استجواب الأرشيف

تحية تقدير وعرفان

•• هو أحد الفارهين في عالم اللغة والأدب، ذلك الأدب الفكري، والأدب الشخصي، إنه صاحب “لغتنا الجميلة” التي عنى بها في هذا الزمان الذي بدأ الاهتمام بها يضمحل. فكان هو المدماك لجذورها.
لتأتي هذه القصيدة معبرة عن ما يجيش في صدور متابعيه، وعارفي فضله في حرصه على اللغة، وعلى استقامتها معنى وكلمة، إنه ذلك “الشاب” الذي لبس رداء الشيوخ بحكمتهم واستقامتهم..ليأتينا الشاعر واصفاً له بكل دقة وصدق في هذه الأبيات.

أيُّهم أنتَ يا بنَ يعقوبَ أيُّ
سيبويهٍ أنتُمْ أم الأصمعيُّ؟
أم ترى كلَّهم بشخصِكَ صاروا
واحداً يا همام يا لَوذعيُّ
لكأنَّ الأسلاف يبدون مرأى
حين تبدُو يا أيُّها الألمعيُّ
إن وصفْنا للناسِ علمكَ قالوا:
إنه مالكٌ أو الشافعيُّ
أم على رأس ذا العصر مثلٌ
جاء قبلا أُويسُنا التابعيُّ
إيهِ لكنْ أتيتَنا في زمانٍ
جِدُّ رَثٍّ يسودُ فيه الدَّعِيُّ
بئس عصرٌ به تَفَشَّى انحلالٌ
وتداعى فسادُ ذَوقٍ وعِيُّ
لغةُ الضادِ تُستباحُ كأنْ لَمْ
يَكُ في العُربِ بعدُ دِينٌ ووَعْيُ
إيهِ يا راعي الرعيلِ، أحقاً
جفَّ مرعىً فما هنالك رَعْيُ؟
ليتَ أنَّا يا واحدَ العصرِ تُقنا
للمعالي يحثُّنا منك سعيُ
أم ترانا في حالة العجز صمتاً
عنها حتى يذاعَ في الخلقِ نعيُ؟
فاقبلنْها أتتْكَ من حضرميٍّ
هاشميٍّ في نظمِهِ بُرَعِيُّ

محبكم د. عمر علوي بن شهاب
طيبة الطيبة
22 ذو القعدة 1434هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *