الأولى

المملكة ولبنان .. دفء يعيد بيروت لحضنها العربي

جدة ــ البلاد

على النقيض من افعال طهران واحلامها التوسعية في لبنان، مستقلة الكذب السياسي المتبادل الذي تنضح به خطب الملالي، حول ما يسمى المقاومة، وسياسية “النفس الطويل” لتمرير مشروعها إلى المنطقة، تقف المملكة إلى جانب لبنان على مر الظروف، تشهد لذلك الجهود التي بذلتها في مؤتمر الطائف للوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الأهلية اللبنانية، وحروب الآخرين على أرض لبنان.

فموقف المملكة الواضح والصريح، قائم على سياسية مساعدة الأشقاء اللبنانيين واحترام خيارهم وسيادتهم، وهذا ما عبر عنه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حينما اكد في خلال إفطار رمضاني أقامته السفارة السعودية لدى لبنان إن عروبة بلاده “خط أحمر” لا يمكن تجاوزه، معتبرا أن ما تريده المملكة هو بقاء لبنان جزء من العالم العربي.

وقال الحريري : “البيت السعودي يجمع دائما بين اللبنانيين ولا يفرق، هذا ما تعلمناه من المملكة وهذا ما تريده من لبنان، أن نبقى على وحدتنا في مواجهة التحديات،

وأن نبقى على عروبتنا والتزامنا باتفاق الطائف”.وأضاف الحريري، بحسب ما ذكرت الوكالة اللبنانية الرسمية، أنه : “تاريخ المملكة مع لبنان مليء بالخير والمحبة، والتعاون ونحن مع كل الشرفاء في البلد على عهدنا بالوفاء لهذا التاريخ، وعلى تمسكنا بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، ولم تعمل في أي وقت على التدخل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب منا بالمقابل أن ننأى بأنفسنا عن التدخل بشؤون الدول الشقيقة، وأن نعتبر عروبة لبنان خطا أحمر لا يصح الخروج عنه”.

وكدليل على كذب طهران و زيف ادعاءاتها بقيادة ما يسمي محور المقاومة رأى محللون أن العداء مع إسرائيل في سوريا لا يشكل أولوية حقيقية، وأنه آخر ما يشغل اهتمامات نظام الملالي.

واستشهد المحللون في هذا الصدد بأنه كان من الأولى أن تقصف إيران الدولة العبرية لا قواعد في هضبة الجولان.
ورأوا أن الهدف الحقيقي لإيران هو البحث عن مزيد من الجهود لتدعيم موقفها بين الأطراف الرئيسية للصراع في سوريا للحفاظ على خطة الهلال الطائفي (سوريا العراق لبنان واليمن).

وحذر ساشا الألو، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية الفرنسي، من أن الفهم الخاطئ للنوايا الاستراتيجية الإيرانية في سوريا، سيقود إلى مواجهات عسكرية عنيفة، في حين أن الهدف الحقيقي لإيران لم يكن أبداً العداء مع إسرائيل.

وأوضح أنه إذا كان ما تزعمه إيران وحلفاؤها بمعاداة إسرائيل حقا، فإن تلك المواجهات من المفترض أن تكون على أرض إسرائيل، إلا أن الدولة العبرية لا تمثل أولوية حقيقية لإيران، إنما تسعى فقط لتعزيز موقفها في سوريا.
فيما رأى علي ألفوني، الباحث بمعهد “المجلس الأطلسي الأمريكي” أن سوريا تمثل لإيران موقعاً استراتيجياً فعالاً، فهي تسمح لها بتعزيز نفوذها في بلاد الشام، حيث تعد ممراً للتواصل مع “حزب الله” والذي يعزز من موقفها في التفاوض مع إسرائيل، كذريعة لبسط نفوذها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *