الأرشيف اليوم الوطني

البداية بالكنداسة قبل اكثر من ٨٠ عاما .. ٦٢ ملياراً لمشاريع تحلية المياه و٢٧ ملياراً للتشغيل والصيانة

أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية على مشاريع المؤسسة العامة لتحلية المياه حتى نهاية العام المالي ١٤٢٨ – ١٤٢٧ هـ أكثر من \" ٦٢ مليار \" اثنين وستين مليارا ريال فيما بلغ ما أنفق على تشغيل وصيانة محطات التحليه ومرافقها نحو \" ٢٠٧ ر \" ٢٧ سبعة وعشرين مليارا ومائتان وسبعة مليون ريال .
وعرفت المملكة العربية السعودية تحلية المياه منذ أكثر من ثمانين عاماً من خلال عملية التكثيف لتقطير مياه البحر التى كانت تعرف انذاك باسم \" الكنداسة \" وكان ذلك عام ١٣٤٨هـ الموافق ١٩٢٨م حين أمر موحد هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبدا لرحمن ال سعود \" رحمه الله \" بإنشاء وحدتى تكثيف لتقطير مياه البحر باسم \" الكنداسة \" لإمداد مدينة جدة بالمزيد من ù مياه الشرب . ثم أنشئت المراحل الأولى للتحلية فى كل من محافظتى الوجه وضباء الواقعتين على ساحل البحر الأحمر في العام ١٣٨٩هـ بطاقة انتاجية بلغت ٦٠ ألف جالون ماء يومياً لكل محطة ثم تلتها عام ١٣٩٠هـ محطة التحلية فى جدة المرحلة الأولى بطاقة إنتاجية قدرها خمسة ملايين جالون ماء يومياً وخمسون ù ميجاوات كهرباء . وتواصل التوسع والتطور فى صناعة تحلية المياه المالحة بعد صدور المرسوم الملكى فى – ٨ – ٢٠ ١٣٩٤هـ بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بصفتها مؤسسة عامة مستقلة لتباشر أعمالها بإنشاء محطات أحادية الغرض لإنتاج المياه المحلاة فقط أو ثنائية
الغرض لانتاج الماء والكهرباء .
وتابعت المؤسسة تطورها حتى تضاعف الإنتاج من الماء إلى أكثر من مائة مرة ومن الكهرباء أكثر من ثمانين مرة خلال ثلاثة عقود ونصف عقد من الزمن . وركزت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله على تحلية مياه البحر المالحة وأنفقت الدولة مليارات الريالات لإقامة ٣٠ محطة تحلية على البحر الأحمر والخليج العربى وذلك نظرا لطبيعة المملكة الصحراوية وشح المياه بها ٠
وارتفع انتاج المملكة من المياه المحلاة خلال العام ٢٠٠٧م الى أكثر من \"\" ù\"\" ١٫ ٠٦٦ مليون متر مكعب لتجرى المياه أنهارا متدفقة عبر الأنابيب إلى المدن والمراكز فى مختلف مناطق المملكة عبر أعماق الصحراء ولينعم الإنسان السعودى بمصدر دائم ومستقر من المياه العذبة الصالحة للاستعمال دون مشقة أو عناء . وتجاوز إجمالى الطاقة الكهربائية المصدرة من محطات المؤسسة للجهات المستفيدة خلال عام ٢٠٠٧ م أكثر من ٢١ مليون ميجاوات \" ساعة .
ومن تلك المحطات محطة الجبيل التى تعد أكبر محطة تحلية فى العالم ومجمع محطات جدة ومحطة مكة المكرمة \" الطائف ومحطة المدينة المنورة \" ينبع ومحطة الشقيق ومحطة الخبر .
وجاء فى تقرير صادر عن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للعام ٢٠٠٧ م أن المؤسسة قامت بتنفيذ \" \" ١٤ نظاماً لنقل المياه المحلاة عبر شبكة كبيرة من خطوط الأنابيب يبلغ مجموع أطوالها حوالى ٤١٦٥ كيلو مترا بأقطار تتراوح ما بين ٢٠٠ الى ٢٠٠٠ ملم . وأقامت المؤسسة على طول تلك الخطوط \" \" ٢٩ محطة لضخ المياه إلى خزانات التحلية البالغ عددها \" \" ١٥٨ خزانا تصل سعتها الإستيعابية إلى نحو تسعة ملايين متر مكعب لضمان استمرارية تدفق المياه عبر الأنابيب بمعدلات ثابتة مهما كان طول الخط أو ارتفاع المناطق التى يمر بها عن سطح البحر .
وأنهت المؤسسة مؤخراً انشاء عدد من محطات تحلية المياه المالحة وانتاج الطاقة الكهربائية وكذلك خطوط الأنابيب وبدأ الضخ عبر خط أنابيب نظام نقل مياه الشعيبة \" جده اذ رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فى الثامن من شهر محرم ١٤٢٤هـ حفل افتتاح المرحلة الثانية لمشروعى محطة تحلية المياه المالحة والقوة الكهربائية بالشعيبة ونظام نقل المياه المحلاة الى مكة المكرمة وجده والطائف .
كما رعى حفظه الله فى الخامس عشر من شهر ذى القعدة ١٤٢٥ هـ حفل افتتاح مشروع نقل المياه المحلاة من محطة التحلية وتوليد الطاقة بالخبر الى محافظتى الأحساء وبقيق بما قرابته تسعين ألف متر مكعب من مياه البحر المحلاة وبتكلفة بلغت ٥٧٨ مليون ريال . وفي الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام ١٤٢٧هـ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على زيادة انتاج المياه المحلاة من محطة التحلية بالشعيبة \" المرحلة الثالثة \" بمقدار ١٥٠ ألف متر مكعب يومياً لتغطية الحاجة المتنامية للمياه في محافظة جدة . وبلغ ما اعتمد لميزانية المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للسنة المالية – ١٤٢٧ ١٤٢٨هـ حوالى \" \" ٤ مليارات ريال استثمرتها المؤسسة فى ما يحقق مستوى عالى من الاداء خاصة فى برامج تشغيل وصيانة المحطات وأنظمة نقل المياه ومواصلة برامج المؤسسة فى اعادة إعمار محطات التحلية وانتاج الطاقة الكهربائية واستكمال بعض المشاريع خلال السنوات القليلة القادمة . كما تم ترسية المشاريع الجديدة التى سبق اعتمادها فى ميزانية السنة المالية السابقة .
وتم فى ميزانية العام المالي الحالي \" ١٤٢٨ ١٤٢٩هـ اعتماد ما يزيد عن \"\" ٠٠٠ ر ١٦٠ ر ٠٥٣ر \"\" ٥ خمسة الاف وثلاثة وخمسين مليون ومائه وستين الف ريال لمشاريع محطات تحلية المياه وخطوطها لنقل المياه المحلاه .
وتوقعت مصادر في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن يكون الاحتياج من مياه الشرب المنتج من محطات التحلية نحو \" \" ٦ ملايين متر مكعب من المياه يومياً في عام ١٤٤٦ هـ وستصل تكاليف إنشاء محطات التحلية لتغطية هذا الاحتياج مع خطوط النقل اللازمة للسنوات القادمة قرابة سبعين مليار ريال .
وفيما يتصل بمشاركة القطاع الخاص في مشروعات التحلية أشار التقرير إلى أن العمل يجري حاليا على تنفيذ عدد من مشروعات الإنتاج المزدوج التي وافق عليها المجلس الاقتصادي الأعلى وأتاح بموجبها الفرصة للقطاع الخاص المشاركة والاستثمار فيها وفق أسس ومعايير محددة بواقع ٪ ٦٦ للمستثمر و ٪ ٣٢ لصندوق الاستثمارات العامة و ٪ ٨ للشركة السعودية للكهرباء .
كما أولت المؤسسة جل اهتمامها لجانب التأهيل والتدريب وتوطين العاملين القائمين على هذا النشاط الحيوى فى هذا القطاع المهم من قطاعات التنمية الشاملة اذ أنشأت ادارة مختصة أسند إليها وضع خطط وبرامج للتدريب وتم فى عام 1402 هـ إنشاء مركز للتدريب والتأهيل فى محافظة الجبيل ù صمم وجهز بأحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة جاعلة منه أكاديمية فريدة فى المنطقة تعنى بهذه الصناعة الحديثة وبلغ عدد المستفيدين من برامج التدريب بالمؤسسة خلال العام 2007 م \"5454\" موظفاً من خلال 1000 برنامج تدريبي في الداخل والخارج .
ومن الإنجازات العالمية التى تحققت للمؤسسة حصولها على جائزة منظمة التحلية العالمية \" أى دى أى \" لعام 1999 م وذلك من خلال انجازها المتميز فى تقديم أفضل بحث علمى مقدم فى مجال التحلية بالطرق الحرارية لمؤتمر منظمة التحلية العالمى المنعقد بالولايات المتحدة الامريكية الذى يعد نقلة واعدة لتطوير هذه الصناعة وخفض تكاليفها 0
كما حصلت المؤسسة مؤخراً على القبول الرسمى والتسجيل لبراءة الإختراع المقدم لمكتب تسجيل الإختراعات الأمريكية عن تطويرها لإستخدام المرشحات البالغة الدقة وبدأت المؤسسة فى تطبيق الإختراع وبنجاح فى محطتها العاملة فى أملج وهذا التسجيل سيتيح لها تسويقه محلياً واقليمياً وعالمياً مما سيحقق عائداً مالياً ومعنوياً كبيرين للمؤسسة .
واستمرار لجهود الدولة فى هذا الجانب فان المؤسسة تنفذ الآن خطة وطنية بدأت أولى مراحلها فى عام 1418 هـ بهدف توعية المواطنين بأهمية المياه وضرورة المحافظة عليها كونها ثروة غالية ووضعت القيود والظوابط المتعددة فى هذا الشأن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *