البوح الثقافيـة ثقافة

الوُدّ

الوُدّ .. من ألطف الكلمات وأقربها إلى قلبى، تعددت المعانى فى وصف الوُدّ ولكن كان أقربها إلى قلبى “الوُدّ وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة” .. فى الفتره الماضيه كنت أميل إلى العزله كانت خسارتى أكبر من كل كلمه ووصف، شعرت أننى وحدي فى منتصف الطريق فارغه من كل شيء،أخبئ رأسي بين يديّ هرباَ من الذكريات والحنين شعرت بخطواتك تقترب منى، جلست بجوارى صامتاً لبعض الوقت ، كان هذا الصمت أصعب من كل الكلام أخبرتك فيه عن كل شيء دون أن أنطق حرفاً واحداً، كان الدفء الذي يعمّ المكان كافياً لأكون بخير تبادلنا أطراف الحديث، كنت كمن يستعيد الحياة شيئا فشيئا لم يستطع أحد أن يفعل ما فعلته أنت، كنت كما الشمس تبدد الظلام الذى يسكنني وعادت معك أبتسامتى الغائبه.

..

جلست بجواره كان مُمدد على سريرِهِ في المستشفى، غير قادرٍ أن ينبث ببنت شفة ذهبت للطبيب تتساءل كيف حاله اليوم؟ أخبرها الطبيب أنه أفاق اليوم من الغيبوبه التى أستمرت لأسابيع بعد الحادث الذى أصابه، جلست بجواره ممسكه بيده، تتأمل ملامحه، وتتذكر أيامهم سوياً تتذكر بدايه حياتهم وكل الصعوبات التى واجهاها معاً، كان كل منهما يكمل بعضهما البعض فهو قبل أن يكون أب لإبنتها الصغيره فهو رفيق الدرب الذى ألتقت به منذ عشر سنوات ولم يفترقا منذ ذلك الحين .. ت تذكرت عندما كان يستيقظ كل صباح قبلها ليعد لها القهوة التي تحبها، كان هذا الموقف الصغير يشعرها بالوُد والأمتنان نحوهّ كانت الأفكار والتساؤلات تتزاحم في رأسها، كانت تتساءل لماذا جعلت من الخلافات البسيطه بينهم شيئا كبيراً كان الوقت الذى أمضاه في مرضه، فرصه كافيه لتعرف كم هي تحبه مضى بعض الوقت وهى تتأمل ملامحه، شعرت أن أصابعه تتحرك ببطء، بدأ يفتح عينَيه شيئًا فشيئًا وكانت هى أول ما يراه نظرت إليه بسعاده غامره، وقبلت يداه وهي تخبره عن سعادتها بتماثله للشفاء وقالت له بخجل هل تسامحنى؟ أبتسم وهو يقول لها، سعادتى أننى رأيت ملامحك من جديد

..

الوُدّ .. هو كل اللحظات التي بقينا فيها بجوار بعضنا البعض، المواقف الصغيره التي تعني لنا الكثير، كل أبتسامه بعد حزن طويل، هي أن تظل بجوارى حين يرحل الجميع، هى الدعوات الصادقه التي تصل للقلب، والرسائل التي تأتي فى وقت احتياجنا

“الوُدّ لا يخفَى وإنْ أخْفَيتَه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *