دولية

بالأدلة القاطعة الحوثي متورط في مشروع إبادة الشعب اليمني

عواصم ــ وكالات

قدمت المملكة العربية السعودية عبر سفيرها لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، مجموعة من الأدلة لمجلس الامن الدولي تثبت تورط ميليشيات الحوثي في استهداف مستشفى الحديدة ومواقع مدنية أخرى، الخميس، بقذائف هاون، مطالبة إياه باتخاذ إجراءات فورية ضد الميليشيات لنزع ترسانتها من الأسلحة وتطبيق القرارات ذات الصلة.

وكان الناطق باسم تحالف دعم الشرعية، العقيد تركي المالكي، قد أورد، أدلة تثبت تورط الحوثيين في استهداف المدنيين في محافظة الحديدة، مؤكداً أن الميليشيات أطلقت قذائف الهاون من مقر الأمن المركزي على المستشفى، بالتزامن مع إحاطة المبعوث الأممي في مجلس الأمن بالوضع في اليمن.

كما دان المالكي استهداف الحوثيين مستشفى الثورة وسوق السمك في الحديدة بالهجوم الذي راح ضحيته عشرات المدنيين، مؤكداً عدم شن مقاتلات التحالف أية ضربات جوية على المدينة.

من جانبه، قال مصدر مسؤول في قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن التحالف يقدم جهوداً جبارة نيابة عن المجتمع الدولي لضمان أمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر على الرغم من أنها مسؤولية دولية وإقليمية، مشدداً على وجود مصلحة دولية مشتركة للمساهمة في هذه الجهود لضمان تدفق التجارة والنفط من خلال باب المندب.

من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 55 مدنياً قتلوا جراء قصف في مدينة الحديدة، بينما أصيب 170 آخرون بجروح.

ولم تقف الانتهاكات الحوثية في مدينة الحديدة، عند جريمة الحرب المتمثلة في قصف مستشفى الثورة وسوق “المحوات” السمكي، بهدف تأليب الرأي العام ضد التحالف العربي، لتُكشف جرائم أخرى ارتكبتها المليشيا المدعومة من إيران بحق سكان المحافظة الواقعة على البحر الأحمر.

فسكان مديرية الدريهمي والتحيتا وزبيد وبيت الفقيه يقبعون تحت حصار حوثي خانق، وتشديدات أمنية أسهمت في قطع خدمتي الاتصالات والإنترنت، وتنفيذ حملة اعتقالات راح ضحيتها عشرات الأبرياء الذين زجوا في سجون جماعية دون مسوغ قانوني.

وقال مصدر محلي إن المليشيا الحوثية تقطع لليوم الرابع على التوالي شبكة الاتصالات والإنترنت عن سكان مدينة الدريهمي.

وذكر المصدر أن عناصر الانقلابيين انتشرت في أحياء المدينة، ونصبت عددا من مدافع الهاون والهزور بين السكان إلى جانب الحواجز والخنادق، وتحويل عدد من المنازل إلى ثكنات عسكرية بغرض صد تقدم قوات “الشرعية” التي نفذت عملية هجومية مباغتة عبر التفاف ناجح طوق المدينة من 3 جهات استراتيجية.

عقب ذلك، ردت المليشيا بتصعيد إنساني تمثل بإغلاق جميع منافذ المدينة، ومنع عشرات الأسر من النزوح بعد فرارها من جحيم المعارك التي باتت على مشارف الأحياء الشمالية والجنوبية، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة إنسانية إثر استخدام الحوثيين المدنيين كدروع بشرية.

ونفذت أطقم حوثية مداهمات عدة وخطفت أكثر من 20 مدنيا داخل مدينة الدريهمي، وقالت مصادر حقوقية إن المليشيا حولت “قلعة بيت الفقية” التاريخية وأكثر من 3 مدارس حكومية في بيت الفقيه إلى سجون خاصة بالمدنيين الذي تم خطفهم من مديرية الدريهمي وزبيد والحسينية.

وأشارت المصادر إلى أن معظم المختطفين أطفال تنحدر أصولهم من قبيلة “الزرانيق” الطرف الشامي، والتي تنتشر بين مديرية بيت الفقيه وزبيد.

وتتزامن انتهاكات المليشيا الحوثية الإرهابية مع انتشار كبير لقواتها داخل مدينة زبيد التاريخية ومواصلتها قطع منافذ المدينة، كما احتجزت مدنيين من مدينة التحيتا المحررة أثناء تسوقهم في زبيد، لتفرج عن بعض المسنين مطالبة إياهم بعدم العودة للتسوق في زبيد.

في غضون ذلك، قامت قوات حوثية إرهابية، بإغلاق طريق كيلو 16 من جهتي مصنع نانا والمنصورية، وخط الحديدة تعز، لتعيد مئات الأسر من المنافذ إلى منازلهم في الدريهمي وزبيد.

وتعد منطقة “كيلو 16” التي تبعد بالمسافة ذاتها عن مدينة الحديدة، شريان حياة لأكثر من 9 مدن في جنوب الحديدة، أهمها، بيت الفقيه وزبيد والدريهمي والتحيتا والخوخة وحيس، وتضم هذه المديريات عدة بلدات تمتد على خط تعز-الحديدة، وتنتشر في قرى متناثرة بين مزارع كثيفة تصطف حتى شواطئ البحر الأحمر.

وعمدت المليشيا على اختطاف المدنيين وعزلهم عن المحيط الخارجي وسط قبضة أمنية مشددة، استعدادا لخوض معركة عسكرية تستخدمهم فيها كتحصينات دفاعية بعيدا عن المراقبيين والراصدين الدوليين، عقب التطور العسكري للقوات اليمنية المشتركة واستعدادها الكبير لخوض معركة الخلاص وانتزاع مدينة وميناء الحديدة.

وتجدر الإشارة إلى أن مسلحين تابعين لمليشيا الحوثي داهموا منزل مدير دائرة مخطوطات مدينة زبيد التاريخية عرفات الحضرمي، 45 عاما، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

وفى سياق منفصل أكد تقرير سري للأمم المتحدة قالت وكالة رويترز إنها اطلعت أن كوريا الشمالية لم توقف برامجها النووية والصاروخية وإنها أيضا باعت أسلحة للحوثيين في اليمن في خرق لعقوبات الأمم المتحدة.

وقدم هذا التقرير الذي أعده خبراء مستقلون يراقبون عقوبات الأمم المتحدة إلى لجنة عقوبات كوريا الشمالية بمجلس الأمن الدولي
وقال التقرير إن التعاون العسكري المحظور بين كوريا الشمالية وسوريا “مستمر بلا انقطاع”.

في غضون ذلك كشف المكتب الإعلامي للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام”، أن مليشيا الحوثي الانقلابية زرعت مليون لغم في الأراضي اليمنية خلال 3 سنوات خلفت 1194 من الضحايا الأبرياء حتى الآن بينهم 216 طفلا.

وقال أسامة القصيبي مدير عام المشروع، إن فرق “مسام” لنزع الألغام والموزعة على مناطق عدة باليمن تمكنت خلال أسبوعين فقط من انطلاق المشروع من نزع 919 لغما وعبوة ناسفة في كل من تعز والساحل الغربي وبيحان وعسيلان وصعدة وشبوة ومأرب.

وأضاف أن الألغام في معظمها مضادة للآليات والأفراد ومحرمة دوليا ومن مصادر مختلفة، بالإضافة إلى الألغام محلية الصنع أو الإيرانية المنشأ وعددها 288 لغما، مشيرا إلى تطوير المليشيا الانقلابية في إطار استهدافها المدنيين الأبرياء وترويعهم الألغام المضادة للمركبات وتحويلها إلى ألغام مضادة للأفراد ليتسنى لها استخدامها في مشروعها الطائفي التوسعي القائم على الإرهاب وتخويف الآمنين.

ويعد المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” مشروعا إنسانيا بحتا أطلقته المملكة ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الـ 25 من يونيو الماضي بهدف تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الانقلابيون الحوثيون وأودت بحياة كثير من اليمنيين الأبرياء.

ويتوزع مشروع “مسام” على عدة مراحل أهمها البدء بعمليات التحرك السريع للاستجابة للحالات الطارئة وتطهير المنطقة من الألغام والذخائر التي لم تنفجر بعد إلى جانب توفير التدريب للفرق المحلية وتجهيزها علاوة على تنفيذ عمليات التطهير الشاملة بما يتماشى والمعايير الدولية في مجال نزع الألغام.

وتهدف المملكة من وراء “مسام” علاوة على تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، إلى تدريب كوادر وطنية يمنية على نزع الألغام ووضع آليات تساعد اليمنيين أنفسهم على امتلاك خبرات مستدامة في هذا المجال تمكنهم في المستقبل من تطهير أراضيهم من أي ألغام قد يتم العثور عليها حتى لا تشكل تهديدا لحياة المدنيين الأبرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *