سلطان بن مذكر – جدة
وليد محبوب .. اللاعب الخلوق، كابتن نادي الوحدة.. ثارت بسببه أزمة في نادي الوحدة فيما يخص مستحقاته، ووضعه كلاعب مع الفريق الأول للنادي هذا الموسم، وعدم مشاركته في المباريات حتى الآن.. “البلاد” أجرت معه لقاء؛ ليبن ويوضح للقراء خفايا وكواليس هذا الإشكال بينه وبين إدارة فرسان مكة… فكان هذا الحوار..
* حدثنا عن بدايتك كلاعب كرة قدم؟
– انضممت للنادي الأهلي في عام 1416هـ في فئة البراعم، وتم اختياري من قبل الكابتن أمين دابو بعد خوضي لاختبار ميداني. ولله الحمد، تدرجت بالفئات السنية بالنادي حتى وصولي للفريق الأول، وبفضل من الله، تمكنت من تحقيق بطولتين للدوري مع فريق الشباب بالنادي الأهلي.
* ذكرت بأنك وصلت للفريق الأول في الأهلي، ولكن لم تتمكن من الظهور مع الفريق الأول بشكل رسمي حينها ، ماهي الأسباب..؟
– صعدت للفريق الأول في الموسم الرياضي 2006/2005م ، وتدربت بالفريق آنذاك تحت إشراف المدرب البلجيكي إيليا، وقبل نهاية إحدى الحصص التدريبية،
أشاد السيد إيليا بعطائي في التدريبات وقال لي : ” أريد منك الاستمرار على هذا العطاء، وستجد فرصتك قريبا”، وبعد خروجي من التدريب في ذات اليوم تفاجأت بإداري الفريق يبلغني عن عدم حاجة المدرب لي. ذهبت في اليوم التالي إلى النادي دون الزي الرياضي الخاص بالتدريب، فإذا بالمدرب ايليا بصوت عال يقول لي : بالأمس أُثني عليك واليوم تأتي غير مستعد للتدريب دون الزي الرياضي الخاص !! أُصبت حينها بحالة من الذهول، فالمدرب يشيد بي والاداري يؤكد لي عدم رغبة المدرب بي كلاعب بالفريق. فأبلغته فوراً بحديث الإداري لي بأنك لاترغب في تواجدي بالفريق، وكان رده النفي التام، وقال: هذا الحديث عار من الصحة.
* من رغب بإبعاد الكابتن وليد محبوب عن الفريق الأهلاوي آنذاك.. ولماذا؟
– أعتقد الجهاز الإداري للفريق الأول، رغم أنني كنت قائداً للفريق في درجة الشباب وليس لي أي خلافات سابقة مع أحد بالنادي قبل تلك الحادثة، ومن ثم غادرت النادي متجهاً إلى نادي أبها الذي أمضيت معه موسما رياضيا قبل انضمامي إلى الوحدة.
* من هو المدرب صاحب الفضل بعد الله على الكابتن وليد محبوب ؟
– مدرب نادي الوحدة في العام 2009م البرتغالي بوريكو جوميز، الذي أتاح لي الفرصة الكاملة بالرغم من سيطرة النجم كامل المر حينها على ذات المركز نظير أدائه الفني، فقد كان محفزا لي وأحد أهم العوامل في بروزي مع النادي، بعد توفيق الله .
* كونك لاعبا وحداويا لسنوات وتعايشت مع عدة أجيال بالنادي.. برأيك ماهو السبب في تفاوت مستويات الوحدة الفنية من موسم إلى آخر بالرغم من وجود قاعدة صلبة من المواهب الشابة بالنادي على مر تاريخه؟
– لايخفى على أحد بأن المشكلة الرئيسة بنادي الوحدة هي العنصر المادي في المقام الأول. يأتي بعد ذلك للأسف تواجد ثقافة دخيلة على النادي، وأقولها بكل حزن: عند قدوم أي رئيس جديد لإدارة النادي، تجد مجموعة تقوم بمحاربته ولاترغب في نجاحه. وينظرون له بنظرة شخصية وليس كرئيس للكيان الوحداوي. والمفترض الوقوف مع الرئيس ودعمه؛ من أجل نادي الوحدة فقط. ناهيك على أن كل رئيس يأتي الى النادي يحاول إبعاد كل اسم يرتبط بالإدارة التي سبقته؛ حتى لا يُنسب النجاح لغيره، وفي النهاية المتضرر هو النادي.
* أين الكابتن وليد من خارطة المنتخب السعودي؟
– الحمدلله على كل حال، أنا راض عماقدمت في مسيرتي الرياضية، ومسألة انضمامي للمنتخب هو قضاء وقدره، وأحمدالله على ذلك، وأعتقد أن عدم تواجد وليد محبوب بأحد الأندية ذات الحضور الإعلامي الأقوى في فترة سابقة كان سببا من الأسباب.
* نبارك لـ وليد محبوب تحقيقه كقائد مع نادي الوحدة بالموسم الماضي بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى؟
– الله يبارك فيكم ، الحمدلله كان لنا الشرف في نادي الوحدة بتحقيق أول نسخة تحت مسمى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
* ماهو السر في عدم تواجدك بقائمة الفريق الأول بالموسم الحالي؟
– بالموسم الماضي شاركت مع فريقي الوحدة في 28 لقاء من أصل 30 مباراة. دعني أكون أكثر صراحة معك.. أنا ومجموعة من زملائي اللاعبين كانت لنا وقفات مع نادينا؛ حتى في بعض الجوانب التي تكون خارج الملعب. من ضمنها في فترة من الفترات السابقة حاول مجموعة كبيرة من اللاعبين القيام بالإضراب عن التدريبات اعتراضاً منهم على الوضع المالي بالنادي، والمتمثل في تأخر الرواتب لمدة 14 شهرا.
فماكان منا إلا أن قمنا بنصحهم وتوجيههم التوجيه الصحيح ، وإقناعهم بأن مثل هذه التصرفات تضر بمصلحة الفريق بشكل عام، واللاعب على وجه الخصوص. وبالرغم من تأخر مقدمات العقود لسنتين متتاليتين بالإضافة الى الرواتب لمدة 14 شهرا، استطاع الفريق – بفضل الله – ثم بفضل مجهودات جميع من عمل تحت منظومة الفريق الاول تحقيق اللقب والصعود إلى مصاف أندية الممتاز، وأنا أعلم أن هذا واجبنا كلاعبين، ولكن ماننتظره هو تقدير ماقدمناه تجاه نادينا بصرف حقوقنا ليس أكثر.
* هل تم تسوية الأمور المالية القائمة مابين وليد محبوب ونادي الوحدة ؟
– بالنسبة للرواتب تم صرفها، ولله الحمد، ولكن فيما يخص مقدم العقد لم أستلمه حتى هذه اللحظة.
* هل تواصلت مع الإدارة من أجل حل موضوع حقوقك المالية مع النادي ؟
– تم التواصل مع رئيس النادي، وأبلغني بوجود لجنة إدارية بالنادي مختصة لحل القضايا المالية المعلقة، وبدوري تواصلت مع إداري الفريق عصمت بابكر الذي وجهني لمدير الاحتراف فراس مؤذن، الذي بدوره أعاد توجيهي مرة أخرى إلى إداري الفريق عصمت بابكر. ولكن لم أتوصل لقرار معهم فاضطررت لإبلاغ وكيل أعمالي أحمد المزيني، من أجل اتخاذ إجراء رسمي، وبالفعل قام بإرسال خطابا رسميا قبل 5 أيام موجها للإدارة؛ من أجل النظر في وضعي فأنا لا أعلم.. هل أنا داخل أم خارج النادي ، فكما تعلم أنا لاعب محترف وملزم بنظام.
* حسب معلوماتي.. للكابتن وليد مستحقات مالية متأخرة لدى نادي الوحدة، صدر بها حكم من قبل غرفة فض المنازعات والذي يلزم نادي الوحدة بالسداد ؟ ماهي آخر التطورات في ذلك؟
– النادي لم يتواصل معي بخصوص ذلك، ولكن حسب الأخبار التي وصلتني فإن الهيئة العامة للرياضة مشكورة تكفلت بإنهاء جميع الأحكام الصادرة من قبل غرفة فض المنازعات بحق كافة الأندية،
وفي الوقت ذاته، لم يتواصل معي أحد من قبل الهيئة العامة للرياضة بعد إرسالي لما هو مطلوب؛ حسب البيان الصادر في وقتٍ سابق من الهيئة العامة للرياضة الموجه لجميع من لهم أحكام صادرة لم تستوف. ولكن كلي ثقة في الله، ثم في معالي المستشار تركي آل الشيخ في إنهاء مطالبنا، فكما تعودنا من أبوناصر حل الأصعب من ذلك.
* بعد الدعم المالي المقدم من الدولة عن طريق الهيئة العامة للرياضة للأندية السعودية.. ماذا تتوقع لفريقك الوحدة بالموسم الحالي؟
– كل الشكر والتقدير لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعمه المالي للأندية السعودية، وحرصه على الارتقاء بالرياضة السعودية، ومعالي المستشار تركي آل الشيخ حسب الخطة التي تحدث عنها معاليه بالوصول بالدوري السعودي إلى ضمن أفضل 10 دوريات بالعالم خلال السنوات القادمة.
أما عن فريقي، فأتوقع أن الوحدة ستقدم مستوى ملفتا، بإذن الله؛ شريطة أن لا يكون الطموح أعلى من المعقول، فالتربع على منصات التتويج والبطولات يحتاج إلى استمرارية في العمل التكاملي لسنوات قادمة؛ حتى يستطيع المسؤولون تحقيق مايطمح له المشجع الوحداوي.
* برأيك كلاعب ممارس لكرة القدم.. كيف ترى زيادة عدد اللاعبين الأجانب بدورينا في الموسم الحالي؟
– بشكل عام.. اللاعبون الأجانب يحتاجون الوقت والصبر عليهم؛ حتى يتسنى لهم الانسجام مع الفريق والتعود على الأجواء المحيطة، بالإضافة إلى مدى استفادة المدربين من ذلك، وكيفية عمل توليفة لا تُفقد كل فريق هويته المعتادة عنه. فلو نظرنا في الاتحاد فسنجد تميزه لسنوات بالروح المعروفة عن لاعبيه، لكن في الموسم الحالي قد تختفي، كما شاهدنا في أول ثلاث مباريات للعميد، والسبب في ذلك يعود إلى رحيل عدد كبير من اللاعبين المحليين بالفريق. واللاعب المحلي هو أول عناصر التأثير على اللاعب الأجنبي عند قدومه للمشاركة مع أي فريق، وسبق ذلك تجارب في عدة أندية.
فاللاعب المحلي لابد أن يكون له دور إيجابي كبير في شخصيته مع زملائه الجدد بالفريق، وللأسف أغلب الأندية تغفل عن مثل هذه الجزئيات الصغيرة والتي تعد مهمة لتحقيق النجاحات في عالم كرة القدم .
* تواجد 8 لاعبين أجانب بكل فريق.. هل سيخدم اللاعب السعودي ؟
– نعم بالتأكيد، ولكن ذلك يعود على اللاعب السعودي حسب شخصيته وفكره وعمله على الجانبين البدني والمعنوي؛ متى ماوضع لنفسه هدفا وقاتل من أجله سيحققه، بإذن الله، وسيجد نفسه بخارطة الفريق باستمرار. كما سيساعد ذلك على رفع مستوى رتم اللاعب المحلي متى ماتوفر بجانبه اللاعب الأجنبي “الإضافة”.
* كلمة أخيرة للكابتن وليد ؟
– كل الشكر لصحيفة البلاد، على إتاحة الفرصة، كما أود أن أشكر جميع محبي الوحدة على دعمهم لنا كلاعبين، وبإذن الله الموسم الحالي سيكون مختلفا للوحداويين عامة. ولا أنسى شكر معالي المستشار تركي آل الشيخ على اهتمامه بأدق التفاصيل وتذليل كل الصعوبات لجميع منسوبي الرياضة السعودية ونادي الوحدة على وجه الخصوص، وهو الرجل المناسب الذي كان ينتظره النادي منذ سنوات لانتشال الكيان الوحداوي، وإعادته لمكانه الطبيعي في المنافسات.