متابعات

تجارة الكراتين المستعملة سوق جديدة للعمالة

جدة – مهند قحطان

انتشرت في الآونة الأخيرة داخل أحياء جنوب مدينة جدة عدد من الأحواش التي يوضع بها عدد كبير من الكراتين والفلين ومن هذه الأحياء: حي غليل، الكرنتينة، وخلف سوق الصواريخ، مما يسبب حمى بيع وتجارة الحديد المستعمل وتنتقل إلى الكراتين المستعملة، وذلك بعد أن انتشرت تجارة الكراتين في تلك الأحياء.

وقال حنيفة أحد العاملين في مجال جمع الكراتين أن هناك مصادر مختلفة لتجميع الكراتين المستعملة حيث يتم جمعها من النفايات والمحلات التجارية، وأوضح حنيفة أن سعر الكرتون يختلف باختلاف الحجم وعمره الافتراضي، وقال إن الأحواش لا تختص فقط بالكراتين المستعملة بل أيضا تعتبر موقعا لتجميع الفلين الأبيض بمختلف الأحجام، وهذه التجارة تشكل دخلا كبيرا للعاملين عليها.

وأضاف حنيفة أنهم يقومون باستقبال كميات الكبيرة من الكراتين والفلين من عمال النظافة والأفارقة وباعة الخضار والفاكهة، وبعدها تتم عملية الفرز لكل شيء ومن ثم تبدأ عملية الترتيب والفصل حتى تسهل عملية نقله إلى الشاحنة المختصة والتي تقوم بنقله من أجل بيعه وكسب المال.

وأكد خالد المري إلى أن التجارة في مجال الكراتين الفارغة رغم ربحيتها العالية، لا تزال مهنة الوافدين الذين يقومون بتجميع كميات كبيرة منها، وبيعها إلى شركات لتقوم بإعادة استخدامها في تعبئة المنتجات بها من جديد، مشيرين إلى أهمية إيجاد آلية جديدة تمكن شباب الوطن من إعادة تدوير هذه الكميات الضخمة من الكراتين المستعملة، والاستفادة منها بشكل أفضل وبتجارة خاصة بهم.

وأضاف المري أن تجارة الكراتين الفارغة والمستعملة مربحة وبشكل كبير، ويتم استعمالها مرة أخرى وتعد بالفعل كنزا لا يدركه الكثيرون، وأن هناك نسبة إقبال كبيرة عليها خاصة في مواسم الصيد والزراعة، مشيرًا إلى أن جدة تعتبر سوقا كبيرا للكثير من السلع التجارية التي تحتاج إلى التعبئة، خاصة إذا كانت بغرض إرسالها للمدن القريبة من جدة مثل الطائف وعسفان والليث وغيرها بحكم أن هذه المدن تعتمد في كل متطلباتها الأساسية على جدة.

من جانبه أبدى محمد العلي تذمره الشديد من بعض التصرفات الغريبة التي تقوم بها بعض العمالة الآسيوية التي تقوم بالبحث وتجميع كراتين الخضروات والفواكه المستعملة، خصوصا في الساعات المتأخرة من الليل، ثم بيعها لتعاد تعبئتها بالفواكه والخضروات، وقال هذه ظاهرة خطيرة تساهم في تفشي الأمراض ويجب أن يتم وضع حد لها من قبل مسؤولي الأمانة.

وأضاف العلي أن مخاوفي هي انتشار العمالة الوافدة التي أصبحت تهتم كثيرا بجمع الكراتين المستعملة والحديد والألمنيوم والبلاستيك خصوصا مع انتشار المحلات التي تستقبلهم.

ومن جهة أخرى أكد عبدالله الرويلي إن سر في هذه التجارة يعود إلى الفرق الكبير بين سعر الكرتون الجديد الفارغ والمستعمل النظيف والقابل للاستعمال مرة أخرى وهو تقريبا نصف السعر، حيث إن الكراتين الجديدة تبلغ قيمتها 6 ريالات أو 7 ريالات في حين أن أسعار الكراتين المستعملة تصل إلى ريالين أو 5 ريالات في أقصى ارتفاع لها وهو ما يفرق كثيرا مع فئات كثيرة من التجار وبائعي الأسماك الذين يعتبرون المستهلك الأول لهذه الكراتين خلال مواسم معينة، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يبيع هؤلاء الوافدون في اليوم الواحد على الأقل 300 كرتون .

وأشار الرويلي أن هذه التجارة تنشط بشكل كبير حيث يزداد السحب على الكراتين المستعملة والذي قد يصل إلى ملايين الكراتين.
ونبه الرويلي يتم تجميع هذه الكراتين بمستودعات أو منازلهم لمدة تتجاوز الثلاثة شهور، ومن ثم يقومون ببيعها بمبالغ كبيرة ونقلها من خلال شاحنات متجهة من مدينة إلى أخرى لذا يجب مراقبة الأسواق منها الخضار والأدوات المنزلية والسوبر ماركت من خلال كاميرات المراقبة الموجودة فيها وغيرها لعدم التلاعب من قبل المستغلين واشتراط الكراتين الجديدة.

وختم الرويلي يجب ملاحقة هذه الفئة من العمالة التي تجدها بين المنازل والبقالات وغيرها وخصوصا في فترة الظهيرة يقومون بجمع عدد كبير من الكراتين سواء لبيعها أو لا عادة تدويرها من قبل الاحواش الموجودة.

وطالب الأهالي الجهات المسؤولة منع انتشار تلك الأحواش في المنطقة، مؤكدين أن تلك الأحواش يعمل بها وافدون ومتخلفون من عدة جنسيات، حيث يقومون بتجميع وإعادة تأهيل الكراتين المستعملة بطريقة احترافية.

وقد قمنا بدورنا تواصلنا مع أمانة محافظة جدة منذ أكثر من 10 أيام للاستفسار عن هذا النشاط التي يعمل بها مجموعة من المقيمين مما جعل علامة استفهام كبيرة أمام المواطنين كون هذه الفئة تعمل بكل أريحية وبشكل علني دون أي تصاريح خاصة بهم، إلا أنه لم يتم الرد عبر الاتصال الهاتفي والإيميل الرسمي (جواب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *