متابعات

بعد شهر العسل .. ومواجهة متطلبات الحياة .. نكد الزوجات يقذف بأزواجهن خارج أسوار المنازل

جدة- حماد العبدلي

هروب الزوج من عش الزوجية إلى خارج المنزل لساعات طوال يولد الكثير من المشاكل، بينما يفسر الأزواج هذا السهر بعملية التنفيس والترويح عن النفس وليس هروباً من المنزل لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء بعيداً عن الأجواء الأسرية وهموم البيت ونكد الزوجات،
غير أن هذا الأمر يثير غضب الزوجات ويشعرهن بنوع من الأنانية من أزواجهن الذين يتركون لهن مسؤولية البيت طوال النهار والليل أيضاً مما يسبب مشاكل ومنغصات زوجية.

 

الوعي هو الفيصل:

في هذا السياق قال الأستاذ الجامعي الدكتور سعيد مسفر المالكي :” أحب أن أركز على ثقافة الوعي داخل الأسر فمن وجهة نظري هي الفيصل في حالة اشتداد الأزمة من أجل بقاء حب المودة بين الطرفين”.كما بين الدكتور المالكي أن بعض الزوجات مازلن قاصرات في فهم الوقت المناسب لطرح الأسئلة والعتاب تجاه الزوج في حالة القصور والانتظار حين وصوله من الخارج وتوجه إليه حزمة من المطالب غالبيتها استفزازية وليس أمام الرجل في هذه الحالة إلا التفكير في الخروج من المنزل إلى أي مكان بعيداً عن ضغوط الاسئلة والعتاب واللوم ومن أجل بيوت أسرية هادئة يجب أن تحرص الزوجة على ابتسامة تضيء بها اللقاء عند عودة الزوج.

التفاهم بلطف هو الحل:

ويؤكد التربوي سعد البقمي أن الزوج غير المقصر تجاه واجباته ومسؤولياته ويطمئن على زوجته ويسمح لها بالاتصال به للاطمئنان عليه فمثل هذا التصرف يسهم في زيادة المحبة والشوق للزوجة والأبناء ويغير من رتابة الحياة الزوجية، ويبعد الملل بين الزوجين، مؤكداً على الزوجة العاقلة أن تتفهم حاجة زوجها للراحة والسهر مع زملائه حتى وقت متأخر من الليل ولا توجد مشكلة طالما هو يتابع شؤون أسرته ووجود تفاهم بينها وبينه.

فقدان للحب والاهتمام:

ومن جانب نفسي واجتماعي يؤكد الاختصاصي علي الشيخي”أن هناك أسباباً عديدة تؤدي إلى تمضية الأزواج معظم أوقاتهم خارج المنازل، ومنها فقدان الحب والألفة بين الزوجين، وعدم توفر جو الهدوء والسكينة في البيت، وكذلك سعي المرأة للسيطرة على زوجها، وعدم اهتمامها بمظهرها وتصرفاتها وكلامها مع زوجها في بعض الأحيان، وكثرة شكوى الزوجة وتذمرها المتزايد وعدم احترام الزوجة للزوج كما هو مطلوب فلا يشعر بوجوده في البيت فيخرج للحصول على الراحة خارجه”. ومسألة خروج الأزواج لفترات طويلة وسهرهم خارجه تعد ظاهرة اجتماعية سلبية أكثر من كونها إيجابية، تستوجب الحلول المناسبة التي تخفف منها، فإذا ما كان هذا الخروج يجلب للزوج السعادة فله ذلك ولكن في حدود يتفاهم الزوجان عليها.

العتاب طارد من المنزل:

وقال حمد الثابتي:” كثرة ثرثرة المرأة وطلباتها هي الأبرز في الهروب من المنزل، والبقاء في أماكن الترفيه له اسبابه ولعل المعاتبة اليومية التي تتجاوز الحدود وتصبح أسئلة مستفزة توتر الرجل على مدار الساعة ويفضل الخروج من المنزل تلافياً ودرءاً لاتساع رقعة الخلاف داخل الأسرة “.ومضى بالقول:”ابتسامة الزوجة لها إيقاع سحري في قلب الرجل وتضفي جواً سعيداً ومرحاً يقضي بشكل نهائي على التفكير في الخروج من المنزل”.
وقالت أم منال (معلمة تربوية) :” نادراً ما يتخذ الرجال من صراخ الأولاد ومطالبهم فرصة كبيرة للهروب من المسؤولية ومواجهة واقع المنزل ويفضلون راحتهم على شقاء زوجاتهم مع الأولاد، طبعاً ليس كل الرجال بهذا الشكل الانهزامي وإنما هناك قلة وهذا التصرف منهم قد يؤثر سلباً على تربية الأطفال ومهما كانت عقلية المرأة إلا أن وجود رب الأسرة في معالجة بعض الأمور مهمة وتحتاج لوجوده كرجل.
وفندت أم نادر مشكلات هروب الأزواج بأن هناك زوجات يوجهن أسئلة استنطاقية في وجه الزوج وبهذا تتسع المشاكل ويفكر في الهروب وليس البقاء في المنزل.

تستقبل زوجها بقائمة من الأمراض:

وقال عبدالله أبو ذياب “البعض منذ أن يمد يده ليفتح باب بيته، يبدأ التفكير فيما تخبيه له زوجته من تساؤلات واستفسارات أو حتى ما تطرحه عليه من مشاكل وطلبات لا تنتهي فما أن يجلس حتى تبدأ زوجته، مثلاً ، بتعداد أوجاعها ومشاكلها الصحية التي بات يحفظها عن ظهر قلب، وقائمة الأمراض تزداد يوماً بعد يوم، ولا يخلو الأمر من وجع في ركبتها لأنها تضررت من حافة الباب وهي تمسح الغبار، أو لأنها وقعت من السلم وهي ترتب المطبخ، أو تشكو أيضاً من الأولاد في كل لحظة وبالتالي لايجد الرجل غير الهروب وترك مكان الصراخ.”.

معلمة في النهار ونائمة بالليل:

إحداهن متميزة في مجال عملها كمعلمة لكنها أهملت زوجها الذي وقف معها منذ البداية، وباتت تهتم بعملها ونشاطاتها الاجتماعية بصورة مضاعفة، مما جعل زوجها يبتعد عنها كثيراً، بل وصار لا يأتي إلى البيت إلا لينام بعدما هده التعب فقد صار هو الآخر يهتم بعمله محاولاً صعود سلم النجاح في أقصر وقت ممكن، وهكذا صار الزوج بعيداً عن بيته وزوجته، بل وبدأت تكتشف أن هناك مؤشرات على وجود إنسانة أخرى في حياة زوجها، وراحت تتساءل هل هي السبب؟ أم أنه كرجل في منتصف العمر بات يشعر بمراهقة جديدة .. إنها حائرة جداً! هذه القصة أوردها أبوصالح وقال مثل هذا لن يشعر بالراحة حتى مع الأصدقاء لأنه في النهاية سيعود لدوامة المشاكل.

قصور الزوجة:

وقالت الأخصائية النفسية نوف الزيد والتي تعمل في مستشفى خاص:”في العادة عندما تنشغل المرأة كثيراً عن زوجها وتهمل نفسها، وتهتم بأبنائها أكثر تظهر غيرة الزوج، وهنا على الزوجة أن تراعي ذلك وأن تهتم بنفسها، وأن تحاول جاهدة أن تقترب أكثر من زوجها، وأن لاتدع شيئاً يشغلها عنه ،خاصةً إذا كان موجوداً في البيت، فزوجها أهم من الاهتمام بمحادثة شقيقاتها أو صديقاتها، ووجودها معه أفضل بكثير من محادثة هاتفية تأخذ من وقتها ووقت زوجها، وكذلك على الزوجة أن لا تنسى أنها تعيش الآن في زمن باتت فيه الفضائيات والتقنية تقدم للمشاهدين أشكالاً رائعة الجمال لسيدات وفتيات، يظهرن بصورة دائمة في البرامج والمسلسلات، وكل زوج يقارن مظهر زوجته بهذه الحسناء أو تلك الفاتنة، ومن هنا على الزوجة أن تهتم أيضاً بإبراز جمالها وأنوثتها لزوجها، فليست هناك إمرأة إلا وفيها جمال وعليها أن تبرزه لزوجها وهذا حق مشروع.”.
أحمد الشريف المعلم التربوي قال:”إن مايحدث أصبح على اطار واسع ولم يعد في حياة التمدن ووصل الأمر حتى إلى المجتمع البسيط بعد أن وجدت محلات ترفيه جاذبة يلتقي خلالها الأصدقاء ويتسامرون حتى ساعات متأخرة من الليل بعيداً عن البيت ذلك هو ما يجعلنا نجد أن أصحاب ذلك الاعتقاد يبالغون أحياناً في الجفاف والبرود في تعاملهم حتى مع والديهم وإخوتهم.” مضيفاً:” البعض يشكو حقاً من الروتين والملل وضيق الأخلاق ونفادها، في ظل وجود زوجة لحوحة تثقل كاهل زوجها كلما رأته مما يجعله يبحث عن التغيير والترويح عن نفسه مع أصدقائه الذين يشاركونه رغبته في التنفيس عن أنفسهم ولذا فهم مبدعون في الهروب عن كل ما يُعكر أمزجتهم لتكون أوقاتهم سوياً رائعة ومثيره ومريحة للنفس، وأغلب الزوجات لا تُسرُّ كثيراً حين رؤيتها زوجها على حاله تلك مع رفاقه؛ لذا فإنَّها تبدأ بالشكوى والسخط واتهامه بالتقصير والتناقض، وحين يقرر مشاركتها الحديث حتى لو مجاملة لا يجد منها سوى رغبة الحديث في الناس سواء كانوا أهله أو أقاربه أو الحديث عن مشكلات الأبناء وطلباتهم التي لا تنتهي وتزيده معاناة أخرى”.

ثقافة أُسرية:

دكتور أحمد سعدي استشاري الطب النفسي قال:”ربما تكون أسباب وتفسيرات نفسية مختلفة لتصرفات الزوج على هذا النحو وذلك بحسب تركيبته النفسية ومستواه الثقافي وقدرته على التواصل الاجتماعي ومن اهم تلك الاسباب أنه في كثير من الأحيان يعتبر بيته وزوجته أحد الأماكن الجادة التي تلزمه بالواجبات والالتزامات وقد يخاف مما تترتب على سلوكياته أو كلامه أوربما مزحه من غضب الزوجة أو محاسبته بطريقة أو بأخرى”.
وأضاف “أنَّه بسبب هذا الحرص يصبح البيت مكاناً غير مناسب لحرية الزوج النفسية والتي يجدها بين أصدقائه ممن يتصرف معهم بعفوية دون خشية من الانتقاد أو ردة فعل أخرى منهم” مشيراً إلى أنَّ تدني مستوى الثقافة الأسرية هو أحد أهم الأسباب التي تسبب مثل هذا السلوكيات لافتاً إلى أنَّ الأثر النفسي على الزوجة لا يخلو من شعورها بالغربة والوحدة النفسية والاستغراب. وبيَّن أنَّه قد يتطور الحال بالزوجة للشعور بفقدان الثقة بالنفس , نتيجة تدني مشاركتها الوجدانية مع زوجها، كما أنَّها قد تحتار في أمر زوجها؛ مما يُسبب لها القلق والاكتئاب ظناً منها أنَّها السبب فيما يحدث، مشيراً إلى أنَّه سينال الأبناء الشعور نفسه وهو الحرمان من التعامل الطيب والمريح وعدم تواصلهم الكافي مع القدوة؛ وبالتالي ربَّما تتدهور معنوياتهم وسلوكهم فيما بعد.

زوجة نكد:

وأوضحت قناصة أن السبب الرئيسي هو الزوجة فلو هيأت الأجواء اللطيفة لزوجها فلن يفكر في الهروب منها وقد تهمل الزوجة الزوج من حيث تربية الأطفال والانشغال بالمنزل وعدم تنازلها عن كبريائها في حالة حضور الزوج وهو في حالة عصبية حيث يفرغ شحنة الانفعال في وجه زوجته وكان عليها أن تحتويه وتتحمله وتهدئ من روعه.
وبعض الزوجات ليس لديهن القدرة على خلق أجواء من البهجة والفرح في محاولة منهن لإيجاد البيئة النفسية الملائمة للتنفيس عن ضغوطهن الحياتية كما أنَّ الزوجة التي لا تجيد التعامل مع دخل زوجها المادي فترهقه بكثرة الطلبات غير مراعية لميزانية الأسرة أو الوقت المناسب، أو عدم توفير المكان الهادئ الخالي من إزعاج الأطفال، خاصةً أثناء أوقات الراحة، إلى جانب تكرار الخلافات الأسرية التي ترتبط غالباً بسلوك أو تقصير الزوجة في واجباتها الزوجية وتتفرغ للمشاكل على الأشياء الصغيرة فإن هذا الأسلوب يجعل الزوج يخرج من المنزل ليبحث عن مكان يجد راحته فيه حتى ولو لبعض الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *