دولية

تقرير دولي يوثق فظائع معتقلات الحوثي والشرعية تطيح بشبكة تخابر قطرية

عدن ــ وكالات

مازال مسلسل جرائم ميليشيا “الحوثي” الانقلابية مستمرًا في اليمن، من خطف واحتجاز قسري وتعذيب وانتهاكات لأبسط حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا. إذ يعيش الشعب اليمني بفعل التدخلات الإيرانية المشؤومة، الداعمة لهذه العصابات الإجرامية، واحدة من أسوأ النكبات الإنسانية في العالم.

فقد ألقت هذه الميليشيا باليمن في دوامة من العنف والفوضى إثر احتلالها صنعاء وتمددها لمناطق أخرى عام 2014، ومنذ ذلك الحين تتكشف كل يوم حلقة جديدة من سلسلة الجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين اليمنيين، وكان آخرها المعتقلات والسجون السرية التي تم اكتشافها، والتي يمارس فيها أشد أنواع التنكيل والتعذيب وحشية بحق المدنيين المؤيدين للشرعية، فهذه المعتقلات بمثابة معسكرات تعذيب تتخذها مكانًا لاحتجاز من تخطفهم من الشعب اليمني، وتمارس عليهم فيها فنونًا من التعذيب، وضروبًا من العسف والتنكيل.

وهذا ما كشفت عنه منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان لها أمس الثلاثاء، والذي وثقت فيه جرائم “الحوثي” في حق الشعب اليمني. إذ ذكرت المنظمة في بيانها أن ميليشيا “الحوثي” المسلحة في اليمن قامت بالعديد من عمليات الخطف، واحتجاز الرهائن، كما ارتكبت العديد من الانتهاكات الخطيرة بحق الأشخاص الذين تحتجزهم. وجاء في البيان: “على المسؤولين الحوثيين التوقف عن احتجاز الرهائن وإطلاق سراح جميع المحتجزين تعسفًا، وإنهاء التعذيب والإخفاءات القسرية، بالإضافة إلى معاقبة مرتكبي الانتهاكات”. وشدد بيان المنظمة على أن الأخيرة قامت بتوثيق انتهاكات خطيرة تمارسها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في المعتقلات، بحق من تخطفهم وتعتقلهم من منازلهم بالقوة.

وأشار بيان المنظمة إلى أن المنظمة وثقت 16 حالة احتجز فيها الحوثيون أشخاصًا بطريقة غير قانونية، غالبًا لإجبار أقاربهم على دفع فدية، أو لمبادلتهم مع مجرمين من الميليشيا، بما يخالف كل القوانين الدولية .

وقالت ساره ليا وتسن، المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “إن الحوثيين يقومون باستغلال سلطتهم للربح المالي من الاحتجاز والتعذيب والقتل”. لافتة إلى أن “معاملة المسؤولين الحوثيين للمحتجزين قاسية ووصلت في العديد من الحالات إلى التعذيب”.
كما أوضحت “المنظمة” في بيانها أن “محتجزين سابقين وصفوا كيف ضربهم القادة الحوثيون بقضبان حديد وخشب وبالبنادق، وقالوا إن الحراس جلدوا المساجين وكبّلوهم بالجدران وضربوهم بالخيزران على أقدامهم، كما هددوا باغتصابهم أو اغتصاب أفراد من أُسرهم”.

وطالبت “المنظمة” ميليشيا الحوثي بالإفراج الفوري عن المحتجزين تعسفًا، وأن توقف الإخفاءات القسرية وأن تحقق جديًا مع المسؤولين عن التعذيب واحتجاز الرهائن وتعاقبهم” مشيرة إلى أن احتجاز مدنيين بصفهم رهائن يرقى إلى “جريمة حرب”.

الى ذلك علق محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان اليمني، على البيان واصفًا إياه بأنه صوت الضمير الإنساني في توثيق جرائم الميليشيا بحق الشعب اليمني، متهمًا المنظمات الدولية بالتجاهل التام لجرائم الحوثيين خاصة في المعتقلات. وثمة تقارير دولية أخرى كثيرًا ما تتجاهل تمامًا جرائم الميليشيا فقد أكدت التقارير الصحفية أن هناك 4 آلآف مواطن يمني يقبعون في سجون الحوثين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب.

وقال “عسكر”، في تصريحات صحفية له إن اليمن لم يشهد مثل الجرائم والانتهاكات التي يمارسها المسلحون الحوثيون، سواء من جهة القتل أو تجنيد الأطفال أو التعذيب والإخفاء القسري، حيث لا يزال مصير الآلاف مجهولاً.

ومن جانبه أكد محسن جمال، المحلل السياسي اليمني، على أن جرائم وانتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن لاتعد ولا تحصى. مضيفًا بقوله: “لو سمحوا للمنظمات الدولية المنصفة بالقيام بمهامهما في اليمن لرصد الانتهاكات التي يقوم بها عناصر الميليشا بحق الشعب اليمني خاصة الأطفال، لأدرك العالم أننا أمام ميليشيا مسلحة لا تريد خيرًا ولا سلامًا لليمن. وإنما تريد تحقيق الأجندة الإيرانية التي تهدف إلى مزيد من الانقسامات داخل الدول العربية”.

ولفت “جمال” إلى أن ما رصدته منظمة “هيومن رايتس ووتش” أقل بكثير من الذي يحدث على أرض الواقع، وشدد على أن هناك أكثر من 200 منظمة مدنية ومدرسة ومنزل تم تحويلها إلى سجون ومعتقلات للمدنيين الذين يخالفون الميليشيا حتى في الرأى.

وأوضح “جمال” أن هناك منازل تم تحويلها لمعتقلات، مشيرًا إلى أن هناك مواطنين ظلوا رهائن لدي سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية، ولم يسمح هؤلاء الميليشيا بإطلاق سراح الرهائن إلا بعد دفع فدية كبيرة من أسر الرهائن، مع كتابة تعهد بعدم ممارسة النشاط السياسي، بالإضافة إلى تعهد عدم التعرض للميليشيا بالنقد .

وفى سياق منفصل أعلنت قوات النخبة الشبوانية امس الثلاثاء، إلقاء القبض على أعضاء في شبكة تخابر مدعومة من قطر وميليشيات حزب الله اللبناني الموالي لإيران، مهمتها زرع الفوضى في اليمن .
وذكرت النخبة في بيان أن المتهمين اعترفوا بسعيهم إلى زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى في المحافظات الجنوبية المحررة، والتآمر على قوات المقاومة المشتركة بهدف إفشال جبهة الساحل الغربي، وعرقلة تقدم القوات لتحرير مدينة الحديدة من ميليشيات الحوثي الإيرانية.

وأشارت إلى أنه جرى القبض على بعض المتهمين بالانتماء إلى الشبكة، بعد عملية رصد وتتبع في منطقة عزان بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، مشيرة إلى أن الشبكة تابعة للمدعو فادي باعوم، ومدعومة من قطر وميليشيات حزب الله اللبناني.
وحسب البيان، “أقر المتهمون في القضية بتابعيتهم إلى المدعو باعوم، لتكوين كيان سياسي مناهض لقوات التحالف وحكومة الشرعية بغرض زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى

وأوضحت النخبة الشبوانية أنه جرى تسجيل اعترافات المتهمين والتحفظ عليهم، من أجل استكمال الإجراءات القانونية بحقهم، لافتة إلى أن بقية المطلوبين الفارين في هذه الشبكة يخضعون للملاحقة.

في غضون ذلك أقرت مليشيا الحوثي المدعومة ايرانياً بمصرع أحد قياداتها الأمنية البارزة في جبهة الساحل، التي تحولت إلى محرقة للمليشيا الانقلابية، حيث خسرت خلال أسبوعين أكثر من 100 قتيل.

وذكرت وسائل إعلام حوثية ومصادر خاصة، أن القيادي الأمني مبخوت صالح باسلامة، وهو أحد أذرع المليشيا داخل قوات الأمن المركزي، لقي مصرعه إثر غارة محكمة لمقاتلات التحالف العربي، استهدفته مع مرافقيه شرق مدينة الحديدة.

ويأتي ذلك، في ظل تكتم المليشيا عن مقتل قيادات حوثية كبيرة استهدفها التحالف العربي في المدينة ذاتها، خلال اليومين الماضيين.
ومع استمرار المعارك الدائرة بجبهة الساحل الغربي، الممتدة من تعز غربا وحتى مدينة الحديدة شرقا، واصلت المقاومة اليمنية المشتركة، مطاردة فلول عناصر الحوثي الإرهابية بمديرية التحيتا ومحيط مدينة البرح.

وقال بيان صحفي للقوات المشتركة إن الجيش اليمني دحرت مليشيا الحوثي من طريق الواصل إلى بلدة “السويق”، وطهرت عددا من المزارع وصولا إلى محطة الغاز الواقعة في البلدة الواقعة بالقرب من مدينة التحيتا بالحديدة.

وفي سياق النزيف الحاد الذي تعيشه مليشيا الانقلاب الحوثي، إثر دفعها بأبرز قياداتها وقواتها القتالية إلى محافظة الحديدة، قال مصدر بألوية العمالقة، إن المليشيا تكبدت خلال الأسبوعين المنصرمين أكثر من 100 قتيل، بينهم قيادات ميدانية للمجاميع وأخرى تتولى مهمات إشرافية مختلفة لدى المليشيا، خسرتهم خلال الأسبوعين المنصرمين من الشهر الجاري.

وأوضح المصدر أن بين قيادات المليشيا، المدعو عقيل السراجي، والمشرفين الأمنيين في جهاز الجماعة “الوقائي” المدعويْن عاصم الهيج، وعبدالرحمن الحكمي، إلى جانب المدعو النبهاني ومحمد علي الطيبي، ومحمد جسار وعلي معلان العباسي، الذين يعدون من أبرز قياداتها الذين خسرتهم مؤخراً.

وحول إقرار المليشيا بمصرع باسلامة، أكد المصدر بقوات العمالقة أن الحوثيين خسروا عددا كبيرا من قتلاهم العسكريين، ولجأت لتكليف عناصرها الأمنية بمهام قتالية في الوقت التي تتكتم فيه عن الاعتراف بمقتل عدد كبير من قياداتها، وأعلنت عنه للتغطية على الأسماء الكبيرة الذين قتلوا في تلك العملية النوعية لقوات التحالف العربي في مدينة الحديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *