قلت منذ مراحل ما بعد غداء “صعدة” الذي اقامه الحوثيون للمبعوث الدولي الى اليمن جمال بن عمر ان الرجل الذي اثنى على اعداد “الطبخة” وتم تناولها على الأرض قد بدأ يتجه بالحوار لصالح “جبل مران”
حيث كان المشهد على الأرض يشير الى ان طبخة سياسية لم تتوقف عند “التيس” الحوثي الذي امتدحه بن عمر على غداء صعدة. ولكن تأثيره قد استدعى المليشيات المسلحة الى الزحف نحو مدينة عمران ثاني أكبر مدينة يمنية بعد صنعاء.. دون أن يتحدث المندوب الدولي عن الحالة.. ليمتد الحوار المسلح الى العاصمة صنعاء بالاحتلال والاعتقال لقادة الشرعية ايضا دون أن يكترث سادن السلام الدولي. بل أخذ قادة المليشيات من سياسيين وعسكريين الى جواره على طاولة حوار يدرك أنه كان محسوماً في نتائجه وذلك من خلال زيادة انتشار “انصار العبث” والعدوان في مختلف المدن اليمنية.
بن عمر التونسي كان مراوغاً.. وتاجر شنطة يتبع مؤسسة الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر من خلال عقد تجاري مع المنظمة الدولية لمساعي السلام. وهي مؤسسة لا يتبع منسوبوها للأمم المتحدة. بل هم تابعون للسيد كارتر الذي كان قد ترك قناعة لدى الأروقة الأممية على انه صانع سلام خرج من تجربة كامب ديفيد في عملية الاتفاقية التاريخية بين كل من مصر واسرائيل في العام 1979م وهي تجربة انطلق منها في حقيبة تجارية والتنقل بها في مناطق التوترات الدولية من خلال فريقه المتعدد الجنسيات والالوان والاتجاهات ومعهم يتقاسم غنائم الصفقات من تحت طاولة المفاوضات.
وفي هذا الاتجاه أو من خلال “دكان” كارتر كان السيد بن عمر قد أمضى وقتاً طويلاً للترتيب لنهاية المشهد بعد أن نجح في قطع مسافة كبيرة أثمرت عن التوافق بين صالح والحوثيين.. وترجيح كفة المعادلة لصالح تغيير الخارطة السياسية والعسكرية على أرض الواقع.
غير أن عاصفة الحزم لم تمهله طويلاً وإن حاول تسطيحها في لقاء الرياض من أجل كسب الوقت لتكملة الحلقة في عدن والقضاء على الشرعية.. شرعية كانت تتساقط أمامه وهو مبتسم لا يستنكر أي تطور فاضح في مسار الوضع الأمني.
ليهرب بن عمر الى نيويورك ويقدم تقريراً الى مجلس الأمن مؤخراً ينتقد فيه عاصفة الحزم ويكذب بانها أعاقت سلاماً كان يتوقعه.
وهنا اتفق مع المبعوث التجاري بن عمر الذي كان جزءاً من المشكلة بأن حلقات المؤامرة كانت سوف تصل الى مرحلة ما كان يخطط له. وأوقفت المهزلة التي كان يتطلع الى تتويجها. لو لم تكن عاصفة الحزم قد ادركت أن جمال بن عمر يقترب من انضاج طبخته على “الاثافي” الثلاث التي وزع اركانها بين كل من علي صالح والحوثي وايران.
