الأرشيف الرياضة

انجلترا .. درجة تقييم عالية في وجود أخطاء سياسية وإعلامية

في عالم كرة القدم تحدث معظم الإثارة في أرض الملعب لكن كل من يبحث عنها بعيدا عنه سينال مراده بمتابعة عرض انجلترا لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 خلال اخر 18 شهرا.والعرض الانجليزي مميز فنيا من ناحية الاستادات والمنشات والبنية التحتية والإيرادات المتوقعة ويعززه الحماس الرائع في البلاد لإعادة البطولة مرة اخرى إلى مهدها بعد 1966.
ومؤخرا منح وفد تفتيش من الفيفا وتقرير تقييمي بعد ذلك للعرض الانجليزي أعلى درجة تقييم مناصفة واعتبره \"الأقل خطورة\" بوجود شكوى بسيطة من الغرف الفندقية وملاعب التدريب.ورغم عناصر القوة هذه فإن العرض تأثر بالاختلافات والأخطاء السياسية في وجود وسائل إعلام محلية لا تغفر تعكف على تحليل كل خطوة.وفي وقت سابق هذا العام استقال رئيس العرض ديفيد تريسمان بعد ان أدلى بتعليقات حول اسبانيا وروسيا البلدين المنافسين.كما أثار العرض غضب جاك وارنر نائب رئيس الفيفا وهو شخصية بالغة التأثير من ترينيداد وتوباجو بينما كان لوسائل الإعلام الانجليزية تأثير هائل على الملف.
لكن اندي انسون الرئيس التنفيذي للعرض الانجليزي احتفظ بتفاؤله طيلة المشوار الصعب.وقال انسون لوسائل اعلام الأسبوع الماضي \"قمنا بتحليل التغطية الإعلامية للعروض المختلفة في بلدان مختلفة – وبينها على سبيل المثال الموضوعات الخاصة بعرض اسبانيا في وسائل الإعلام الاسبانية – ووجدنا أن عدد القصص الخاصة بعرضنا يزيد بعشرة أمثال عن أي بلد اخر في سباق المنافسة. هذا شيء مذهل.\"وأضاف \"لو أن لديك كل هذا العدد الكبير من القصص فستحصل على بعض الأشياء السلبية. تملك صحافة كرة القدم في هذا البلد تأثيرا هائلا وتعكس عشقا لكرة القدم هنا وتمتاز دائما بالإيجابية الشديدة. لذا فإننا متفائلون بقدرتنا على النجاح حين يجري تصويت الفيفا في الثاني من ديسمبر.\"وكان لاهتمام وسائل الإعلام بعرض انجلترا مساهمة مباشرة في اتخاذ إجراء ضد عضوي اللجنة التنفيذية للفيفا اموس ادامو ورينالد تيماري.وكان من المقرر أن يدلي النيجيري ادامو والتاهيتي تيماري بصوتيهما لاختيار العرضين الفائزين بتنظيم كأس العالم 2018 و2022 يوم الخميس المقبل لكنهما عوقبا بالإيقاف والغرامة من قبل الفيفا بعد أن زعم تحقيق لصحيفة صنداي تايمز البريطانية أنهما كان مستعدين لبيع صوتيهما مقابل المال.
وتعد توابع هذه القضية إضافة لبرنامج وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بشأن مزاعم حول فساد في الفيفا هما أخطر ما يهدد مساعي انجلترا.
وفي وقت سابق هذا الشهر بعثت لجنة العرض الانجليزي بخطاب إلى الفيفا تنأى فيه بنفسها عن وسائل الإعلام البريطانية لكن القلق يظل موجودا من أن الاتحاد الدولي سيتجنب منحأس العالم لانجلترا لخشيته من تحقيقات إعلامية اخرى.
وقال انسون \"يجب أن نقنعهم بأن الوضع ليس كذلك. لا نزال نشعر بتفاؤل كبير بشأن فرصنا. التقييم الذي حصلنا عليه من الفيفا كان مشجعا بشكل غير معقول.\"وتقول انجلترا إن الوقت قد حان لعودة كأس العالم إلى أراضيها لأنه في 2018 ستكون 52 عاما قد مرت منذ استضافت البطولة لاخر مرة.
ومن المؤكد أن أشياء كثيرة تغيرت منذ 1966 حيث يعد الدوري الانجليزي الممتاز الأكثر نجاحا وشعبية من الناحية التسويقية في العالم ومع وجود ديفيد بيكام صاحب الشعبية الكبيرة كسفير رئيسي للعرض وهو واحد من أفضل اللاعبين في العالم.
ومثلما أشار سيب بلاتر رئيس الفيفا خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن الشهر الماصي فإن انجلترا تخلصت من لعنة المشجعين المتعصبين التي ابتليت بها في الثمانينات وتعد الان مضرب المثل لبقية العالم.
ويعد استاد ويمبلي الذي أعيد بناؤه واحدا من أفضل الاستادات في العالم كما تملك انجلترا الجزء الأكبر من البنية التحتية المطلوبة امتدادا من نيوكاسل وحتى لندن.لكن هذا قد يأتي بنتيجة عكسية. فلكرة القدم جذور راسخة في نسيج المجتمع الانجليزي وبالتالي لن يكون لإقامة كأس العالم فيها تأثير مهم على تطوير اللعبة محليا.الا ان لجنة العرض تقول إن مبيعات التذاكر المستهدفة وحدها ستوفر للفيفا رقم قياسيا من الإيرادات لتعزيز اللعبة حول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *