دولية

تأكيدا لحديث سابق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان .. صالح تخلص من ضغط الحوثي وواجه المليشيات الإيرانية

جدة – البلاد – عواصم ــ وكالات
قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في حديث سابق : إن علي عبدالله صالح لديه خلاف كبير جداً مع الحوثي ونعرف الآن أنه تحت سلطة الحوثي وتحت حراسته ولو لم يكن كذلك لكان موقفه مختلفاً تماماً ولو خرج إلى منطقة أخرى سيكون موقفه مختلفاً وهو مجبر على الكثير من المواقف التي يذكرها.

من جهة أخرى انتفضت العاصمة اليمينة صنعاء ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، معلنة عودتها إلى المظلة العربية عقب 3 سنوات عجاف من الانقلاب على الشرعية في البلاد.
انتفاضة تتوج مرحلة مفصلية بلغتها الخلافات بين ميليشيا الحوثي اوحزب المؤتمر الشعبي العام، بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وتقلص السيناريوهات المستقبلية للوضع إلى اثنين، وفق محللين. وبخسارتها معظم المواقع الحيوية بالمدينة أمام قوات صالح، وتفاقم الاحتجاجات ضدها، بدأ الخناق يضيق حول الميليشيات الحوثية، ليقلص خياراتها إلى أدناها.
أزمة عميقة في صنعاء تجلت من خلال الاشتباكات الدائرة بين الطرفين منذ 3 أيام، قبل أن تحتدم امس السبت مخلفة العشرات من القتلى والجرحى وفق تقارير إعلامية.
انتفاضة منحت قوات صالح أسبقية على مستوى الوزن العسكري، لتنقلب بذلك معادلة موازين القوى التي كانت إلى وقت قريب تمضي لصالح الحوثيين.
انقلاب للموازين بعثر خارطة القوة العسكرية الموجودة، عقب سيطرة قوات صالح على أبرز النقاط الاستراتيجية في صنعاء، بينها مقرات التلفزيون ووزارة الدفاع والرئاسة وجهاز الأمن القومي والمطار والبنك المركزي.
قوات صالح سيطرت أيضاً علي منافذ العاصمة، ما يعني أن الميليشيات الحوثية لن تحصل على أية تعزيزات من خارج المدينة، ما يحشر الميليشيات في زاوية ضيقة مسلحة بخيار واحد هو الاستمرار في الاشتباكات برجالها المتوفرين. وهذه الاشتباكات قد تستمر لساعات أخرى أو حتى أكثر من ذلك، لكن المؤكد، وفق محللين، أن القوة البشرية وحتى التسليحية للميليشيات لن تصمد كثيراً في ظل قطع الإمدادات عنها. كما أن اعتقال حزب المؤتمر الشعبي العام لرئيس المخابرات الحوثية عبدالله يحيى الحاكم، يعني في استراتيجيات القتال ضرب العدو في الصميم، وإعلان ضمني أن الحرب وضعت أوزارها، وأن ما يحدث الآن أو ما سيحدث في الساعات القليلة القادمة ليس سوى لمسات النهاية لميليشيات كانت تخطط لاستفزاز صالح ضمن تصور خالٍ من الواقعية، ومن قراءة موضوعية للأحداث.
مع انفجار الوضع وتفاقم التوتر، ودعوة صالح دول التحالف العربي الى التحاور ، متعهداً بفتح صفحة جديدة معها، قد تتجه الميليشيات الحوثية إلى خيار التصفية الذي سبق وأن لوحت به في سبتمبر الماضي.
فحينها، نقلت وسائل إعلام يمينة عن قيادات أمنية في جماعة الحوثي تعهدها بتصفية صالح، رغم أن الرجل كان من المفترض أن يكون حينذاك محمياً بحصانة تحالفه معها.
توجه جاء عقب تهديدات ضمنية تارة ومباشرة تارة أخرى لصالح، وفي وقت اتهمت فيه الجماعة صالح بقتل مؤسس منتدى “الشباب المؤمن” حسين بدر الدين الحوثي، في الجولة الأولى من حروب صعدة الـ6 عام 2004، والتي تعتبر النواة الأولى للتنظيم المسلح للجماعة التي سميت باسمه بعد ذلك.وسيناريو التصفية نفسه يطرح بدوره سيناريوهات فرعية، فإما أن يجبر الوضع الراهن المتسم بخسارة واضحة للحوثيين، أن تدرك إيران عواقب خطوة مماثلة، وتكتفي بمراقبة ما يحدث أمام اضمحلال حلولها لدعم ميليشيات الحوثي في ظل انتفاضة الشعب اليمني وبهذا تكون هزيمتها نكراء في اليمن. يأتي هذا في الوقت الذي أفاد فيه مصدر عسكري في قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح أن “قوات الجيش تمكنت من السيطرة على عدة مقرات ومعسكرات كانت تحت قبضة الحوثيين في العاصمة صنعاء”.
وأضاف المصدر أن “قوات الجيش استطاعت أيضاً السيطرة على دار الرئاسة ومقر الأمن القومي (المخابرات) ومعسكر 48، وأنها واصلت التقدم الميداني من أجل إنهاء احتلال الحوثيين للمدينة، حسب قوله”.
وما زالت المواجهات مستمرة بين قوات الجيش الموالية لصالح من جهة ومسلحي الحوثي من جهة أخرى، في عدة أحياء في العاصمة صنعاء، في حين يسمع صداها لمسافات بعيدة، حسبما تحدث سكان محليون.

مشاورات لتشكيل مجلس عسكري
بعد احتدام المعارك في صنعاء أمس السبت، بين قوات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح،وسقوط مئات القتلى والجرحى أفادت مصادر أن صالح يجري مشاورات لتشكيل مجلس عسكري برئاسة العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيقه
وبعد تمكن قوات المؤتمر الشعبي العام من السيطرة على المواقع الحيوية في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات انتشرت قواته أيضا في محافظات إب وذمار وريمة وحجة ومحويت، وأقامت تمركزات جديدة في الحديدة بعدما طردت ميليشيات الحوثي من المناطق الحيوية كما أفيد عن قيام قوات موالية للمؤتمر بالسيطرة على مدينة إب فيما استطاع مسلحون قبليون طرد ميليشيا الحوثي من مدينة المحويت.
وأفادت هذه المصادر أن “رجال القبائل في عدة محافظات دعموا بشكل كبير الجيش والأمن من أجل إعادة هذه المناطق إلى حضن الجمهورية، حسب قولها”.

استسلام جماعي لميليشيات الحوثي:
أسرت قوات حزب المؤتمر الشعبي في اليمن، السبت، المئات من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية في أكثر من منطقة بالعاصمة اليمنية صنعاء، وقد وثق مقطع فيديو عملية استسلام جماعي للحوثيين جنوب المدينة.ونشر موقع حزب المؤتمر مقطع فيديو يظهر فيه استسلام العشرات من عناصر الميليشيات التابعة لإيران، من مقر حكومي جنوبي صنعاء. كما أظهرت مشاهد فيديو، السبت، يمنيين يقومون بإزالة صور لمناصري الحوثيين في صنعاء ويمزقون شعاراتهم وسط تصفيق كبير من الجماهير وهتف اليمنيون “بالروح بالدم نفديك يا يمن”.

محاصرة الصماد في القصر الجمهوري:
حاصرت قوات حزب المؤتمر الشعبي العام، السبت، صالح الصماد، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى الذي شكلته في يونيو 2016 ميليشيات الحوثي بالتعاون مع حزب المؤتمر الشعبي في اليمن، والمسؤول السياسي للحوثيين وأحد كبار قياداتها.
وحوصر الصماد في القصر الجمهوري وسط صنعاء، بعد أن سيطرت قوات المؤتمر على مرافق حيوية في العاصمة اليمنية، صنعاء.
إلى ذلك، طردت قوات المؤتمر الحوثيين من سفارات “السعودية والإمارات والسودان” في صنعاء. كما أفادت معلومات عن أسر عدد من عناصر ميليشيات الحوثي.
كما أعلنت قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح عن أسر القياديين لمليشيات الحوثي مطهر الكحلاني وابراهيم الوجيه اثناء تحرير معسكر النقل الخفيف ومجمع 22 مايو الصناعي. من جهته، دعا صالح كافة موظفي المرافق العامة المدنية والعسكرية الواقعة في قبضة ميليشيات الحوثي إلى العصيان، مهاجماً بشراسة جماعة الحوثي.

الأحمر: صحوة الشعب تتضاعف:
حيا نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، السبت، ما سمّاها “صحوة الضمير والإدراك” التي تتضاعف يوماً بعد آخر ضد ميليشيات الحوثي، في إشارة إلى دعوة الرئيس السابق علي عبدالله صالح للانتفاضة الشعبية ضدهم.
وأكد الأحمر أن المواقف الرافضة للحوثيين والمساندة للشرعية ودور دول التحالف، تؤكد وعي اليمنيين بما تشكله هذه الجماعة من مخاطر وطنية وإقليمية ودولية، بتلقيها دعماً ومساندة من إيران وبأفكارها العصبوية والسلالية المتطرفة.
كما دعا إلى التلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية، التي تبسط سيطرتها على مؤسسات البلد وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين.
إلى ذلك، أشار نائب الرئيس اليمني إلى أن حزب المؤتمر الشعبي، يرفض دعوات الحوثي التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وتستهدف أمن المملكة، داعياً كل المكونات للاصطفاف لمواجهة هذا المشروع الخطير، وفقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

قرقاش: انتفاضة صنعاء صحوة
واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، السبت، انتفاضة صنعاء واليمن ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية بمثابة صحوة من كابوس طائفي.وقال قرقاش، في تغريدة على حسابه بتويتر، “انتفاضة صنعاء واليمن، بمثابة صحوة من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المظللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني”.
وأكد قرقاش أن “الوساطة القطرية لإنقاذ مليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي”.
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت في وقت سابق أن أمير قطر تميم بن حمد حاول التوسط لإنهاء التوتر في صنعاء وإنقاذ ميليشيات الحوثي الإيرانية، لكن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح رفض.
وكانت مصادر إعلامية قد كشفت أن أمير قطر تميم بن حمد حاول التوسط لإنهاء التوتر في صنعاء وإنقاذ ميليشيات الحوثي الإيرانية. وقالت المصادر إن صالح رفض وساطة قطرية من الأمير تميم كانت تهدف لإنقاذ ميليشيات الحوثي الإيرانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *