اقتصاد الأرشيف

النفط والسلع قد تواصل الصعود إذا عجز المركزي الامريكي عن التحرك

نيويورك رويترز
يقول محللون إن النفط والسلع الأولية الأخرى قد تجد مزيدا من الوقود الذي يشعل أسعارها إذا استمرت متاعب الكيانات التي ترعاها الحكومة الأمريكية مثل عملاقي التمويل العقاري فاني ماي وفريدي ماك في منع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) من رفع أسعار الفائدة. وكان المستثمرون تكالبوا على شراء النفط الخام والذهب وغيرهما من المواد الخام للتحوط من تراجع الدولار بعد ان تسببت سلسلة من تخفيضات اسعار الفائدة التي
اجراها مجلس الاحتياطي في ارتفاع الاسعار في محطات الوقود ومتاجر التجزئة. وحتى اواخر الشهر الماضي كان بعض المستثمرين يراهنون على ان مجلس الاحتياطي سيغير مساره ويرفع اسعار الفائدة قريبا لترويض التضخم وابعاد بعض اموال الاستثمار الساخنة في السلع الأولية. ولكن مع تعرض فاني وفريدي اكبر شركتين للتمويل العقاري في الولايات المتحدة لمشكلات تمويل متزايدة يقول خبراء ان مجلس الاحتياطي الاتحادي قد لا يمكنه التصرف في الأجل القصير. وقال جون كيمب محلل السلع الأولية في مؤسسة آر.بي.إس سيمبرا في لندن \"القلق المتزايد على صحة فاني وفريدي الآن يضمنان ان مجلس الاحتياطي الاتحادي سيبقى على الهامش خلال الأشهر القليلة القادمة مهما يحدث للتضخم.\" واضاف قوله \"ضعف الدولار واستمرار عهد النقود الرخيصة هو ايضا ضوء أخضر لأسعار السلع الأولية للعودة الى المستويات المرتفعة التي شهدتها في الاونة الاخيرة (ولاسعار النفط) لتستكشف مرتفعات جديدة فوق ١٤٥ دولارا امتدادا للعبة التضخم العالمية.\" وقد قفز النفط الى مستوى مرتفع قياسي جديد فوق ١٤٧ دولارا للبرميل اليوم الجمعة مواصلة انتعاشة ارتفعت فيها الاسعار ٥٠ في المئة هذا العام بفضل التدفقات
المتزايدة من مشتريات المستثمرين والطلب المتنامي من الاقتصاديات الصاعدة مثل الصين والتوترات المتفاقمة بين ايران والغرب.
وقفز الذهب الى أعلى مستوى له في أربعة أشهر متخطيا ٩٦٠ دولارا للاوقية بعد أن تضررت الأسهم الأمريكية والدولار من متاعب فاني وفريدي اللتين تملكان او تضمنان ما قيمته خمسة تريليونات من الديون. وارتفعت ايضا اسعار العقود الآجلة للذرة وفول الصويا والقمح. وقال مات مكورميك المحلل في مؤسسة بال اند جينور انفستمنت كاونسل في سينسيناتي بولاية اوهايو \"انك تشهد الى جانب فاني وفريدي أثر المضاعف للتوترات السياسية. وهو يوضح أن الخوف يسيطر على هذه السوق.\" واضاف قوله \"لو أضفت ما هو آت الى موسم الأرباح حيث تجد بالفعل بيئة اقتصادية عسيرة فإني لا أرى أي تهدئة قريبا. وسيبحث المستثمرون أيضا عن استثمارات الملاذ الآمن ذات الجودة العالية والذهب -كما هو واضح- من افضلها.\"
وكان الطلب القوى من الأسواق الصاعدة قد وضع السلع الأولية على طريق انتعاشة قوية مضى عليها ستة اعوام وشهدت خلالها اسعار الوقود والغذاء قفزات الى مستويات مرتفعة جديدة الأمر الذي تسبب في ضغوط على اقتصاديات الدول المستهلكة التي تضررت بالفعل من جراء ازمة الائتمان العالمية.
وقال محللون ان الألم على المستهلك قد يتضخم إذا وجد مجلس الاحتياطي الاتحادي نفسه عاجزا عن التحرك لمعالجة التضخم بسبب مشكلات الكيانات التي تضمنها الحكومة مثل فاني وفريدي. ويقول بعض المحللين ان النفط قد يقفز الى ٢٠٠ دولار للبرميل وان الذهب قد يعود لتخطي حاجز الف دولار للاوقية الذي شهده في وقت سابق
من هذا العام.
وقال دانييل هاينز محلل السلع الأولية في ميريل لينش \"هذه البيئة من اسعار الفائدة المنخفضة في الولايات المتحدة تذكي فيضانا من السيولة في الأسواق الصاعدة يساعد ايضا على اضعاف الدولار الامريكي ويزيد من القوة الشرائية للمستهلكين في مناطق مثل الصين.\" واضاف قوله \"سيكون صعبا على مجلس الاحتياطي الاتحادي ان يرفع اسعار الفائدة وأعتقد ان قدرتهم على التحرك لمعالجة هذه المسائل اصبحت مقيدة بشدة إذا ما قورنت بما كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي.\"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *