جدة

الوايت يا صاحب المعالي

أ/ صالح بوقري

شكرت الله على الفرح الذي احسست به والسعادة التي شعرت بها عندما سكنت في الحي الجديد فلقد أصبحت جارا للمركز الصحي حيث الرعاية الأولية دون الحاجة لزحمة المستشفيات الكبيرة الحكومية او الخاصة ( أغنانا الله عنها ) ولا أخفيكم سرا فلقد فاقت سعادتي وفرحتي فرحة صديقي احمد غراب وسعادته الذي اخبرنا يوما ان أسعار الاراضي ارتفعت في حارته لان فوالا مشهورا في جدة فتح فرعا له بجوار بيته
زرت المركز القريب لأؤكد فرحتي واتباهى امام صديقي بما يميز حارتنا عن حارته وكنت يومها أتألم من أسناني التي سلبت مني النوم لثلاث ليال متتاليات لم ينفع معها مسكّن ولا قاتل الم ( pain killer ) كما يسميه الأمريكان في حملاتهم التسويقية المبالغ فيها كثيرا
وجدت في المركز استقبالا حسنا ولطفا ملموسا واهتماما اكثر مما توقعت وابلغت المدير بذلك وقد حرصت عليه قبل ان أغادر وكررت عليه القول الماثور في هذه المواقف ( ان دل هذا على شيء فانما يدل على حسن إدارتكم ).
صرفت لي الطبيبة السعودية في المركز – جزاها الله عني خير الجزاء – ما خفف عني الالم وأراحني في نومي ومكنني من الطعام والشراب والاستمتاع بما وجدت امامي من حلويات ومكسرات وطيبات كثيرة كنت قد حرمتها بسبب الم الضرس الذي أكد لي ما تعلمناه في دروس المطالعة وحتى دروس الخط عندما كان التعليم يعتني بالخط ان ( الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى ) او من ضربهم السوس اوسقطت حشوة أسنانهم مثلي.
وأخذت أعد الليالي والايام مواظبا على ( كورس ) الدواء الذي استمر خمسة ايّام بلياليهن حسب ارشادات الطبيبة( اثابها الله ) والتي طلبت مني مراجعة العيادة فور الانتهاء من تناول العلاج وذهبت مستبشرا واثقا من ان معاناتي مع الضرس قد انتهت وان المركز الصحي في الحي ومن فيه من الاكفاء والمخلصين قد وضعوا نهاية لها.
دخلت المركز قبيل الظهر لأجد نفس الروح الطيبة والخدمة الجيدة التي لمستها في زيارتي الاولى وأخبرت الطبيبة بروح التلميذ المثالي الذي أحسن اداء فروضه المدرسية مؤكدا لها أني أتممت جرعات الدواء ( ولَم اخالف لها أمرا ) في أوقات الجرعات او طريقة البلع ولكن وكما يقول المثل ( يا فرحة ماتمت ) قالت لي الطبيبة – بعد ان أقفلت فمي وكنت اريد ان اوكد لها زوال الالم ورحيل الالتهاب الى غير رجعة – : المعذرة فنحن اليوم في المركز لن نستطيع علاجك . نظرت اليها في مرارة متسائلا لماذا ؟
قالت : – ما عندنا موية – ولقد طلبنا الوايت ولَم يصل الماء حتى اليوم ولكن ( وكأنها تربت على كتفي معنويا ) خذ هذا الرقم واتصل بِنَا وعندما يصل الوايت الى المركز سوف نطلب منك الحضور شعرت بمرارة وقلت في نفسي ( وكنت قد بالغت في المباهاة بخدمات الحي الجديد امام أصدقائي وعلى رأسهم احمد غراب ) قلت : يا ويلّي من تعليقات أصحابي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *