جدة / البلاد ..
يعد مشروع توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف درة الاعمال الجليلة التى اضطلع بها ابناء المؤسس الباني المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود فى خدمة الاسلام والمسلمين وعقد من اللالئ التى ترصع التاريخ الاسلامى على مر العصور ٠ وقد وضع ولاة الامر رعاهم الله هذا المشروع الذى تفخر به الشعوب الاسلامية فى مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكه العربية السعودية واسبغ عليه كريم عنايته ورعايته واشرافه الشخصى انطلاقا من ايمانهم العميق بان ذلك امانة شرفت بها هذه الدوله فتحملت مسئولياتها حتى وفق الله تعالى قيادتها للانفاق على هذا العمل الجليل اداء للواجب واضطلاعا بالمسئولية دونما انتظار شكر اوثناء من احد وانما رجاء المثوبة والاجر عند الله تعالى واحتساب مالديه بخير الاعمال وصالحها وتسهيل اداء المسلمين مناسكهم وتوفير الامن والطمانينة لهم ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين الذى لمسه ويلمسه المسلمون فى مشارق الارض ومغاربها ٠ ولانجاز هذه الاعمال الجليله انفقت حكومة المملكه
العربية السعودية مايزيد على ٧٠ مليار ريال على توسعة الحرمين الشريفين فى السنوات الاخيرة فقط .
وتتضمن توسعة الحرمين الشريفين نزع الملكيات وتعويض اصحابها وتطوير شبكات الخدمات والانفاق والطرق ويقف اليوم مشروع توسعة وعمارة المسجد الحرام معلما اسلاميا شامخا ستظل تردده الاجيال المسلمة شاهدا على ماتقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة ابناء ال سعود البررة و خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود من اعمال جليلة تهدف فى مجملها الى خدمة الاسلام والمسلمين . وتبلغ المساحة الاجمالية للتوسعة ستة وسبعين الف متر مربع وتتكون من بدروم سفلى واخر علوى ودور ارضى ودور اول بالاضافة الى السطح .
كما تشمل ثمانية عشر مدخلا عاديا بالاضافة الى بوابة رئيسيه اطلق عليهااسم بوابة الملك فهد وهى مشابهة لبوابة الملك الموجودة حاليا بالمبنى الحالى بالحرم المكى الشريف كما تشمل التوسعة على مئذنتين مشابهتين للماذن الموجودة سابقا .
وتضم التوسعة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين الى السطح والدور الاول فى وقت الذروة والمواسم خصوصا كبار العمر والعجزة وكذلك تشتمل على ثلاث قباب تبلغ مساحتها ٢٢٥مترا مربعا وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج من والى الحرم . وقد روعى فى تنفيذ هذا المشروع ان يكون متميزا من حيث التصميم والتنفيذوان يكون مترابطا مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعمارى .
وبهذه التوسعة تصبح المساحة الاجمالية للحرم المكى الشريف٣٥٦ الف متر مربع بما فى ذلك المساحات المحيطة به والمخصصة للصلاة وكذلك السطح بعد ان كانت قبل ذلك ١٥٢ الف متر مربع ليتسع ل ٧٧٠ الف مصل بعد ان كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك فى حدود ٣٤٠ الف مصل ٠ ويمكن ان تتضاعف طاقته الاستيعابية فى اوقات الذروة ٠ كما اصبح مجموع المداخل العادية للحرم خمسة واربعين مدخلا بالاضافة الى اربع بوابات رئيسية وعدد الماذن بالحرم تسع ماذن وعدد السلالم الكهربائية المتحركة بالحرم سبعة سلالم بالاضافة الى السلالم العادية ٠ وقد تم انشاء محطة مركزية بمنطقة كدى لتكييف الحرم ويتم نقل المياه المبردة من هذه المحطة عبر انابيب داخل نفق ممتد من الحرم الى موقع المحطة حيث يتم ضخ هذه المياه المبردة
الخاصة بالتكييف الى مبنى التوسعة اذ تدخل هذه المياه الى البدروم السفلى بالتوسعة الذى يشتمل على مائة واثنتين مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء . وتم الانتهاء من هذا المشروع بالكامل وتم تكييفه مركزيا وتزويده بالفرش الفاخر واضاءته وتزويده بمكبرات الصوت ليتمكن المصلون من سماع صوت الامام بكل وضوح وتوفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء الموزعة فى جميع ارجاء الحرم .
لم يقتصر مشروع التوسعة على اضافة هذا المبنى الى مبنى الحرم الحالى فحسب وانما يشتمل المشروع على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم لاداء الصلاة فيها حيث تم نزع ملكية العقارات الموجودة بها وازالتها وتم رصفها بالبلاط الفاخر واضاءتها بابراج انارة عالية وفرشها بالسجاد الفاخر اوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة وذلك لاداء الصلاة بها لتخفيف الازدحام داخل الحرم المكى الشريف وتبلغ المساحة الاجمالية لهذه الساحات اكثر من اربعين الف متر مربع وتستوعب اكثر من خمسة وستين الف مصل فى الايام العادية وتتضاعف فى ايام الذروة .
ويتضمن المشروع انشاء نفق السوق الصغير الذى يمتد من ميدان الشبيكة الى انفاق اجياد السد والذى يفصل حركة المشاة عن حركة السيارات امام المنطقة الواقعة امام بوابة الملك فهد وبوابة الملك عبدالعزيز ليتمكن المصلون من الدخول والخروج
من والى الحرم المكى الشريف بكل يسر وسهولة وكذلك الاستفادة من هذه الساحات لاداء الصلاة فيها . وتم الانتهاء من هذا النفق الذى بلغت تكلفته الاجمالية اكثر من ستمائه وخمسين مليون ريال . كما تتضمن التوسعة تنفيذ عبارات خرسانية فى منطقة ما حول الحرم المكى الشريف يتم تنفيذها بشكل دائرى لتمديد خدمات المرافق العامة بها من مياه وصرف صحى وهاتف وكهرباء وغير ذلك دون اللجؤ الى التكسير للحفاظ على جمال المنطقة حيث تقوم كل جهة بتمديد خدماتها عبر هذه العبارات الخرسانية الموجودة تحت الارض . وهناك العديد من المشروعات الحيوية سيتم تنفيذها مستقبلا بمنطقة ما حول الحرم المكى الشريف، كما ان هناك العديد من المشروعات التى تم تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الاعوام السابقة ومنها انشاء ستة جسور بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من والى الحرم لمن يؤدون شعيرة السعى حتى يتمكنوا من اداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة ودون اى ازدحام اومضايقة .
ومشروع تبريد مياه زمزم اليا ومشروع استبدال رخام صحن المطاف برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق فى اى وقت ليلا ونهاراً ر، كما تم توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة لاستيعاب اكبر عدد من الطائفين واستبدال السياج الخشبى حول اروقة الحرم المكى الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذى يحمل زخارف اسلامية مميزه . ومشروع تهيئة سطح الحرم لاداء الصلاة فيه اوقات الذروة والمواسم لتخفيف الازدحام داخل الحرم وانشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه . اما المسجد النبوى الشريف فقد شهد توسعة كبرى لتستوعب اكبر عدد ممكن من المصلين على ان تمتد هذه التوسعه من جهة الغرب حتى شارع المناخة ومن الشرق الى شارع ابى ذر بمحاذاة البقيع ومن الشمال حتى شارع السحيمى . وقد بدا العمل فى هذا المشروع الضخم فى السادس من شهر محرم عام ١٤٠٦ . وتضمنت توسعة وعمارة المسجد النبوى الشريف اضافة الى مبنى جديد بجانب مبنى المسجد القائم يحيط به متصلا من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها ٨٢ الف متر مربع تستوعب ١٥٠ الف مصل لتصبح المساحة الاجمالية للمسجد بعد التوسعة ٩٨ الفا و ٥٠٠ متر مربع تستوعب حوالى ١٨٠ الف مصل وبذلك اصبح المسجد النبوى الشريف بعد التوسعة يستوعب اكثر من ٢٧٠ الف مصل ضمن مساحة اجمالية معدة للصلاة تبلغ حوالى ١٦٥ الفا و ٥٠٠ متر مربع ٠ كما تضمنت اعمال التوسعة انشاء دور سفلى بمساحة الدور الارضى للتوسعة لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الاخرى بمساحة ٨٢ الف مترمربع .
كما اشتمل مشروع التوسعة على ساحات تحيط بالمسجد بلغت مساحتها حوالى ٢٣٥ الف متر مربع منها حوالى ٤٥ الف متر مربع ارضيتها مكسوة بالجرانيت وفق اشكال هندسية بطراز اسلامى والوان متعددة فى غاية الجمال وهى مخصصة للصلاة وتستوعب حوالى ٤٣٠ الف مصل . وبهذا تصبح طاقة التوسعة الاستيعابية اكثر من ٧٣٠ الف مصل وتصل الى اكثر من مليون مصل فى اوقات الذروة وقد الحقت بهذه المساحات المخصصة للمشاة فقط مداخل مضاءة للمواضئ . وتتصل بعض الخدمات بمواقف السيارات التى توجد فى دورين تحت الارض من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية وتبلغ مساحتها ٢٩٠ الف متر مربع وتشتمل على مواقف تكفى لاستيعاب اكثر من ٤٠٠٠ سيارة وتم تنفيذها على افضل المواصفات العالمية . كما تتصل مناطق الخدمات العامة والمرافق والساحات العامة بمداخل ومخارج تؤمن الحركة السهلة للمشاة فيما بينها وتحتوى على
١١٦ سلما كهربائيا متحركا اضافة الى ٥٨ سلما عاديا تؤمن الوصول الى مواقف السيارات وحوالى ٥٦٠٠ وحدة وضؤ وحوالى ١٨٩٠ دورة مياه وحوالى ٦٩٠ نافورة شرب فى مناطق الخدمات والمرافق . وتم اقامة اثنتى عشرة مظلة ضخمة بنفس ارتفاع السقف تظلل كل واحدة منها مساحة ٣٠٦ امتار مربعة يتم فتحها وغلقها اتوماتيكيا لحماية المصلين من وهج الشمس وللاستفادة من الجو الطبيعى حينما تسمح الظروف الطبيعية بذلك وذلك من خلال الحصوتين المكشوفتين .
من صور خدمة المملكة العربية السعودية للإسلام في الغرب
إن العمل في جوانب الحياة الإنسانية المختلفة، ومجالاتها التي لا تنتهي بحسب الأزمنة والأمكنة، يحتاج فيه المسلم إلى الدين في تحديد الغايات والمقاصد النبيلة، وفي اختيار الوسائل والطرق المشروعة .
هذا التصور لأهمية الدين وأثره في حياة المسلمين، يقود منهج المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين في الغرب .
ولذلك تتعدد الطرق والصور والوسائل التي تتبعها المملكة لتحقيق هذه الغاية، وتشمل نواحي عديدة وهامة في حياة المسلمين في الغرب، حتى تتكامل لديهم عناصر الاحتفاظ بهويتهم الدينية والثقافية، ولا تتعرض للاضمحلال أو الزوال، أو الذوبان في المجتمع الذي يعيشون فيه .
وتقدم المملكة صورا من المساعدة والعون الذي تقدمه للمسلمين في الغرب، وكل هذه الصور والوسائل، تعد في ذات الوقت خدمة للإسلام، وهي من أهم مقاصد المملكة، سواء في العمل الداخلي أم الخارجي :
أولا : إقامة المساجد والمراكز الإسلامية :
يعتبر المسجد حجر الزاوية في أي مجتمع إسلامي، فهو بيت الله، ومكان العبادة والذكر، وتلقي العلم الديني بصفة عامة .
والمسجد يعتبر العلامة الظاهرة لوجود تجمع إسلامي، إذ تقتضي شعائر الدين وجوده، لأداء الصلاة فيه من جماعة المسلمين، صلاة الجمعة والجماعة وصلاة العيدين ( عيد الفطر وعيد الأضحى ) ، حيث تعتبر الصلاة عمود الدين، والفارقة بين الإيمان والكفر . وقد كان المسجد أول بناء أقامه الرسول – صلى الله عليه وسلم – في المدينة حين هاجر إليها، فهو حجر الزاوية في كل مجتمع إسلامي، ولذلك كانت إقامة المساجد، من أهم الوسائل لخدمة الإسلام والمسلمين في الغرب . والمساجد تقام لعبادة الله وحده، يقول تعالى : وَأَنَّ المَْسَاجِدَ للهَِِّ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهَِّ أَحَدًا ( سورة الجن آية \" . ) \" ١٨
وفي المساجد، يؤدي المسلمون فريضة الصلاة، وهي كما قال الرسول – صلوات الله عليه وسلامه -: عمود الدين وهي العلامة الفارقة بين الإيمان والكفر، كما ورد في الحديث الشريف .
ولذلك كان اهتمام المملكة، بأن تتوفر المساجد والمراكز الإسلامية، في مجتمعات المسلمين في الغرب، والمسارعة إلى إقامة هذه المساجد والمراكز، على نفقة المملكة، بمجرد قيام الحاجة إليها في أي بلد أو مدينة .
وتبذل المملكة في ذلك كل جهد، سواء أكان نفقة أم معونة فنية، أم جهدا لدى السلطات المختصة في البلد الذي يقام فيه المسجد .
وتلقى المملكة في غالب الأحيان، تيسيرا في هذا الشأن، لأن حق الاعتقاد والتدين وأداء شعائر العبادة، حق مقرر على المستوى الدولي .
والمراكز الإسلامية بجانب المساجد، تقوم بجهد ثقافي وتعليمي واجتماعي، له فائدته الكبرى في تقوية هوية المسلمين في الغرب، إلى جانب تنمية قدراتهم على خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه .
ومن أهم المراكز والمساجد التي أقامتها المملكة في أوروبا : مسجد المركز الإسلامي في جنيف بسويسرا، وهو مسجد كبير تتكامل فيه خدمات العبادة، والثقافة، والقراءة، وتكلف إنشاؤه ستة عشر مليون ريال سعودي .
وكذلك المسجد الجامع في بروكسل عاصمة بلجيكا، ويتسع لأربعة آلاف مصل، وملحق به أقسام ثقافية ومطبعة وناد للشباب، وتكلف إنشاؤه نحو عشرين مليون ريال .
ويعد المسجد الجامع في مدريد عاصمة أسبانيا، من المراكز الإسلامية في الغرب، ويتسع لنحو ألف مصل رجالا ونساء، وملحق به أقسام متعددة، ثقافية، وتعليمية، وطبية، ورياضية .
وهناك مسجد لندن في المملكة المتحدة، تكلف إنشاؤه مع المركز الإسلامي الملحق به، نحو ثلاثة وأربعين مليون ريال، وله وقف يخصص ريعه للإنفاق عليه .
وقد تم إنشاء المسجد الكبير في روما بإيطاليا، وأسهمت المملكة في تكاليفه بنحو اثنين وعشرين، مليون ريال، ويتسع لألفي مصل، وبه كافة الخدمات الثقافية والرياضية والدراسية .
إن جهد المملكة في الغرب يبدو واضحا في إقامة المساجد الكبرى، وما يلحق بها، من خدمات ثقافية وشبابية وتعليمية .
فهناك مساجد كبرى، أقامتها المملكة كليا، أو أسهمت بالقدر الأكبر من تمويلها، كما هو الواقع في مدينة زغرب في يوغسلافيا السابقة، وفي مدينة لشبونة بالبرتغال، وفي مدينة فيينا بالنمسا، وأدنبره في شمال المملكة المتحدة .
أما في أمريكا الشمالية، فهناك مساجد كبرى في نيويورك، وواشنطن، وكاليفورنيا وكلورادو، و ميسوري .
وذلك ضمن مراكز إسلامية كبرى مولتها المملكة، ودعمت أعمالها في معظم الولايات الأمريكية، ولا يتسع المقام لذكر ما يوجد من مساجد ومراكز إسلامية في شيكاغو، وفي ولاية ميريلاند، وأوهايو، ميتشجان، وفرجينيا، وغيرها .
كما امتد إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية الكبرى إلى كندا، في تورنتو، وولاية كوبك، وأوتاوا . وفي أمريكا الجنوبية في البرازيل انتهى العمل في المركز الإسلامي والمسجد سنة ١٩٩٠ م .
وثمة أيضا مراكز إسلامية ومساجد كبرى للمسلمين في أمريكا الجنوبية، أنشأتها المملكة أو دعمت إنشاءها في المدن الهامة الكبرى، وتبلغ نحو انثي عشر مسجدا كبيرا ومركزا إسلاميا جامعا للمناشط الدينية والاجتماعية .
وامتد جهد المملكة، إلى قارة استراليا، والجزر المحيطة بها، فقد دعمت المملكة الاتحاد الاسترالي للمجالس الإسلامية بأكثر من عشرة ملايين ريال، وأقيمت المساجد والمراكز الإسلامية في مدن القارة، وولاياتها، والجزر المحيطة بها، مثل جزر فيجي .
إنشاء المعاهد لدراسة العلوم الإسلامية والعربية، ودعم أقسام الدراسات الشرقية :
يحتاج المسلمون في الغرب، لا سيما الأجيال الناشئة إلى الارتباط بثقافتهم الأم، الإسلامية والعربية، ولذلك اهتمت المملكة بإنشاء المعاهد التي تقوم بتدريس العلوم الإسلامية واللغة العربية، وتقوم بالبحث في العلوم الإسلامية وحضارة المسلمين وثقافتهم .
ومن أمثلة تلك المعاهد، معهد تاريخ العلوم الإسلامية والعربية في فرانكفورت بألمانيا، وقد أسهمت المملكة في إنشائه بمبلغ خمسة عشر مليون ريال، وألمانيا لها علاقة تاريخية بالحضارة الإسلامية، وخاصة في القرون الوسطى .
كما أسهمت المملكة بنحو ثمانية عشر مليون ريال في إنشاء معهد العالم العربي في باريس .
كما اهتمت المملكة بأقسام الدراسات الإسلامية والشرقية، ومراكزها في الجامعات الغربية، فقد قدمت منحة كبيرة لجامعة هارفارد الأمريكية، لإنشاء قسم الدراسات والبحوث القانونية الإسلامية، وإنشاء كرسي خاص بالدراسات الإسلامية .
ودعمت المملكة ماليا جامعة هوبكنز الأمريكية بمساعدة سنوية منذ عام ١٣٩٦ ه لدعم مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي يعنى بدراسة الشريعة الإسلامية واللغة العربية .
كما دعمت المملكة جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، وجامعة شو بولاية شمال كارولينا، وجامعة كولورادو، وجامعة هاوارد بالعاصمة واشنطن، والجامعة الأمريكية بواشنطن، وجامعة دي بول بإيطاليا، ومعهد سيراكوزا الذي يهتم بدراسة حماية حقوق الإنسان في النظم الجنائية للدول الإسلامية .
وتتحمل المملكة العربية السعودية في أحيان كثيرة، نفقات تشغيل هذه المعاهد والمراكز والأقسام، ودعمها بالأساتذة، أو المراجع الإسلامية، أو الأجهزة والوسائل العلمية .
أما الأكاديميات الإسلامية والعربية فتتحمل المملكة كل نفقاتها، فهي منتشرة في عواصم الدول الغربية ومن أبرزها الأكاديمية الإسلامية السعودية في أمريكا، وأكاديمية الملك فهد في لندن، وبون، وموسكو، وغيرها .
وقد حلت مشكلة كبرى في تعليم أبناء المسلمين في الغرب، وهي مفتوحة للجميع .
وقد أنشأت المملكة على نفقتها معهدا مستقلا للعلوم الإسلامية والعربية في أمريكا تابعا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
المنح الدراسية :
يحتاج المسلمون في الغرب إلى أساتذة منهم، لكي يتواصل ارتباط أجيالهم بثقافتهم الأصيلة، الإسلامية والعربية، ولذلك تيسر المملكة للعديد من الراغبين في دراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية، سبل الدراسة في جامعات المملكة ومعاهدها عن طريق المنح راسية لأبناء المسلمين في الغرب .
المعونة الثقافية
وتتمثل هذه المعونة في العنصر البشري، الذي يقوم بالتدريس في المعاهد الإسلامية، كما تتمثل في المراجع والكتب الثقافية الإسلامية، ووسائل البحث وأجهزته، وتوفير الدعاة والمعلمين السعوديين المؤهلين تأهيلا عاليا، لإلقاء المحاضرات، أو حضور
الندوات والمؤتمرات في البلاد الأوروبية وأمريكا .
كما ترسل المملكة، مئات الآلاف من المصاحف الشريفة، وترجمات معاني القرآن إلى المراكز الإسلامية في الغرب، وكذلك مئات الآلاف من الكتب في الدراسات الإسلامية باللغات الأوروبية، وذلك لنشر حقائق الإسلام الدينية ومعتقداته الأساسية، وآدابه الخلقية والاجتماعية .
وثمة هيئات عديدة تدعمها المملكة سنويا، للإسهام في هذه المهمة في العالم، وهي على قدر كبير من الأهلية لأداء رسالتها العالمية، وتتمتع بقدر كبير من الاحترام والتقدير، داخل المملكة وخارجها، تعينها المملكة بميزانيات سنوية لتمكينها من نشر الدعوة الإسلامية في الغرب، وربط المسلمين بهويتهم الدينية والثقافية .
من أهم المؤسسات الكبرى العاملة في هذا المجال منذ سنوات طويلة، رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، وغيرهما .
تنمية وتطوير الاماكن المقدسة
شهدت الأماكن والمشاعر المقدسة تطوراً في الخدمات والبنية الأساسية امتداداً لسياسة المملكة العربية السعودية في تسهيل أداء مناسك الحج وخدمة ضيوف الرحمن فكان الأمر السامي في العام ١٣٩٩هـ بإنشاء الإدارة العامة لمشروع تطوير منى جهة اعتبارية لها ميزانية مستقلة تدرج ضمن ميزانية وكالة الإسكان بهدف تنفيذ مشروعات التجهيزات الأساسية بعد صدور الأوامر الملكية وقرارات لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية واللجان المنبثقة عنها ودراسة تقارير تقييم أداء الجهات المشاركة في لجنة الخدمات في نهاية مواسم الحج ومتطلبات تلك الجهات لدعم الجهود لاستكمال تطوير منطقة منى والمشاعر المقدسة التي تشمل منطقة منى والمشاعر المقدسة ( منى ، منطقة الجمرات ، منطقة النحر ، مسجد الخيف ، مزدلفة ، عرفات ) .
إن المشروعات التي أقامتها المملكة لتطوير المشاعر المقدسة شكلت نقلة نوعية في مستوى وكم الخدمات بمنطقة المشاعر المقدسة فتم إنشاء شبكة متكاملة من الطرق والجسور والأنفاق وطرق المشاة وشبكات المياه الضخمة وأعمال التسوية لزيادة المساحة السكانية للحجاج وإنشاء الخيام المطورة المضادة للحرائق وإقامة المجازر الحديثة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي وتمديد شبكات الكهرباء وأبراج وأعمدة الإنارة .
ومن أهم المشاريع التي تم تنفيذها في المشاعر :
– شبكة الطرق لخدمة منطقة منى بلغت أطوال الطرق الرئيسية فيها ٦٧ كيلومتراً وأطوال الأنفاق ١٧ كيلومتراً عبر ٢٥ نفقاً وعدد الجسور ٤١ جسراً .
خزانات المياه بلغت السعة الإجمالية للخزانات حوالي مليوني متر مكعب من المياه في ١٨ خزاناً .
شبكات المياه في منى غطت منطقة وادي منى ومنطقة الجمرات وربوة الخيف ومجر الكبش .
دورات المياه في منى تم إنشاء ١٤٢ ألف دورة مياه موزعة على الشعيبين وربوة منى وروعي في تصميمها ملاءمتها للاستعمالات المختلفة للحجاج . تمديد شبكة الصرف الصحي في منى وشملت بالإضافة إلى تنفيذ الشبكة إقامة أحواض تنقية بسعة ( ٠٠٠ر٩٠٠ متر مكعب ) وتوصيلها بشبكة منى .
– ٦ تسوية منى : تم فصل مناطق التخييم عن الطرق ورفعها عنها بـ ٣٠ سم وبلغت المساحة التي تمت تسويتها حوالي مليوني متر مسطح . كما تمت تسوية مواقف المعيصم على مساحة تبلغ حوالي مليوني متر مسطح مع أعمال الإنارة اللازمة للمواقف . كما تم تنفيذ وتهذيب سفوح الجبال الداخلة ضمن حدود مشعر منى الشرعية مما أدى إلى زيادة الرقعة المستوية لحوالي سبعمائة ألف متر مسطح مع تنظيف الجبال من الصخور المفككة وتثبيتها بالرشة الخرسانية .
إنارة منى أنشئت شبكة كهرباء بإقامة الأبراج الكهربائية .
– ٨ مجمع المراقبة الرئيسي الذي أنشأته إدارة مشروع تطوير منى كمركز للتحكم الآلي والمراقبة التلفزيونية بمنطقة العزيزية لتتمكن الجهات المسؤولة من تنظيم الحركة والتحكم فيها .
توسعة الجمرات تمت توسعة جسر الجمرات من ٤٠ متراً إلى ٨٠ متراً وتوسعة منحدر الصعود من ٢٠ إلى ٤٠ متراً وأضيف منحدران عند الجمرة الصغرى بعرض ٢٠ متراً .
تطوير أماكن النحر أنشئت المجزرة الحديثة في المعيصم للاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي للعالم الإسلامي وهي مجهزة بأحدث المعدات الميكانيكية ويشمل المشروع إنشاء حظائر ومبنى للذبح وآخر للسلخ وستة مبان للثلاجات ومبنى للخدمات ومحرقتين ويتم الاستفادة كل عام من حوالي ٣٠٠ ألف رأس من الأغنام .
كما أنشئت مجزرة الأبقار والجمال بوادي النار حيث تم تحويل المجزرة البديلة اليدوية إلى مجازر آلية لذبح الجمال والأبقار وهو أول مشروع فريد من نوعه في المملكة وطاقة المجزرة خمسة آلاف بقرة وخمسة آلاف جمل ويشمل المشروع مساكن للعمال والجزارين والإداريين ومطبخاً ومطعماً .
– ١١ كما تم إنشاء العديد من المشاريع المساندة المتعلقة بتثبيت الصخور المتفككة بجبال منى وإنشاء شبك على المصاطب بجبال منى ومشروع تجهيز ثمانية مواقع بمشعر منى للاستفادة منها في سكن الحجاج ومشاريع أخرى .
ويحتوى مشعر منى على مشروع مميز وفريد من نوعه وهو مشروع الخيام المطورة المقاومة للحريق الذي أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتنفيذه بمشعر منى بديلاً عن الخيام التقليدية وذلك لتوفير المزيد من الأمن والسلامة والراحة لضيوف بيت الله الحرام .
وتكون المشروع من ثلاث مراحل أصبح إجمالي مساحتها في مراحلها الثلاث ٥ر٢ مليون متر مربع بتكاليف إجمالية زادت على ألفين وستمائة مليون ريال وتم تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة في موسم حج العام ١٤٢١هـ . وروعي في اختيار المادة المستخدمة في صنع الخيام أن تكون ملائمة للمناخ حيث تم اختيار الأنسجة الزجاجية المغطاة بالتفلون عدم انبعاث غازات سامة منها علاوة على اختيار شكل الخيام ليكون ملائماً للطابع الإسلامي واعتماد أفضل التقنيات الحديثة بالتصنيع والتنفيذ لتحسين مستوى سكن الحجاج في منى وتوفير سبل السلامة والأمان لهم إلى جانب تقسيم كل قطعة أرض بمنى إلى عدة مخيمات متضمنة العناصر اللازمة لتوفير الخدمات للحجاج