بانوراما

بروفايل .. الرجل – الضاج – بصمته

يعدها : علي محمد الحسون

 

•• كان رجلا صامتاً في اغلب حالاته – وكان مستمعاً اكثر منه متحدثاً .. ولكن كان له حضوره البارز والقادر على لفت النظر اليه لما يملكه من قوة تأثير اذا ما تحدث.
كان رجلا قادراً على الاستحواذ على مشاعر من يحاوره .. وفي حواره كان أقرب الى الهمس منه الى الجدال .. ولا اعتقد ان هناك من يتحدث عن انسان – ما – اكثر واصدق منه اذا ما قدر له ان يتحدث عن تاريخه منذ الولادة وما لقيه في مشوار حياته بذلك الالتصاق الحميمي بوالدته التي تشكل كأم الحضن الواسع لترسيخ مبادئ الاستقامة في نفسية الابن .. فانت تعرف اذا كان خلاصة تربية – امه – من ذلك الذي لم يحظى بتربية – امه – وذلك من خلال ما يحمله من مبادئ وحرص عليها .. وأخلاق تنم عن تلك التربية الامومية – عن تربية – الخدم – او الشارع.
انساننا كان راضعاً من ذلك الحنان اقصاه ومن ذلك الحدب منتهاه.. ان الشيخ خلف عاشور آل سبية .. الانسان الذي عاش بداياته في تلك المدينة المقدسة التي تمنح من يلد فيها كل خصاص الرقة والسماحة والعناية بالآخر لتكتمل شخصيته المنفتحة والكريمة في العطاء من تلك المدينة التي تقع على ساحل البحر ليرضع من خصائص المدن البحرية .. انفتاحها وحيويتها بفنونها البحرية كانت – ينبع – مدينة الفن الاصيل الذي خلق عند أهلها تلك الروح الجميلة التي تتجاوز لكل ما هو عنيف الى كل ما هو جميل وشفيف.. وهي مدينة تعلم الصبر فهذه هي اخلاق البحر .. التي ترسخ لدى المقيمين على ساحله الكثير من الانتظار دون ملل فهذه الشباك .. التي يفرشها على سطح البحر منتظراً ما يأتي به البحر مهما طال الانتظار علمتهم لذة الصبر.. وطعم ملوحة مائه التي اعطتهم قوة قبول ما هو أقسى ملوحة في الحياة .. وهو الوقوف امام الصعاب بكل جدارة.
***
ليذهب الى هناك الى جوار البيت العتيق لينهل من العلم هناك فتكتمل لديه شخصية الانسان الذي تعلم السماحة في مدينة مولده مدينة الهدوء وغسل النفس من اردانها مدينة المصطفى صلوات الله عليه والصبر في مدينة صباه .. ينبع البحر.. ورجولته في مكة المكرمة حيث تلقى العلم ليدخل في مدارجه .. ويصبح من هناك – رفيقاً للكتاب ذلك الصديق الذي هو خير جليس.
***
لتمضي به الحياة وتأخذه الى اماكن اخرى في عرض البلاد وطولها.  ليزداد معرفة وتجربة وقدرة على المضي في مشوارها ويقطع دروبها التي لم تكن مفروشة بالورود دائما فهناك على حوافيها كانت منثورة قطع من الزجاج واعواد من الشوك ولكنه الاصرار على المضي بكل مثابرة .. ليستقر به الحال في متابعة أغلى مهمة وهي توسعة المسجد النبوي الشريف التي يعتبرها مكملة لرحلة الحياة.. التي ينعم بها بإذنه تعالى ان الشيخ خلف عاشور آل سبية .. هو الرجل الصامت الضاج بصمته الذي آمن بان الحياة كفاح لا ترتكن على ما حصل عليه من أي الابواب كان الحصول عليه والنعيم به .. كان جاداً في عمله .. مكافحاً في الوصول الى ارقى مكان يحلم به انه الباحث الدؤوب عن مستقبل لأبنائه البررة ليكونوا امتداد اً له في مسيرة الحياة سلمه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *