دولية

بغداد وأربيل..مرحلة من الخيارات الصعبة

جدة ــ البلاد

يسود أربيل اعتقاد بأن الهجوم، الذي شنه ميليشا الحشد الشعبي والقوات العراقية على كركوك كان بقيادة وإشراف الحرس الثوري الإيراني.

وذكرت مصادر أمنية عراقية، بحسب “رويترز” أن ميليشيات الحشد الشعبي قامت بفرض سيطرتها على بلدة سنجار غربي نينوى.

وأضافت المصادر أن الاشتباكات في محيط البلدة لا تزال مستمرة بين ميليشيات الحشد الشعبي وقوات البشمركة الكردية.

وجاءت الاشتباكات بعد ساعات من إعلان القوات العراقية نتائج عملية “حفظ أمن” كركوك، التي انطلقت الاثنين، موضحة أنها سيطرت على مواقع مهمة، من أبرزها مطار كركوك ومنشآت نفطية.

مخاوف :
وبدورهم لم يخف المسؤولون في بغداد وأنصار الاتحاد الوطني الكردستاني دور طهران في أحداث كركوك.

وقال سعد الحديثي المتحدث باسم الحكومة العراقية، في حوار مع قناة رووداو الكردية، إن سليماني يلعب دور “المستشار العسكري” لميليشا الحشد الشعبي، فيما أشار المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي، إلى أن التطورات الأخيرة في كركوك، حدثت نتيجة “تنسيق بين سليماني وبافل طالباني نجل زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الراحل”

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، قائد قوات 70 التابعة لوزارة البيشمركة شيخ مصطفى، في حديث تلفزيوني إن “الإيرانيين هم الذين قادوا العمليات في الهجوم على محافظة كركوك”، مع أنه دافع عن قرار انسحاب قوات البيشمركة من مواقعها، معتبرا أنه لم يكن “قرارا خاطئا”.

مخطط :
وكشف عضو بالبرلمان العراقي، عن وجود مُخطط إيراني يقضي بتقسيم إقليم كردستان واستقطاع نحو نصف مساحته وتشكيل إقليم ثان وتسليم إدارته إلى موالين لطهران.

وقال مسعود حيدر، النائب عن حركة التغيير، عضو اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي، إن إيران وضعت مخططاً وأعطت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، مهمة التنسيق بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني المقرب من طهران، بهدف تنفيذ المخطط الذي تم البدء بالعمل عليه عقب استفتاء تقرير المصير، الذي أجرته سلطات إقليم كردستان في 25 سبتمبر الماضي.

وأضاف حيدر: “نسق قاسم سليماني لتوقيع اتفاق من 9 نقاط بين بافل طالباني، نجل الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني والمسؤول البارز في حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني، وهادي العامري قائد ميليشيا الحشد الشعبي، يهدف إلى وأد موضوع حق تقرير المصير للكرد الى أجل غير معلوم”.

ولم يوضح حيدر طبيعة الاتفاق، إلا أنه تابع، قائلاً: “الفكرة فرنسية، وتقضي بتقسيم كردستان إلى إقليمين لقطع الطريق على السكان في التفكير بموضوع تقرير المصير في المستقبل القريب”.

وعن النقاط التي تتضمنها الاتفاقية، قال النائب العراقي: “تتضمن دخول القوات العراقية إلى جميع المناطق المتنازع عليها وسحب قوات البيشمركة منها، وتسليم مدينة كركوك لبغداد على أن تدار بإشرافها وبمشاركة جهات موالية لها، مع منح بعض الخصوصية في الإدارات المحلية الصغيرة لمكونات مثل التركمان، على أن تستمر هذه الحالة فترة ستة أشهر”.

وبحسب حيدر، فإن الاتفاقية تتضمن إعادة الرحلات الجوية الخارجية لمطار السليمانية بإقليم كردستان فقط، لسيطرة حزب جلال الطالباني، وصرف رواتب الموظفين والقوات الأمنية في محافظتي السليمانية وكركوك من بغداد مباشرة، إلى جانب تأسيس إقليم جديد من محافظتي السليمانية وكركوك، وتشكيل حكومة لإدارته.

ايران الرابح :
فيما قال محلل سياسي أمريكي في شبكة CNN أن المواجهة التي شهدتها مدينة كركوك بين القوات العراقية والكردية كانت متوقعة وقد تنذر بتصاعد أكبر في الموقف، مضيفا أن الأكراد كانوا يشعرون بالقلق من الميول التوسعية للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وأن فترة ما بعد داعش ستكون حافلة بصراعات النفوذ التي تستفيد منها طهران.

ولفت ليستر بون في تحليله إلى أن ما شهدته كركوك كان عبارة عن اصطفاف لجيشين مدعومين من الولايات المتحدة بمواجهة بعضهما، مضيفا أن مواجهة من هذا النوع كانت متوقعة على الدوام بل تبدو حتمية.

ورأى ليستر أن السؤال الآن هو: “هل سيكتفي الجيش العراقي والقوى المتحالفة معه بمكاسبها (في كركوك) أم أن ما جرى سيشجعه على محاولة دفع الأكراد للمزيد من التراجع؟” وتساءل ليستر عن الموقف الأمريكي وطبيعته وما إذا كانت واشنطن على علم مسبق بالعملية، معتبرا أن الولايات المتحدة تواجه في المنطقة لاعبين آخرين أكثر تصميما في بعض الأحيان، مثل روسيا وإيران.

وحول الوضع الكردي الداخلي، تحدث ليستر عن خلافات بين حزب رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، وهو “الحزب الديمقراطي الكردستاني” وبين الحزب الرئيس المنافس، وهو “الاتحاد الوطني الكردستاني” الذي كان يقوده الرئيس العراقي الراحل، جلال طالباني، لافتا إلى وجود تقارير تشير إلى أن وحدات من البيشمرغة موالية لحزب “الاتحاد الوطني” كانت في طليعة من رفضوا أوامر القتال بكركوك وعمدوا إلى الانسحاب من مواقعهم.

وحول مستقبل الأمور قال ليستر إن فرصة الوصول إلى حل ما زالت قائمة، ولكن أحداث العقد الماضي بالعراق أقنعت الأكراد، وخاصة الشباب، بعدم وجود مستقبل لهم ضمن عراق ضعيف

وختم ليستر التحليل بالقول: “تنظيم داعش يواجه الآن خسارة الأراضي الأخيرة التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، ولكن اندحاره سيفتح الباب أمام العديد من نزاعات فرض النفوذ، ومعظمها سيصب في صالح إيران.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *