دولية

تميم يسوق بالمال لتخفيف الضغوط العالمية.. حملة القبائل القطرية الغاضبة تتواصل.. والأمن يعتقل المتعاطفين

جدة ــ البلاد

استمراراً للنهج القطري المستبد ضد الشرفاء والتنكيل بهم، وفي خطوة تأتي بعد اعتقال حجاج قطريين بعد عودتهم إلى بلادهم. اعتقلت سلطات الدوحة مجموعة من المنتمين لقبيلة آل مرة، توافدوا على الدوحة لنصب الخيام تضامناً مع شيخ القبيلة، بعد سحب جنسيته و55 من أفراد عائلته.

وفى الأثناء عقد مشايخ وأعيان وعموم قبائل آل مرة والقبائل العربية اجتماعاً تضامنا مع الشيخ طالب بن محمد بن لاهوم بن شريم.

وتوافد المئات من قبيلة آل مرة على مقر الاجتماع، في الأحساء، التي تعد المقر الرئيسي لأبناء القبيلة في المملكة ،اذ تشكل قبيلة آل مرة ثلث مواطني دولة قطر.

وناقش المجتمعون ظلم السلطات القطرية لهم بعد سحب الجنسيات ومصادرة الممتلكات وممارسة الاعتقال، وإبعاد أبناء من القبيلة عن موطنهم وانتزاع حقهم بخيرات بلدهم وحرمانهم من العيش كباقي أفراد الشعب القطري.

وطالبت اللجنة الدولية للدفاع عن المتضررين والمهجرين القطريين من قبيلة آل مرة، بدفع الظلم الذي لحق بمواطنيها ورد اعتبارهم، بعد ما أقدمت عليه السلطات القطرية من تشريد وطرد وسجن وحجر على الأموال، وفصل من جميع الوظائف وقطع الماء والكهرباء والهاتف، وإخراج المرضى من المستشفيات، ومنع آل غفران من التصرف بأملاكهم الخاصة، حيث أكدوا أنه انتهاك فاضح لحقوق الإنسان.

وحظى الاجتماع “غير المسبوق”، بتداول لافت على مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج، لاسيما على موقع “تويتر” الذي يجمع ملايين المغردين من مختلف دول الخليج، حيث استقطبت الوسوم ”#حراك_آل_مرة_في_قطر” و” #آل_مرة_يغضبون_لشيخهم” عدداً كبيراً من المغردين.

وعلق وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على سحب جنسية الشيخ طالب، قائلاً: “الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم هو من شيوخ العرب، و أهله و جماعته من أخيارهم، ومن تطاول عليه و أساء له و استولى على أمواله لا يرقى إلى قدره” ، وأضاف الوزير في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”: “استهداف الشيخ طالب بن شريم محاولة يائسة لقطع أوصال قطر العربية مع محيطها وامتدادات قبائلها”.

وكتب المستشار السعودي في الديوان الملكي سعود القحطاني عبر حسابه على تويتر: “يعتقد قذافي الخليج أنه سيشتري كرامة القطري الأصيل بالمال.. ليته يعلم أن الجزيرة العربية وقبائلها كرامتها لا تقدَّر بثمن”.

وعلَّق القحطاني على اجتماع أعيان آل مرة، بالقول: “يريدون من أبناء قطر السكوت عن سحب جنسياتهم، ومصادرة أموالهم، وإهانة كرامتهم، وتقديم المرتزقة عليهم؛ لأن رواتبهم زينة!” وأكد: “هل قرأتم مبرر خلايا عزمي لشرعية تنظيم الحمدين؟ رواتبنا كبيرة! من يخبر عزمي أن أبناء قطر لسان حالهم: الكرامة قبل المال”.

وقالت مجموعة من أسر المعتقلين إن الأمن القطري قام بتوقيف أبناء القبيلة وإزالة خيام نصبت في الدوحة تضامناً مع الشيخ طالب بن محمد بن لاهوم بن شريم، شيخ آل مرة.

وحاول أبناء القبيلة في الدوحة نصب خيامهم بالتزامن مع الحشود التي تدافعت تضامنا مع الشيخ طالب بن محمد بن لاهوم بن شريم، تعبيراً عن سخطهم إزاء الانتهاكات المتكررة للنظام القطري بحق أبناء آل مرة.

وكان شيخ قبائل آل مرة قد ظهر مؤخراً عبر مقطع فيديو يتحدث فيه عن سحب السلطات القطرية جنسيته و55 من أفراد قبيلته، وندد بالانتهاك القطري قائلاً: “جنسيتي ليست من حمد بن خليفة -أمير قطر السابق- بل منحني إياها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني أمير قطر السابق، وحمد بن خليفة ليس له حق ولا منّة، ولم يمنحني الجنسية التي لدي من علي بن عبدالله آل ثاني”.

وفي جولة مشحونة متوترة في محاولة لتبييض الوجه وغسل السمعة، يقوم بها أمير قطر تميم بن حمد لتركيا وألمانيا وفرنسا، جولة تؤكد عزلته الدولية المتزايدة التي دفعته لكسرها بنفسه، وسط حقائق تتكشف كل يوم عن رعاية الدوحة للإرهاب، ومعارضة تتنامى في الداخل والخارج، وضربات سياسية واقتصادية أليمة تتوالى على بلده من جراء مؤامرات “تنظيم الحمدين”.. الحاكم الفعلي من وراء الكواليس.

وفي خضم جولته المذعورة التي يستجدي بها تميم دعم تركيا وأوروبا، مذكرا إياهم بما تملكه أمواله من أصول ببلادهم، وطارحا أمامهم بلده بثرواتها وسيادتها ثمنا للمساندة، نسي فريق تميم المنوط بإعداد جولته أن تركيا وألمانيا تنخرطان حاليا في خلاف سياسي عميق، ويتبادلان كل يوم التصريحات المعادية، فلا يكاد يمر حادث دون سباب متشنج يخرج من رئيس تركيا رجب طيب أردوغان لألمانيا والمستشارة أنجيلا ميركل، بين نازية وعنصرية.

وفي المقابل تتوالى الاتهامات من برلين لأنقرة بالتخلي عن الديمقراطية والقمع المتعمد للمعارضة.

خلاف سياسي محتدم تلعب فيه أنقرة بورقة اتفاق الهجرة، وتضغط فيه ألمانيا بالحلم التركي بالانضمام للاتحاد الأوروبي، وبين الغريمين تتجلى مراهقة أمير قطر الشاب وحاشيته ودبلوماسيته المتواضعة المستوى، وجولته التي لن يتجاوز أثرها حد الخطابات السياسية المسكنة.

لقاء من ساعتين ونصف جمع تميم بأردوغان في القصر الرئاسي للأخير بأنقرة في أول خروج لتميم من بلده منذ قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعته، أمر منطقي أن تكون تركيا أول وجهة خارجية له، فعرش تميم وتنظيم الحمدين وشبكة الإرهاب المستفيدة من بقاء الوضع كما هو عليه.

أما في ألمانيا، فرغم المشكلات التي تعاني منها شركة “فولكسفاجن” الألمانية للسيارات ومصرف “دويتشه بنك” الألماني، أكد تميم تمسكه بحصصه في كلا المؤسستين، أما الدافع وراء التمسك بالحصص رغم الخسارة فلا يخفى على أحد.

وتشارك قطر عبر شركتي استثمار بحصة في مصرف “دويتشه بنك” تبلغ 1ر6% من أسهمه، ويعاني المصرف من إعادة هيكلة طويلة المدى ويكافح من أجل تحقيق المزيد من الربحية.

كما تمتلك قطر أيضا حصة تبلغ نحو 15 %من أسهم شركة “فولكسفاجن” التي تعاني من عواقب فضيحة التلاعب بقيم عوادم سيارات الديزل.

وفى فرنسا نظم معارضون للنظام القطري، وقفة احتجاجية، رفضا لزيارة الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، لفرنسا.

كما انطلقت مظاهرة حاشدة من ميدان “تروكاديرو”، أمام برج إيفل، شاركت فيها أحزاب سياسية وعدد من المنظمات الحقوقية، إضافة إلى وفد الدبلوماسية الشعبية العربي، الذى أسسه النائب المصري، أحمد الفضالي، وبعض ممثلي الدول العربية.

وحمل المحتجون لافتات، كتبوا عليها عبارات منها: “إرهاب قطر يهدد العالم”، و”الفرنسيون ضد إرهاب قطر”.

وأعرب المتظاهرون عن رفضهم التام لزيارة تميم، واستنكروا زيارة “أمير الإرهاب” السابقة إلى ألمانيا، حسب تعبيرهم، وطالبوا بتوقيفه وقادة النظام القطري الحالي، بتهمة دعم جرائم ضد الإنسانية راح ضحيتها آلاف الأبرياء في كل من سوريا وليبيا والعراق واليمن ومصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *