الحديدة – مأرب – وكالات
تتوالى الانهيارات في صفوف مليلشيا الحوثي مع التقدم السريع لقوات الجيش والمقاومة الوطنية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة ، وذلك في أكثر من اتجاه ، حيث باتت قوات الشرعية على أبواب مدينة الحديدة، غربي البلاد، وتفصلها 15 كيلومترا فقط عن مطار المدينة الدولي.
وذكر المتحدث باسم المقاومة الوطنية في اليمن العقيد الركن صادق دويد، في تصريحات صحفية، أن قوات المقاومة المشتركة تمكنت خلال الأيام الثلاثة الماضية من تحرير مسافة 78 كيلومترا في الساحل الغربي للحديدة.
كما تمكنت قوات الجيش اليمني، وبإسناد من التحالف ، من تحقيق تقدم ميداني جديد في معاقل مليشيا الحوثي الانقلابية بمحافظة صعدة، وتحرير عدد من المواقع الاستراتيجية.
ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن العميد عبيد الاثلة، قائد محور صعدة، أن قوات الجيش الوطني حققت تقدما في مديرية كتاف، بعد تمكنها من استعادة السيطرة الكاملة على “وادي” العطفين”.
كما تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة على عدد من المرتفعات المحيطة بوادي العطفين، وعلى رأسها “تلة المصادر” و”الرملتين” و” الهناجر” و”سوق العطفين القديم”، وتواصل تقدمها صوب مركز مديرية “كتاف”، وفقا للمصدر ذاته.
وساندت مقاتلات التحالف تقدم الجيش الوطني، ودمرت عددا من الآليات العسكرية الحوثية والتعزيزات التي كانت قادمة من مركز كتاف.وأسفرت المعارك عن مقتل 30 مسلحا حوثيا، ومصادرة كميات من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من بينها 5 معدلات رشاشة وقاذفات أر بي جي مع حشواتها وذخائر متنوعة.
كما اسفرت المعارك عن قطع خطوط إمداد الانقلابيين المؤدية إلى جبل “محجوبة” ومنطقة ” أضياق”.
وتكتسب المناطق المحررة، حسب المصدر، أهمية استراتيجية، كونها تطل على منطقة “وادي آل جبارة”، الذي ستنتقل من خلاله المعارك لمركز مديرية كتاف.
وفي يوم سابق قُتل القيادي الحوثي عبدالوهاب محمد الحبسي، وقيادي آخر يدعى عزّ الدين المعافى بمعارك مع الجيش في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب.
وذكرت مصادر صحفية، أن اثنين من أشقاء الحبسي قتلا في المعارك ضد الجيش خلال الفترة الماضية.
وكان 8 من عناصر مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران قد قتلوا، وجرح آخرون بنيران الجيش اليمني، شمال مديرية صرواح غرب محافظة مأرب .
وقال مصدر عسكري يمني إن معارك عنيفة اندلعت بين وحدات من الجيش اليمني والمليشيات الانقلابية في جبهة صرواح أسفرت عن مقتل 8 من المليشيا الحوثية وإصابة آخرين.
واعتبر المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل، العرض الذي قدمته إيران للأوروبيين أمراً متوقعاً جداً.
وقال إسماعيل إن إيران التي تنعت الحوثيين بأنهم أتباع هي في الأساس لا تراهم سوى قفازات بالإمكان خلعها متى شاءت، لذا من الطبيعي أن تبيعهم بثمن بخس، فما بالك إن كان الثمن إنقاذ الإتفاق النووي الذي يعني لهم الكثير.
وأشار إسماعيل إلى أن مليشيات الحوثي الانقلابية باتت اليوم ورقة بائسة ومكشوفة ضمن مشروع محاصر عربياً وعالمياً، سيتم القضاء عليه قريباً.
واعترفت إيران لأول مرة، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بضلوعها في الحرب الدائرة في اليمن، عندما قال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة والخبراء.
بينما ذكرت تقارير إعلامية متطابقة قيام المليشيات الحوثية بنقل خبراء عسكريين إيرانيين مؤخراً من الحديدة إلى صنعاء، مع اقتراب قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية من تخوم المدينة الساحلية غربي البلاد.
* مأزق صعب
وأكد مراقبون، أن إيران في مأزق صعب، بعد تغير المعادلة العسكرية في الساحل الغربي، خلال الأسابيع الماضية، وأن الشعب اليمني لن يقبل حالياً سوى تنفيذ القرارات الدولية والمبادرة الخليجية، من أجل إحلال السلام وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال المراقب السياسي اليمني علي الفهد، إن الآوان قد فات على إيران من أجل حصد مكاسب من مليشيا الحوثي، والتي باتت الآن بلا قيمة.
وأضاف أن قوات الجيش الوطني والمقاومة والتحالف العربي في الوقت الراهن تدرك جميعاً أن إنهاء نفوذ إيران وقطع يدها عن اليمن، لن يكون سوى بكسر شوكة الحوثيين سواء بحرمانها من ورقة الابتزاز في تهديد الملاحة الدولية، وكذلك قطع رأس الأفعى في معقلها بصعدة ، مشيرا إلى أنه بعد انكسار الحوثيين، وعودتهم إلى مجرد جماعة صغيرة بعد تخليها عن السلاح، لن يتم إلا بتنفيذ القرارات الدولية، التي تتحرك الأمم المتحدة من أجلها، ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممي خطة سلام، وفقاً لتلك المرجعيات أمام مجلس الأمن، في النصف الأول من شهر يونيو.
• مطار مأرب
يواصل التحالف العربي بقيادة المملكة انتشال اليمن من الانتكاسة التي حلت به جراء الانقلاب الحوثي، وعلى أكثر من منطقة يمنية يتم تطبيع الحياة وتوفير الخدمات النموذجية.
وفيما تختنق المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي يوماً بعد آخر وتنعدم فيها سبل الحياة، تشهد المناطق المحررة والخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية موجة ازدهار اقتصادي ونهضة كبيرة في الخدمات بدعم كبير من التحالف العربي.
وشهدت محافظة مأرب، شرقي اليمن، حدثاً استثنائياً، بعد إعلان “برنامج إعادة إعمار اليمن”، تكلفة بإنشاء مطار في مأرب، من أجل ربطها بالمحافظات المجاورة ودول المنطقة.
وأكد سفير المملكة لدى اليمن، محمد آل جابر، أنه سيتم افتتاح مكتب للإعمار في محافظة مأرب شرق اليمن، وسيبدأ المكتب في تنفيذ مجموعة كبيرة من المشاريع في قطاع البنى التحتية والتنمية.
وأضاف آل جابر أن المكتب سينفذ مشروع مطار إقليمي في مأرب، إضافة إلى مشاريع أخرى في مجال الطرق والكهرباء والصرف الصحي، لما يخدم الإنسان ويخلق فرص عمل للمواطنين اليمنيين.
وكان السفير محمد آل جابر قد زار قبل يومين محافظة مأرب معلنًا بدء برنامج الإعمار والتنمية فيها، وعقد لقاءات مع قيادة السلطة المحلية في مأرب، بحضور وزير الأشغال اليمني معين عبدالملك، والمحافظ سلطان العرادة وعدد من المسؤولين اليمنيين.
ومع استمرار الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء الدولي ورفض مليشيا الحوثي الانقلابية تسليمه للسلطات الحكومية من أجل إعادة تشغيله، سيعمل مطار مأرب على تسهيل نقل الركاب اليمنيين في المحافظات الشمالية الخاضعة للانقلاب إلى الخارج، مع بعد المسافة عن مطاري عدن وسيئون الخاضعان للشرعية، جنوب وشرق اليمن.
وشهدت مأرب افتتاح مكتب لبرنامج إعادة الإعمار، للإشراف على العملية التي من المقرر أن تشمل جميع المجالات ومختلف المديريات وفي مقدمتها الطرق والصحة والتعليم والبيئة والتنمية البشرية، وجميع المجالات ذات الأولوية.
ويأتي إعادة الإعمار كمرحلة ثالثة من تدخل التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، وتطبيع الحياة في المحافظات اليمنية كافة.
وكانت المرحلة الأولى تتمثل في “عاصفة الحزم” التي وقفت ضد المشروع الإيراني والانقلاب الحوثي، فيما تمثلت المرحلة الثانية المعروفة بـ”إعادة الأمل” لتنفيذ الأعمال الإغاثية والإنسانية وإيصالها للمتضررين من الانقلاب.
وأشاد سكان في مدينة مأرب بتوجه التحالف العربي لانتشال المدينة، التي ظلت مهمشة لسنوات، وكانت أولى المدن التي حاول الانقلاب الحوثي اجتياحها لنهب ثرواتها النفطية والغازية.
• استمرار الجرائم الحوثية
وتواصل مليشيا الحوثي الانقلابية جرائمها بحق الشعب اليمني حيث منعت عشرات الأسر من مغادرة مدينة الحديدة باتجاه محافظة ريمة، كمقدمة لاستخدام المدنيين كدروع بشرية أمام تقدم قوات المقاومة اليمنية المشتركة.
وقال سكان إن المليشيا نصبت حواجز ونقاط تفتيش بمديرية بيت الفقية، التي تربط الحديدة بريمة، ومنعت الدخول والخروج، وسط معاناة العديد من الأسر التي استنكرت تصرف المليشيا.
ويأتي إقدام المليشيا على هذه الخطوة عقب الهزائم الكبيرة التي منيت بها خلال الأيام الماضية في الساحل الغربي واقتراب القوات اليمنية المشتركة من تحرير الحديدة والتقدم نحو مطار الحديدة.
ووفقا لمصادر خاصة تأتي الإجراءات الحوثية بناء على بلاغات بهروب العديد من قياداتها وعناصرها إلى جبال ريمة القريبة من بيت الفقيه للنجاة بأنفسهم عقب حالة الانهيار الكبير التي يعيشها مقاتليهم وهم يرون زملاءهم يتساقطون كقتلى وجرحى بشكل يومي.