استطاعت أول رائدة أعمال سعودية امتهنت تحميص البن العضوي والمختص تهاني محمد، أن تكون ضمن أميز المشاركين في فعالية “منصة تقديم القهوة” بالمعرض الدولي للقهوة والشوكولاتة، والتي يعكف فيها عدد من الشباب على إعداد قهوتهم المتخصصة، كلٌ بأسلوبه وعلى طريقته، التي لاتزال محل إعجاب زوار المعرض منذ انطلاقته، بعد الاستمتاع بتذوق كوب قهوة أبدع في إعداده شباب عشقوا القهوة وامتهنوا صناعتها.
التميز الذي طالما رافق تهاني، في مختلف مراحل رحلة شاقة، تتطلع من خلالها إلى الوصول المثالي بكوب قهوتها المثالي، إلى أهم الأسواق العالمية المهتمة بالقهوة في جميع حالتها، مؤكدةً أن هذا هو الحلم الذي يراودها حالياً، لذا فتركيزها منصب على العمل الدؤوب والجاد ليتحقق قريباً.
وقالت أول فتاة سعودية تمتهن التحميص، أن عشقها للقهوة لم يظهر فجأة، بل كان موروثاُ عن والدتها وجدتها اللتان تميزتا في تحميص القهوة العربية.
لافتةً النظر إلى أن التفرد بدأ منذ تلك اللحظة، حيث كانت تميل إلى تحميص القهوة التركية في المنزل، مستفيدةً من الآلة التي تستخدم لإعداد الفشار.
وأبدت تهاني إصراراً على الحديث عن اخفاقاتها الكبيرة في بداية رحلتها في مجال التحميص.
مؤكدةً فخرها واعتزازها بإخفاقاتها بقدر إنجازاتها، مبينةً أن تكلفة تلك الإخفاقات كانت باهظة، قدّرتها بمئات الكيلوات من (البُنّ).
الأمر الذي زادها تصميماً على المضي قدماً نحو الأمام فقط، رافضة حتى مجرد الالتفات للوراء، لأن ذلك يجعل خسارتها بلا قيمة، لذا كان قرار الاستمرار حتمياً، مبينةً أن العزيمة والإصرار كانتا بمثابة الدرع الذي مكنها من تكرار المحاولات كثيراً ودون ملل.
ولفتت الانتباه إلى أنها شعرت ببوادر النجاح قبل تحقيقه، وذلك في كل مرة تحرز فيه تقدماً على مستوى تحميص القهوة، إلى أن:
وصلت لمنتج نال إعجاب البعض، وما هي إلا فترة بسيطة حتى افتتحت مشروعي الاستثماري، الذي بدأ من المنزل.
حيث حولته إلى محمصة صغيرة بدأت بها إنتاج القهوة، ومن ثم توفير الطلبيات التي تنوعت بين أفراد ومقاهي.
وأكدت أن النقلة النوعية والحقيقية جاءت بعد أن ذاع صيت القهوة المتخصصة، التي أميل إليها كثيراً، لأنها تمكن من تلبية شغف عشاق القهوة.
وقادرة على أن تستوعب الإبداع في تحميصها وإعدادها، لذا قررت أن أستبدل الآلات القديمة بآليات وأجهزة محترفة، ستسهم في الوصول لأفضل النتائج المواكبة لتطلعاتنا.
وبالفعل بدأت في الانتقال بمشروع إلى الاحتراف، الذي حتم عليّ الحصول على دورات متخصصة، لم تكن متوفرة آنذاك.
فاستعنت بالتقنية للوصول لجميع التفاصيل والأسرار التي يجب معرفتها لأداء أفضل، والتدريب عبر الانخراط في برامج تدريبية عبر الإنترنت.
وأبانت أن معاناتها مع التدريب في هذا المجال، دفعها لتخصيص جزءاً من مشروعها الاستثماري لهذا الأمر.
ومثل ذلك نولي اهتماماً بالمشاركة في معارض مماثلة لهذا المعرض، لأنها تتيح لنا عرض جديدنا، وتوفر بيئة مثالية لعقد شراكات وتعاون كيانات استثمارية مع نظيراتها.
ومع العملاء الأفراد، الذين يحظون باهتمام المستثمر الذي يعمد عادةً إلى تخصيص عددٍ من منتجاته للأفراد.
وكشفت تهاني عن بدئها فعلياً بدراسة التوسع استثمارياً، ووضع خطة لذلك، بعد أن أسهم المعرض في طرح بعض المهتمين أفكار تعاون فيما بيننا.
راجيةً أن تكون هذه الخطوة أولى الخطوات باتجاه تحقيق حلمها الذي ذكرت بأنه يراودها مؤخراً، بالوصول للأسواق العالمية المحترفة المهتمة بمنتج القهوة (القهوة المتخصصة).