جدة

المقعد.. مدارس الفلاح العريقة

المستشار مروان عبدالفتاح عبدربه
حارة اليمن

مدارس الفلاح العريقة بجدة… المدرسة اللي تخرج منها رجال، ساهموا في نهضة وتنمية بلدنا، بل المدارس التي وصل عدد كبير من خريجيها إلى مناصب عليا في الدولة.
إنها المدارس التي تعدت القرن من السنين أي جاوز تأسيسها المائة عام، ببادرة من رجل أعمال جداوي، استشعر أهمية التعليم فبادر بتأسيس فلاح جدة، وبعدها بست سنوات أسس فلاح مكة.
إنه تاجر اللؤلؤ المعروف الحاج محمد علي زينل – رحمه الله- والذي أسسها في العام ١٩٠٥ ميلادية بمساهمة من زوجته السيده خديجه عبدالله زينل والتي قدمت له حليها ومصاغها وذهبها لشراء مبنى المدرسة وتمويلها بكامل احتياجاتها.
يقع مبنى مدارس الفلاح في حارة المظلوم القريب من باب مكة، وسوق البدو.
وتعود فكرة إنشاء المدرسة إلى الحاج محمد علي زينل، الذي حز في نفسه انتشار الجهل بغياب التعليم عن مدينة جدة، وأهلها الذين كانوا يعتمدون على تعليم الكتاتيب والزوايا،
فتقدم إلى الوالي التركي، يساعده في ذلك الشيخ عبدالرؤوف جمجوم بطلب إنشاء مدرسة نظامي في جدة ، فوافق الوالي على طلبه، لما كانت له مكانة اجتماعي عند الوالي.
هذه المدرسة التي لازالت نبعا للعطاء في نفس موقعها، الذي أسس لها فيما بعد أوقاف ودكاكين لضمان استمرارها في تقديم التعليم لأبناء جدة؛ إضافة إلى الدعم الرئيس في وقتنا الحاضر من دولتنا الرشيدة، أعزها الله.
تخرج من الفلاح منذ تأسيسها آلاف مؤلفة من أبناء جدة، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر حمزه شحاتة، أحمد قنديل، عابد شيخ، عبدالفتاح عبدربه، عبدالوهاب عبدالواسع ، حسن نصيف، محمد إبراهيم مسعود ، عمر عبدربه، هشام ناظر ، محمد محمود زاهد ، محمد عبدالوهاب ناغي، إبراهيم يوسف زينل، محمد عبدالله علي رضا، أحمد باعشن ، إسماعيل أبو دَاوُدَ ،
رحمهم الله جميعاً.
لم يكتف الحاج محمد علي زينل بافتتاح مدارس الفلاح بجدة، ومكة. بل لحقها بفروع لها في الهند والبحرين ودبي.
خلال تلك الفترة، فكر الحاج زينل في ابتعاث خريجي القبة المتميزين من فلاح جدة، ومكة؛لإكمال دراستهم العليا في الهند، التي كانت تحت الاستعمار الإنجليزي، وكان التعليم فيها متطوراً.
ابتعث الحاج محمد علي زينل – رحمه الله- وعلى حسابه الخاص عشرة طلاب من فلاح مكة وعشرة من فلاح جدةن ذكرهم للتاريخ، فكان العشرة اللي من فلاح مكة مع حفظ الألقاب، هم اسحق عزوز ، عبدالله عثمان ، حسن كتبي ، سامي كتبي ، محمد عبداللطيف ، محمد لنقا، أحمد الجفري ، مصطفى برناوي ، محمد وزير علي ، جعفر فلمبان.
أما طلبة فلاح جدة، فهم مع حفظ الألقاب،
عبدالحميد مطر ، عبدالفتاح عبدربه ، أحمد بامفلح ، خليل رشيدي ، عمر غراب ، علي عيد ، عبدالكريم بكر ، أحمد بلينه ، أحمد هندي ، محمد العوضي ،
رحمهم الله جميعاً.
استمرت مدارس الفلاح في تطوير مبانيها، وأدائها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الْيَوْمَ.
هذه نبذة مختصرة عن أعرق مدرسة في الجزيرة العربية، سائلا الله ، عز وجل، أن يتغمد مؤسسها برحمته، ومغفرته ، وأن يجعله في أعلى المراتب.
على أمل اللقاء بكم الأسبوع القادم، بذكريات ومواقف فلاحية خلال فترة الدراسة الثانوية في هذا المرفق التعليمي الذي يفتخر به كل من تخرج منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *