الأرشيف الرياضة

حصدت لقبها رقم 56 في سباقات الدراجات .. الفرنسية جاني لونغو تخطت الخمسين من عمرها وتطمح لذهبية اولمبياد لندن

نيقوسيا- وكالات
الفرنسية جاني لونغو صامدة في الميدان، بطلة لا تصدأ مهما تقدمت في العمر. ولن تحجم عن المنافسة طالما ان الحافز موجود.
قبل ايام، تمكنت «البطلة النهمة» من حصد لقبها الـ56 في بطولات فرنسا للدراجات على رغم تجاوزها الخمسين من عمرها، اذ تقدمت في سباق ضد الساعة على منافستها و»غريمتها» ادويج بيتل بفارق 33 ثانية.
وهو اللقب التاسع لها ضد الساعة من اصل 32 لقبا لسباقات الطريق، فضلا عن 23 لقبا على المضمار ولقب واحد في سباقات الضاحية (في تي تي).
باختصار، تحشد لونغو في جعبتها القابا اكثر من سنوات عمرها، وبالتالي لم يفارقها القميص المخطط بالوان العلم الفرنسي (رمز البطولة الوطنية) منذ عام 1979.
وتعتز لونغو كثيرا بلقبها الاخير، «فهو برهان على كفاءتي على رغم تذمر آخرين وآخريات مني من دون وجه حق وزعمهم انني دائمة الشكوى وافتعل مشاكل».
ويفتح اللقب الـ56 للونغو باب الفضول مشرعا لمعرفة امكان حماستها للمنافسة على بطاقة تأهل لدورة لندن الاولمبية عام 2012، واستعدادها للمضي قدما في هذا الرهان سعيا لحجز مشاركتها الاولمبية الثامنة وهي في الـ54 من عمرها!
المخضرمة لونغو، او السيدة سيبريلي، بلغت عامها الخمسين في 31 اكتوبر الماضي. وهي حققت في اواخر (يونيو) 2008 لقبيها الـ53 والـ54 في بطولات فرنسا للدراجات (سباقا الطريق العادي وضد الساعة)، ما اهلها لمشاركتها الاولمبية السابعة، وفي حوزتها ذهبية وفضيتان وبرونزية. وطمحت حينها الى مركز متقدم في بكين طالما ان حيويتها لا تنضب وشهيتها مفتوحة للمنافسة، وقد تخلفت عن الميدالية البرونزية في سباق ضد الساعة بفارق نحو ثانية!
وبناء عليه، تبدو فكرة خوض تحد اولمبي جديد ضبابية «على غرار ما سبق الاستعداد لدورة بكين، الا اذا اختلفت الظروف وعملت لصالحي»، مشيرة الى انها خاضت بطولة فرنسا هذا الموسم بعزيمة متناهية «متحدية الجميع وركيزتي الاساس محركي الداخلي الذي يعمل بكفاءة ومرونة».
وتؤكد منافساتها ان «السيدة البطلة» لم تفقد شيئا من بريق لياقتها، ولا تزال شرسة جدا خلال السباقات.
وصحيح ان لونغو تستفيد من دعم زوجها باتريس ومواكبته الدؤوبة، غير ان الصورة اختلفت خلال البطولة الاخيرة اذ خص منافستها بيتل التي تتدرب تحت اشرافه منذ عام 2006، بعناية خاصة «هي في حاجة اليها، بينما تملك جاني نضجا فنيا كافيا لتدبر امرها». وهذه «الخيانة» هضمتها لونغو جيدا وجيرتها في مصلحتها مثبتة انها الاقوى. وبعد احتفاظها باللقب، توجهت وباتريس الى الولايات المتحدة لتنخرط في معسكر استعدادا لبطولة العالم هذا الصيف في ماندريزيو – ايطاليا.
بعد فوزها الـ54 في العام الماضي، عادت لونغو بالذاكرة الى بداياتها، وتحديدا الى عام 1979، «كنت تلميذة وفزت بالصدفة، ورائع ان ابقى في المقدمة»، وسر ذلك «سعي حثيث وعشرات المحاولات لتحسين الاداء والارقام القياسية».
انها اذا قصة عادة يومية ركيزتها المتابعة الدؤوبة، وشغف «منقطع النظير»، يمثله زوجها باتريس سيبريلي «المتخصص» في تدبير شؤونها ومتابعة تفاصيل برامجها التدريبية وتجهيزاتها. في جعبة لونغو 13 لقبا عالميا منذ عام 1985، و3 القاب متتالية في دورة فرنسا (فئة السيدات) بدءا من عام 1987. وسجلت في دورة لوس انجليس 1984 مشاركتها الاولمبية الاولى، واحرزت الذهب (سباق الطريق) في اتلانتا 1996، وكانت في السابعة والثلاثين من عمرها. يومها وصفتها الصحافة بـ»المرأة العملاقة» التي تحرز الانتصارات في عمر لا يحلم كثر ان يبلغوا فيه نتائج عادية. كان ذلك في 21 يوليو 1996، «اليوم التاريخي في حياتي، كنت اعتقد انني لن اتمكن بعده من الفوز مجددا»، اذ جاء التتويج بعد حصدها فضيتي سباق الطريق وضد الساعة في برشلونة عام 1992، لكنها عاودت الكرة و»قطفت» برونزية عام 2000 في سيدني (ضد الساعة)، وهي في الحادية والاربعين.
بعد الفوزين الفرنسيين، «نفت» لونغو نفسها الى اوريغون (كولورادو) في الولايات المتحدة حيث امضت برفقة باتريس شهرا من التدريب المكثف استعدادا لدورة بكين، وتعيد الكرة هذه المرة قبيل الاستحقاق العالمي، وبعدما باتت المحطة الاميركية تقليدا سنويا «مفيدا».
وتعتبر لونغو افضل من يوظف التكنولوجيا في خدمة تطوير ادائها وتعزيز مستواها، ما ينعكس «استمرارا ذهبيا» و»نضارة» تحسدها عليها البطلات الشابات. اما باتريس «الزوج الوفي»، فيفتش عن افضل ما يمكن ان يجعل اداء شريكة حياته اكثر تميزا. انها التفاصيل التي يقضي من اجلها ساعات في مشغله يعدل في الدراجة، او خلف شاشة الكومبيوتر يرصد مواقع يمكن ان تزوده بالجديد المفيد، فمثلا رسم مقودا وصممه «على القياس» واوكل تصنيعه الى شخص في فنلندا اعتاد التواصل معه عبر «الانترنت»، واستخدمته جاني في بطولة فرنسا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *