أم الدنيا الأسرة المرأة

بالصور نماذج عربية مكافحة

خاص البلاد / نيفين عباس

هناك الكثير من النماذج المكافحة التى إستطاعت أن تحصل على مكان لها فى الحياة فى ظل الظروف المعيشية الصعبة التى يواجها الكثيرين فى العديد من الدول كما أنهم حرصوا على الوصول للنجاح مهما كانت الصعاب التى تواجههم بل وأصروا على النجاح بقوة عزيمة وإيمان بحقهم فى الحياة وبحثاً عن كسب المال الحلال بعيداً عن الطرقات المشبوهة التى يسلكها من يريد طريق الأموال سريعاً فنحن اليوم نسلط الضوء على بعضاً من هذه النماذج التى ضربت مثلاً رائعاً فى رحلة الكفاح بالحياة من دون الإتكال على الأخرين بأهداف نبيلة وغاية جميلة تلخصت فى كلمة “النجاح”

 

السعودية وجمانة بائعة الشاى .. أم رائعة وإمرأة مكافحة

جمانة وبناتها ورحلة كفاح من أجل العيش بكرامة
جمانة وبناتها ورحلة كفاح من أجل العيش بكرامة

لا يخفى على أحد قصة جمانة مكى أو بائعة الشاى الشهيرة التى ضجت مواقع التواصل الإجتماعى بقصتها فجمانة بعد وفاة زوجها لم تجد دخل يؤمن لها حياة كريمة هى وبناتها الأربعة الجامعيات فقررت كسب رزقها بنفسها دون إنتظار من يطرق أبوابها ليقدم لها بعض المعونات

خرجت جمانة الأم والأب بنفس الوقت للشارع حتى تواجه الحياة وتوفر معيشة كريمة لأسرتها فقامت بعمل “بسطة” بأحد طرقات المدينة المنورة وبدأت جمانة بصحبة بناتها الأربعة ببيع الشاى وبعض المشروبات حتى تستطيع توفير نفقات تعليم بناتها الذين يدرسن فى الجامعة وإيجار منزلها

تصدرت قصة جمانة مواقع التواصل الإجتماعى خاصة بعدما هُدمت بسطتها التى تبيع عليها الشاى ولكن لم تستسلم جمانة لمطبات الحياة وواجهتها بكل قوة حتى مد لها يد العون سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث وأمر بتوفير مؤقت لجمانة فى مهرجان السلام وليس ذلك فحسب بل أمر بتخصيص مكان دائم لها فى الحى التراثى بحديقة الملك فهد بالمدينة

 

ومن السعودية إلى مصر .. وصانع البهجة عمرو مجدى وشقيقه محمد

4

شاب سكندرى مكافح لم تعرف يداه الراحة منذ صغره فخرج عمرو للعمل بالكثير من الأماكن منها محال صنع العصائر ولكن كان لعمرو إتجاه وحب أخر وهو عشقه لحلوى غزل البنات

وعلى غرار طريقة تقديم غزل البنات الرائعة فى الصين واليابان أدخل عمرو التجربة إلى مصر ليكون أول من يقوم بعمل غزل البنات على نفس طريقة تقديمه الرائعة فى الصين واليابان

5

وفى تصريح خاص “للبلاد” قال عمرو أنه من أبناء محافظة الإسكندرية ويقطن بمنطقة محرم بك ، يبلغ من العمر 18 عام لكنه إكتسب من الحياة خبرة تؤهله لمواجهة الحياة ومصاعبها وكأنه رجل يبلغ الأربعين من العمر

عمرو قرر إمتهان هذه المهنة تحديداً لأنه يرى الفرحة فى عيون الأطفال خاصة عندما يقوم بتحضيرها لهم وهو ما يشعره بالبهجة عندما يرى السعادة فى عيون الأخرين حتى أُطلق عليه لقب “صانع البهجة” بالشارع السكندرى

6

هو توأمى وملهمى ، بهذه الكلمات وصف عمرو شقيقه الأكبر “محمد” الذى يبلغ من العمر 23 عام فمحمد شقيقه شريك رحلة كفاحه فى كافة المجالات التى عمل بها فقرر عمرو ومحمد تعزيز حبهم لغزل البنات وخرجوا إلى منطقة الإبراهمية فى شارع يدعى لاجتيه وهو أحد شوارع منطقة الإبراهمية بالإسكندرية وقرروا العمل فى هذه المهنة التى تسعد قلوب الجميع فى الوقت الذى يتلقى فيه الشقيقان أيضاً تعليمهم فيخرجون من الدراسة حتى يبدأون فى مواصلة العمل الذى قد يصل إلى 8 ساعات متواصلة حتى يستطيعوا توفير حياة كريمة لهم ولأسرتهم

عمرو مجدى الملقب بصانع البهجة وشقيقه محمد صديق رحلة الكفاح
عمرو مجدى الملقب بصانع البهجة وشقيقه محمد صديق رحلة الكفاح

وبسؤاله عن أحلامه وطموحاته قال عمرو أن أحلامه ليست كبيرة فهو حاله حال الكثيرين من الشباب الذين يحلمون بإمتهان مهنة أحلامهم فهو يحلم أن يلتحق بكلية الهندسة ليصبح مهندس فى المستقبل وصاحب علم بالهندسة يُترجم على أرض الواقع فى أى دولة عربية أو بمصر فى شكل مشاريع ضخمة تساهم فى النهوض بالمجتمع وأنه يشعر بالتفاؤل فى المستقبل ووجه عمرو رسالة للمسؤولين تحثهم على الإهتمام بالشباب والسماح لهم بمساحة أكبر من الفرص لأن هناك الكثير من المواهب التى لا يعرفها أحد وأصحاب خبرة فى الكثير من المجالات

 

ومن مصر إلى الأردن .. ونساء سائقات تاكسى

أردنيات تحدين الإحتكار الذكورى وأثبتن للمجتمع قدرتهن على تحمل المسؤولية
أردنيات تحدين الإحتكار الذكورى وأثبتن للمجتمع قدرتهن على تحمل المسؤولية

لم تعطلهن ملامحهن الجميلة ولا طبيعتهن الأنثوية عن الخروج لمواجهة مصاعب الحياة وكسب القوت اليومى فخرجن للعمل كسائقات للتاكسى لتوفير حياة كريمة لأسرهن دون الإكتراث لنظرات المجتمع التى لطالما عُرف عنها أنها تنحاز للرجل خاصة فى هذه المهنة لا يستطيع إمتهانها سوى الرجال

فقررت إحدى الشركات وتحديداً فى يوم عيد الأم بالأردن إطلاق أولا خداماتها للتاكسى النسائى والذى تقوده إمرأة ومن هنا بدأت حواء فى رحلة إنطلاقها ومواجهة مصاعب الحياة ولاقت الفكرة قبول كبير بين الأردنيات خاصة أنهن يشعرن بالأمان أكثر فى وجود سائقة إمرأة بدلاً من الرجل

وهنا أقف كثيراً أمام هذه المبادرة الرائعة التى أثبتت للجميع أن النساء بإستطاعتهن الدخول فى أى مجال والعمل به خاصة فى ظل إحتكار الرجال للعديد من الوظائف

 

إن تحدثنا عن النماذج المكافحة فى الحياة لن ينتهى الحديث فهناك الملايين من النماذج المشرفة التى لا يُسلط الأضواء عليها تضرب يومياً أمثلة رائعة فى الكفاح والمثابرة على تحقيق الحلم أياً كانت الصعاب فى الوقت الذى يجلس به بعض الأشخاص الذين ينتظرون أن يأتى العمل حتى أبواب منازلهم ويطرقها وكل ما يقومون بعمله هو فقط سب ولعن الظروف المعيشية الصعبة التى يعانون منها وهم من وجهة نظرى ليسوا سوى أشخاص يضربون مثلاً فى التهاون بالمسؤولية والتكاسل عن طلب الرزق فالشخص الذى يريد العمل سيجد وظيفة أياً كانت العقبات أمامه فجمانة وبناتها لم يكترثوا لنظرة المجتمع وخرجن لتوفير حياة كريمة لهن وأيضاً عمرو وشقيقه محمد خرجوا لمواجة الحياة فى الوقت الذى يتطلب منهم التركيز فقط فى دراستهم حتى يتفوقوا بها لكنهم إستطاعوا بقوة وعزم التوفيق بين الإثنين ولم توقفهم ظروف الدراسة والعمل الشاقة عن الإبتسام طوال الوقت وأيضاً النساء بالأردن ضربن أروع الأمثلة بأنهن يستطيعن أن يتحملن المسؤولية أياً كانت وأثبتن أن المرأة نصف المجتمع والشريك الأساسى به

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *