجتماع اللجنة العليا واللجنة التنظيمية للحفل الرسمي للمناسبة، جرى خلاله استعراض برنامج الحفل الرسمي الذي أقيم في يوم الخامس من شهر شوال من عام 1419هـ.
وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمة خلال الاجتماع أن ما حققته المملكة من انجازات خلال تاريخها الحديث نابع من التعاون المثمر والصادق بين القيادة والشعب انطلاقًا من الخصوصية التي تميز بها تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله -.
وأضاف: أن الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة يهدف إلى تأكيد المضامين التي قام عليها هذا التأسيس وما تحمله من تمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة التي هي المنطلق نحو كل تطور تحققه المملكة، معربًا عن ارتياحه للجهود الحثيثة والمتواصلة التي يبذلها أعضاء اللجنة التحضيرية والأمانة العامة للاحتفال واللجان التابعة لها لإنجاز الأعمال والنشاطات المناطة بها وإجراء الاستعدادات اللازمة لهذه المناسبة وفي يوم الخامس من شهر شوال من عام 1419هـ أقام خادم الحرمين الشريفين حفل عشاء تكريمًا لأصحاب السمو الملكي والمعالي أمراء المناطق وأعضاء مجالس المناطق بالمملكة وأحفاد الرواد بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين من مدنيين وعسكريين.
كما أقام – أيده الله – في اليوم السابع من الشهر نفسه حفل عشاء تكريمًا للمشاركين في مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام الذي عقد بمناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة ورعى ختامه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بعد أن حضر الجلسة الختامية للمؤتمر.
وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمة وجهها للمشاركين وحضور المؤتمر: “عشنا وإياكم هذه الأيام والليالي السعيدة المباركة في جو علمي جميل رائع وتوفيق من الله واضح فكانت جلسات مؤتمرنا هذا مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام حافلة بالعلم العميق والبحث الرصين والمناقشات الهادفة والحوار البناء فالحمد لله على توفيقه ومنه وكرم… لقد تم التخطيط لمؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام ليكون مؤتمرًا علميًا وهيأ الله – سبحانه وتعالى – له أسباب النجاح فكان عالميًا بكثرة المشاركين وتنوع جنسياتهم وبلدانهم حيث تجاوزت ثلاثين جنسية من كل قارات العالم”.
وشدد – حفظه الله – على أن تجربة المملكة العربية السعودية في الحكم والإدارة والجمع بين التمسك بالعقيدة والشريعة والمحافظة على الثوابت الإسلامية وبين الانفتاح المتوازن على الحضارات الحديثة والأخذ بوسائل التقدم والرقي تجربة رائدة ينبغي أن تدرس وتحلل وهذا ما قام به المؤتمر ووفق في إيضاح أسبابها ووسائلها.
وقام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بتكريم أعضاء لجان الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية بعدد من الأوشحة والأوسمة تقديرًا لهم على ما بذلوه في سبيل ظهور مناسبة المئوية بما تستحقه.
وتنوعت الأوشحة والأوسمة ما بين وشاح الملك فيصل ووشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية.
وحينما يأتي الحديث عن العمل الخيري والدعوي في المملكة العربية السعودية فلابد أن يكون الحديث أيضًا عن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ذلك أنه – حفظه الله – دأب في فترات طوال وما زال خادمًا للعمل الخيري والدعوي بصور شتى وعطاءات طوال تستحق الإشادة من الجميع بلا استثناء.
ومع تعدد أوجه الخير التي تلمستها يداه – وفقه الله – نجد أن الكلمات تخجل من السرد بل وتتوارى إلى الإيجاز خجلاً من تلك الأوجه الخيرة وهربًا من التقصير في إعطاءها ما تستحق.
ونفذت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بتوجيهاته – حفظه الله – كرئيس للهيئة، حملةً لتنشيط التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بهدف تمويل البرامج والمشروعات التي تستهدف إعادة المشردين الذين انقطعت بهم السبل وإيوائهم وإعمار بيوت الله وترميمها وبناء المدارس وترميم الكليات والمعاهد الإسلامية وإنشاء دور الأيتام والعمل على كفالتهم وإعداد معلمين للتربية الإسلامية والمساعدة في كل ما من شأنه إعادة الحياة الطبيعية إلى مسلمي البوسنة والهرسك.
ويقف مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري شاهدًا على بذل خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال منذ أن أعلن – أيده الله – بدء انطلاق حملة جمع التبرعات للمشروع وأن الخطة الإستراتيجية له تقضي ببناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية متكاملة على مدى عشر سنوات.
ورعى الملك سلمان منذ أن كان أميرًا للرياض العديد من الفعاليات والمناشط الدعوية والخيرية كما قام بزيارات للعديد منها ومن ذلك رئاسته لاجتماع مجلس إدارة جمعية البر وزيارة مركز الملك سلمان الاجتماعي في الرياض ورئاسته لاجتماعات مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض ورعايته الحفل الخيري المشترك لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الحرمين الخيرية ورعايته حفل افتتاح المقر الجديد لمبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان الخيري لأمراض الكلى ورعايته الحفل الخيري المشترك الرابع لدعم العمل الإغاثي والدعوي في الداخل والخارج ورعايته أعمال الملتقى الثالث لمشاريع ولجان الزواج بالمملكة الذي ينظمه مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ورعايته الحفل السنوي الأول لفروع الشئون الاجتماعية في منطقة الرياض ولحفل إطلاق مشروع (وقف الأم التنموي) الذي تنظمه جمعية النهضة النسائية الخيرية بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية ورعايته أيضًا للحفل السنوي الأول لمؤسسة الدعوة الخيرية وتشريفه احتفال جمعية الأطفال المعوقين بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها وحفل الزواج الجماعي الأول بالرياض ضمن مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج.
وتبرز عدة كلمات لخادم الحرمين الشريفين خلال تلك الرعايات والزيارات والمناشط تجسد حرصه وتطلعه – حفظه الله – على المضي بالعمل الخيري نحو المنهجية المحددة والمحاطة بأسس دينية مبنية على أسس الشريعة السمحاء.
فنجده – أيده الله – يقول ذات اجتماع: “نحن مجتمع متعاون متكاتف لا يستغرب علينا الحقيقة أن يكون فيه تعاون وتكاتف وأن يكون فيه جمعيات تهدف للخير بكل فروعه في هذه البلاد لأن هذه طبيعتنا أساسًا”.
ويقول في مناسبة أخرى: “أنا لا أحب في حال من الأحوال أو في يوم من الأيام أن أحرج أحدًا بالتبرع أو المواجهة بالتبرع وأرفض كثيرًا من المرات من بعض الإخوان لما يطلبون مني أن أدعو الناس للتبرع بالاسم لأنه ربما بعد ما سمحت ظروفه أو كذلك نتركه لأريحيته ولتفكيره”.
ويؤكد في احتفال أن المأمول إن شاء الله هو التعاون على البر والخير كما هي عادة المجتمع السعودي، مضيفًا: “أشكر الله عز وجل وأقول إن مجتمعنا والحمد لله مجتمع بر وخير وفيه الكثير ممن يعمل للخير وأصحاب الأموال عندنا أشكرهم أيضًا على تعاونهم معنا في كل المجالات وفي كل أعمال الخير وتجاوبهم موجود والخير موجود والحمد الله… أبشروا بالخير ما دمتم تعملون للخير… مجتمعنا المسلم مجتمع متراحم مجتمع تسوده المحبة والمودة مجتمع فرض الله الزكاة فيه على الأغنياء مواساة لإخوانهم الفقراء وجعل هذا ركنًا من أركان الإسلام وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ألا وهي الزكاة المفروضة وشرعت صدقة التطوع المتنوعة لتكمل للمسلم ما عسى أن يكون أخل به في حساب ماله الواجب إخراجه”.
وتحظى العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية بمختلف دول العالم بروابط وثيقة ترتكز على وثائق الدين والجيرة والمصالح المشتركة وتقوم على أسس الصداقة والتعاون، ومن هذا المنطلق كانت سياسة المملكة تقوم في هذا الشأن على قيام أهل الحنكة والسياسة من القادة وأصحاب السمو الملكي والمعالي والوزراء والخبراء بدورهم في تعزيز تلك العلاقات.
وقد برز منذ بدء تكوين علاقات المملكة مع مختلف الدول اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مبادرًا وراعيًا وموطدًا ومؤسسًا لكثير من علاقات المملكة الخارجية.
وتعددت لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض مرورًا بوزارته للدفاع وولايته للعهد، بتنوع العلاقات بين المملكة والدول الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو في شئون أخرى.
وتنوعت مشاهد تطوير العلاقات السعودية الخارجية من استقبالات وزيارات خارجية وعقد لقاءات ثنائية ومجالس مشتركة، ففي مطلع عام 1419هـ وتعليقًا على علاقات المملكة بالجمهورية اليمنية أكد – حفظه الله – أن ما يجمع القيادتين والشعبين الشقيقين في المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية من وشائج القربى وصلة الرحم وحسن الجوار يشكل روابط قوية لا تتوفر بين بلد وآخر، قائلاً إن علاقات قيادتي البلدين ستظل علاقات أخوية تسودها المحبة والتعاون المشترك لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأضاف في حديث لصحيفة (26 سبتمبر) اليمنية أن قيادتي البلدين تتعاونان بالحكمة وبعد النظر وتعملان دائما من أجل تعزيز ودفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، مؤكدًا أن قضايا الحدود بين أي دولة وأخرى لا يجب أن تكون سببًا في تعكير صفو العلاقات بينهما وإنما يجب أن تكون وسيلة للتقارب والتحاور والتكامل.
وأثنى خادم الحرمين الشريفين في حديثه للصحيفة على اليمنيين الذين يعملون في المملكة ووصف العمالة اليمنية بأنها عمالة مجربة وأمينة وموثوق بها، مبينًا أن صدور أشقائهم في المملكة مفتوحة وتتسع لهم كما اتسعت لهم من قبل وللكثير من الأشقاء العرب.
واستقبل – حفظه الله – في ذلك العام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المدير الإقليمي لمكتب الدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فواز فوق العادة، الذي زار المملكة آنذاك لتقديم الشكر إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – على تبرعها السخي لإنشاء المبنى الخاص بمنظمات الأمم المتحدة وعلى دعمها المستمر لنشاطات الأمم المتحدة الإنسانية.
وتناغمًا مع العلاقات المميزة التي تربط المملكة بالدول الإسلامية أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك، في ذلك الوقت، أنه تقديرًا وعرفانًا للدور التاريخي الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – لدعم قضية مسلمي البوسنة والهرسك ونصرتهم لتجاوز ما يمرون به من ضيق فقد تمت تسمية مشروع الجامع الكبير في سراييفو باسم (مركز وجامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الثقافي).
وفيما يختص بعلاقات المملكة بهولندا فقد رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفل افتتاح معرض البعثة الهولندية في الجزيرة العربية بمقر دارة الملك عبد العزيز في مركز الملك عبد العزيز التاريخي.
وكان – حفظه الله – من أوائل الساعين في تأدية الواجب تجاه من تربطهم علاقات بالمملكة سواء كان ذلك الواجب في إطار فرح أو حزن، فقد كان يقوم بزيارة عدة لتقديم واجب العزاء لعديد من الدول، كما كان يشارك في العديد من مناسبات الأيام الوطنية لدول آخرى.
ومن ذلك قيامه بزيارة لمملكة البحرين قدم خلالها التعزية لصاحب الجلالة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة في وفاة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.
وأدى أيضًا واجب العزاء لأسرة دولة رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في منزلهم في العاصمة اللبنانية بيروت.
كما قدم واجب العزاء في وفاة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الوزراء حاكم دبي.
وكذلك قدم واجب العزاء لسمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة في وفاة صاحب السمو الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح.
وحول اضطلاع المملكة بدور مميز في خدمة العمل الإنساني وأعمال الخير تجاه الأشقاء والأصدقاء في مختلف دول العالم فقد بذلت المملكة على المستويين الرسمي والشعبي جهودًا كبيرة في إطار ما تمليه العقيدة الإسلامية السمحة من واجب التخفيف من معاناة الدول والشعوب عبر تقديم أنواع من المساعدات والإسهامات المادية والمعنوية ما جعل بلاد الحرمين الشريفين بفضل الله موضع الثقة من الجميع ورائدة في العمل الإسلامي والإنساني والخيري على مستوى العالم أجمع.
وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – بنشاطات بارزة ومثمرة في تلك المجالات حيث تولى رئاسة العديد من الهيئات واللجان المحلية في منطقة الرياض وعدد من الهيئات واللجان على مستوى المملكة.
كما قام بجهود بارزة في مجال التعريف بالمملكة على المستوى الخارجي ورئاسة الأنشطة التي تتولى التعريف بالإنجازات الحضارية التي حققتها المملكة وما تقدمه من خدمات ورعاية للإسلام والمسلمين في دول العالم.
وبعد تعيينه وزيرًا للدفاع واصل – حفظه الله – عطاءاته لتطوير علاقات المملكة الخارجية في أوجه عدد من اللقاءات والزيارات والاستقبالات ومن ذلك استقباله لمعالي وزير الدفاع الأسباني بدرو مورنيس وعقد جلسة مباحثات رسمية، قال خلالها خادم الحرمين الشريفين: “إن العلاقة السعودية ليست مجرد علاقات صداقه وتعاون واحترام متبادل بين بلدين جمعت بينهما العديد من القواسم المشتركة والروابط الحضارية الوثيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *