ملامح صبح

(حورية) الظويفري نص مكتنز بالإبداع

حوريه
شعر:خالد الظويفري

تهيت للهوى مهره عسيف وبنت مجد حصان
تصب الملح في بندق وسط صدري هواويّه
تشب الكحل من عينٍ تغايالي على غطفان
وعادت داحس وغبرى رحاها يدّرج غيـّه

تخطوى لي وكن الارض (يد) ورجلها (فنجان)
تروكض لي وكن الارض (طهر) وخطوها (سيّه)
تثنى كنها برق ٍ يزفه لي مطر هتان
تقول ان المطر (رجال) واقول ان الثرى (بنيّه)

تنادي للمدى ينبت على الغربه حنين اوطان
تضوّي بالجبين اللي يخلط الشمس بالفيّه
لها لون ٍ ليا منه تفرعن .. تخضع الالوان
واشوف الطيف محنوني .. يحييها علا نيّه

لاوالله توها بانت سعاد وما بزهير لسان
بعد مس الرشا دلو القليب وجاب مافيّه
وانا يالنابغه يالنابغه يالنابغه لابان
علي من الوجع غنى الشعر والفن رديّه

اجيب الليل لمصافح صباح الخير والنوران
ويفتن بينهم عصر ٍ تلعثم فيه عصريّه
واهوبل في مجاهيم الزمن واورّد القيفان
واصدّر بالحيام اللي يبح الناي قافيّه

وانا لاطاب لي قب المهار اذعنت للميدان
يالين اميز من فيهن تحمل الفارس وضيّه
واذا هي عينها حورا فياويلك يابو حوران
احد يملا عيونه شي ليا من شاف (حوريه)

رؤية:إبراهيم الشتوي

في هذا النص المكتنز بالعديد من الدلالات والإيحاءات والرموز استطاع الشاعر العميق الأنيق خالد الظويفري أن يترك لنا مساحات من الرؤى ومسافات من الجمال في تتبع اسقاطات ضوئه الشعرية ومدى إثارة المتلقي وربطة بالمشهد الشعري المشحون بلغته ومعجمه الغني بالحقول الدلالية والصور الفنية والمفارقات الشعرية،فكان استحضاره للتاريخ من خلال أسماء ورموز لها صلة بالمعنى المراد إيصاله وإيحاءاته لرؤية تخدم الرؤيا مثل:(غطفان ،داحس وغبرى،بانت سعاد ،زهير ،النابغه)كما أنه يستخدم اللون ليزيد من القيمة الشعرية للنص مثل (تشب الكحل ) (تضوّي /بالجبين اللي يخلط الشمس بالفيّه)وهذه الصورة اللونية الزمانية(مجاهيم الزمن)كذلك (لها لون ٍ ليا منه تفرعن .. تخضع الالوان)فتعمق بالمحسوس المحبوس بالعاطفة المكتنزة بالتوهج والإبداع ،كذلك جعل من تشخيص الطبيعة وانسنتها معادلا موضوعيا لذاته الحالمة في قوله( تثنى كنها برق ٍ يزفه لي مطر هتان)

وتعتبر الصورة الشعرية في تجربة الشاعر خالد الظويفري عنصرا غنيا وعميقا بالرؤى والايحاءات والاحالات اللغوية متناسقا في دقة التصوير ورقة التعبير وجمال المعنى مثلما في قوله في هذه الصورة المتحركة الصوتية(اجيب الليل لمصافح صباح الخير والنوران،ويفتن بينهم عصر ٍ تلعثم فيه عصريّه )حيث تتراسل الحواس من خلالها ،بخياله الخصب المتسق في انساق وتراكيب جميلة كذلك الربط بين المجردات في قوله ” تنادي للمدى ينبت على الغربه حنين اوطان ” وكذلك في قوله(تصب الملح)أرجع وأقول إن المنجز الشعري في نصوص الشاعر خالد الظويفري غني بالعديد من الأدوات الشعرية ،والأساليب الفنية بقيمة دلالية عالية ،ومحافظته على الترابط الحسي والذاتي في تركيب النص وبنائه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *