الثقافيـة

حوار ثقافة التعليم يحدد ملامح المعلم القدوة

مكة المكرمة – احمد الاحمدي
واصل نادي مكة الثقافي الأدبي إسهامه في مشروع إمارة منطقة مكة المكرمة الثقافي (كيف نكون قدوة؟) بتنظيم حوار عن (ثقافة التعليم)، شارك فيه الدكتور عبدالله بن ردة الحارثي ، مدير مكتب التعليم في شمال مكة ، والمربية الأستاذة فاتن محمد حسين ،المشرفة التربوية سابقاً في تعليم البنات بمكة المكرمة ، وأداره الإعلامي الأستاذ ماجد محمد المفضلي.. وذلك مساء الاثنين الماضي.
في بداية اللقاء عّرف الأستاذ مشهور محمد الحارثي ، رئيس اللجنة التحضيرية لمبادرات مشروع ( كيف نكون قدوة ؟ ) في نادي مكة الثقافي الأدبي ، المشرف التنفيذي على برامج المشروع ، عّرف بمبادرة النادي البناءة الهادفة التي أطلقها تحت عنوان (المثقف القدوة )، رافعاً شعار (أنا مثقف .. أنا مسؤول).. إيماناً بالمثقف ودوره التنموي .. فهو الركيزة الأساس في البناء الحضاري ، وعليه تعوّل المجتمعات في كثير من تطلعاتها ، نحو إيجاد حركة فكرية ومعرفية مستفادة
وربط الحارثي بين موضوع حوار (ثقافة التعليم) ومبادرة النادي مبيناً أن استراتيجية التعليم في المملكة استراتيجية انتمائية لقيم المجتمع ، وأن المنجز التعليمي في هذه البلاد المباركة نجح في تشكيل الهوية الثقافية للمملكة وأبنائها..
وتناول الفارس الأول في هذا الحوار الدكتور عبدالله بن ردة الحارثي ، العلاقة بين التعليم والثقافة ، وعرف بالقائد المثقف ، والمعلم المثقف .. وهو يرى أن العلاقة بين التعليم والثقافة علاقة متداخلة ، وهي علاقة تكاملية ، وكلاهما يهتم ببناء الإنسان .. وأكبر الإشكالات التي تواجه الثقافة وجود تيارات وافدة ، وتعزيز القيم بالمجتمع ، من خلال التعليم ومن خلال الثقافة ، أمر ضروري ، وهو مرتبط بالقدوة ..
واستعرض الدكتور الحارثي بعض صفات من يستحق أن يكون قدوة ، وهي مجتمعة في رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ومن هذه السجايا الاستقامة ، والصدق ، والعدل ، والتمسك بمبادئ الدين ، والاعتزاز بالهوية الإسلامية ، والسلوك الإيجابي ، والعطاء المتسم بالوفاء .. وكلّ هذه الأمور وغيرها يمكن أن يسهم في بثها وتفعيلها في أبنائنا وبناتنا الطلاب ( التعليم والمعلم ).. وأكّد الدكتور عبدالله على مكانة التعليم الخاصة في المملكة ، وفق (رؤية 2030)، وبرنامج التحول الوطني ، واهتمام ولاة الأمرة – حفظهم الله – بالتعليم ، وتخصيص أكثر من ربع ميزانية الدولة للتعليم ، مع التركيز على مخرجاته ليتحلى الطالب بالقيم الإسلامية ، والأخلاق الإيجابية ، والاعتدال والتسامح والوسطية ، مع مواكبة المستجدات العصريّة ، والتحلي بروح الفريق والبعد عن الأنانية والعنصرية ..
وجاءت مشاركة الأستاذة فاتن حسين في الحوار لتؤكد أن مهمة التعليم مهمة عظمى ، ورسالته رسالة فاضلة ، ومن هنا وجب الاهتمام بالمعلم الذي يحمل أمانة تربية الأجيال .. وهي مسؤولية ضخمة تتطلب صفات كريمة ، تمّ التحدّث عن أبرزها من صفات جسمية ، أو سجايا سلوكية ، ومنها أبوة المعلم وأمومة المعلمة ، والحلم ، والأناة والصبر والرفق ، والرحمة والشفقة ، والعفو والتواضع ، والعدل ، والصحة النفسية ، والكفاية المعرفية الثقافية ، وتطوير الذات مع متطلبات العصر ، وتقبل التوجيه والنقد البناء، وتقدير مشاعر الأبناء وتحفيزهم ومراعاة الفروق الفردية .. مع بث روح المواطنة الصالحة ، والوفاء للدين والوطن ، في ضوء رؤية المملكة 2030 ، وما فيها من متطلبات وتطلعات .. داعية إلى مواجهة التيارات الوافدة والغزو الثقافي بالمعلم القدوة ..
التعقيبات والمداخلات: شهد اللقاء العديد من التعقيبات والمداخلات كان منها دعوة الدكتورة أميرة سمبس لثقافة التعليم الإلكتروني ، ودعوة الدكتورة صباح إبراهيم على مواكبة المعلم لعصر العولمة .. في حين وصف الدكتور محمد القرشي التعليم بالحامي للثقافة ، والحارس للتراث ، والناقل لهما بين الأجيال .. ورأى الأستاذ علي الثقفي أن التربية بالحب منهج أمثل لنجاح القدوة .. وطالبت الأستاذة فاطمة مارديني بأن تشمل ثقافة القدوة كل أفراد المجتمع ، ونوهت الأستاذة إيمان الدبيان بهذا اللقاء وما توافر فيه من معلومات وخبرات ودعوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *