الرياضة

المغرب تأمل بإعادة تجربة المكسيك.. والعائق (مجموعة الموت)

تقرير- محمود العوضي

منتخب المغرب لكرة القدم ،يلقب أيضًا بأسود الأطلس، نسبة إلى الأسود التي كانت تعيش في جبال الأطلس حتى القرن 20، هو منتخب يضم أحسن لاعبي كرة القدم المغاربة، وتسيره الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمدرب الحالي للمنتخب هو هيرفيه رينار.

بعد استقلال المغرب، تأسست الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في 1955 بعد الحماية الفرنسية على المغرب التي بدأت منذ 1912. خاض المنتخب الوطني المغربي أول لقاء رسمي في 19 أكتوبر 1957 ضد العراق في إطار الألعاب العربية في لبنان ،حيث انتهت المبارة بثلاث أهداف لكل منتخب.

شارك المنتخب المغربي 17 مرة في مرحلة نهائيات كأس الأمم الأفريقية، لكن لم يتوج باللقب إلا في نسخة 1976، ووصل إلى النهائي في نسخة 2004، واحتل المركز الثالثة في 1980. و المركز الرابع في نسختين 1986 و 1988 كما اعتبر من أفضل المنتخبات الأفريقية بعد أن احتل المركز 10 في تصنيف الفيفا في أبريل 1998، وهو أيضا المنتخب الأفريقي الوحيد الذي احتل صدارة تصنيف المنتخبات الأفريقية لثلاث سنوات متتالية من 1997 إلى 1999. وعلى المستوى العالمي شارك 5 مرات في كأس العالم لكرة القدم، وأفضل نتيجة هي الوصول إلى دور الـ16 في 1986 كأول منتخب أفريقي، وعربي يصل إلى هذا الدور ، و قد خسر آنذاك أمام ألمانيا بنتيجة 0-1.

(1976-1970): أول ظهور دولي وقاري
كانت أول مشاركة للمنتخب المغربي لكرة القدم في بطولة كأس العالم لكرة القدم 1970 في المكسيك، وقد هدد المغرب بالإنسحاب من البطولة إذا ضُمت إسرائيل إلى المجموعة التي تضم المغرب، كما فعلت منذ عامين ماضيين.

(1986-1976): الجيل الذهبي
تعتبر نسخة كأس الأمم الأفريقية 1976 بإثيوبيا, أنجح نسخة للمنتخب المغربي على المستوى القاري حيث نجح بالفوز باللقب لأول مرة في تاريخه والوحيد إلى حد الآن
وفي كأس العالم 1986 بالمكسيك, حقق إنجازا تاريخيا بتصدره للمجموعة السادسة على حساب منتخبات قوية مثل المنتخب الإنجليزي والمنتخب البرتغالي، وبلغ دور ثمن النهائي كأول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى هذا الدور، وواجه المنتخب الألماني (ألمانيا الغربية سابقا) وانهزم بصعوبة بهدف من ركلة حرة غير مباشرة نفدها لوثر ماتيوس بطريقة مباشرة، وخرج المنتخب المغربي مرفوع الرأس.

(2004-1986): بين النجاح والفشل
في كأس الأمم الأفريقية 1988 التي أقيمت في المغرب, تصدر المغرب مجموعته لكنه انهزم أمام الكاميرون في نصف النهائي, و احتل المرتبة الرابعة بعد هزيمته في مباراة تحديد المرتبة الثالثة أمام الجزائر بضرابات الترجيح بواقع (4-3) بعد التعادل 1-1 .و في كأس الأمم الأفريقية 1992 أقصي أيضا من الدور الأول. ثم إن المغرب لم يستطع المشاركة في نسختينكأس الأمم الأفريقية 1994, كأس الأمم الأفريقية 1996.

بعد فشله في المشاركة في نهائيات كأس العالم 1990 , تأهل المنتخب المغربي من جديد إلى نهائيات كأس العالم في دورتي 1994 و 1998 . لكنه في كأس العالم 1994 خرج من الدور الأول بعد خسارته في كل مبارياته؛ إذ خسر أمام بلجيكا ب 0-1 ، ثم أمام السعودية 1-2، وأخيرا أمام هولندا 1-2 . و في كأس العالم 1998 قدم المنتخب المغربي أداء رائعا , فبعد تعادله أمام النرويج 2-2 و خسارته أمام البرازيل ب 0-3 سحق المنتخب المغربي اسكتلندا 3-0 لكنه لم يحالفه الحظ في التأهل بعد فوز النرويج على البرازيل 2-1 في الدقيقة الأخيرة .وفي تصفيات كأس العالم 2002 لم يستطع المغرب التأهل لمونديال 2002 . أما بالنسبة كأس الأمم الأفريقية 2000 و كأس الأمم الأفريقية 2002 فإن المغرب قد خرج مرة أخرى من الدور الأول.

و في كأس الأمم الأفريقية 2004 حقق المغرب إنجازا تاريخيا بوصوله إلى النهائي، واستطاعت تونس الفوز على المغرب 2-1.

مشوار المغرب للمونديال
تأهل منتخب المغرب لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا من 14 يونيو إلى 15 يوليو الصيف المقبل.

تأهل المنتخب المغربي، الملقب بأسود الأطلس نسبة إلى الأسود التي كانت تعيش في جبال الأطلس حتى القرن العشرين، جاء بعد تربعه على عرش صدارة المجموعة الثالثة في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى النهائيات، برصيد 12 نقطة من ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات، ليتأهل مباشرة إلى مونديال روسيا للمرة الخامسة.

الأسود تأهلوا لأول مرة في تاريخهم إلى العرس الكروي في نسخة 1970 التي جرت في المكسيك، وخرجوا من الدور الأول بعد خسارتين أمام ألمانيا والبيرو وتعادل أمام بلغاريا، ليعودوا بعد 16 عامًا ويشاركوا في مونديال المكسيك ويتأهلوا فيه إلى دور الـ 16 كأول منتخب عربي يتخطى الدور الأول، بعد تعادلين وفوز تاريخي على البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، قبل أن يخسروا في دور 16 مع ألمانيا الغربية بهدف دون مقابل.

مشاركة جديدة للمغرب كانت في نسخة 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، و نسخة 1998 التي جرت في فرنسا، لكنها خرجت من الدور الأول، لتشارك مجددًا بعد غياب 20 عامًا في نسخة روسيا المقبلة.

أما على الصعيد الإفريقي فشاركت 17 مرة في نهائيات أمم أفريقيا وحازت على اللقب مرة واحدة في نسخة 1976، كما احتلت المرتبة التاسعة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في تصنيف 1998 كأفضل نتيجة للمنتخب.

ويمتاز المنتخب المغربي بوجود لاعبين مميزين في أفضل الأندية الأوروبية، مثل المدافع أشرف حكيمي الذي يلعب في صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، إضافة إلى حمزة منديل في صفوف ليل الفرنسي، ومهدي بن عطية الذي يلعب في صفوف يوفنتوس الإيطالي ويعد أبرز لاعبي المنتخب.

ويدرب الفرنسي هيرفي رونار المنتخب المغربي الذي تعاقد مع الأسود في عام 2016، وينافس على جائزة “كووورة” لأفضل مدرب منتخب عربي.

محموعة الموت
مشاركة الأسود في النهائيات لن تكون سهلة بعد وقوعهم في “مجموعة الموت”، والتي كانت من نصيب المجموعة الثانية وضمت كلًا من البرتغال وإسبانيا وإيران.

المنتخب المغربي التقى نظيره الإسباني مرتين في 1961، في إطار إقصائيات كأس العالم، وانتهت بفوز الإسبان، في حين واجه منتخب البرتغال بمواجهة واحدة في مونديال 1986 وفاز آنذاك الأسود بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، أسهم في تأهل المغرب إلى الدور الثاني، في حين لم يخض أي مباراة ضد إيران إن كانت ودية أو رسمية.

ويفتتح المنتخب المغربي مبارياته في المونديال مع نظيره الإيراني في 15 يونيو 2018، ثم يلتقي منتخب البرتغال في 20 الشهر النفسه قبل لقاء منتخب إسبانيا بعدها بخمسة أيام.
لاعبون مميزون في أوروبالا تكاد نهائيات كأس العالم في نسخها الماضية تخلو من مجموعة يطلق عليها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) “مجموعة الموت”.

الاتحاد الدولي يطلق اسم “مجموعة الموت” بالاعتماد على معيار قوة المجموعة، ويتجلى هذا المعيار بعملية حسابية، إذ يتم جمع ترتيب المنتخبات، الموجودة في المجموعة الواحدة، وتقسيم المجموع على عددها، أي على أربعة، وكلما اقترب الناتج من صفر كلما كانت المجموعة أقوى وأقرب لأن تكون “مجموعة الموت”.

المنتخب البرتغالي احتل المركز الثالث في تصنيف الاتحاد الدولي في حين احتل المنتخب الإسباني المركز السادس، في حين كان المركز 32 من نصيب المنتخب الإيراني ليأتي بعده أسود الأطلس في المركز الـ 40. وتصب التوقعات لصالح تأهل الإسبان والبرتغاليين إلى الدور الثاني، في حين ستكون مهمة مستحيلة أمام كل من إيران والمغرب إلا إذا فجر أحد المنتخبين مفاجأة من العيار الثقيل.

زياش أمل المغاربة
أصبح حكيم زياش لاعب أياكس أمستردام الهولندي، مطلبا جماهيريا، عندما بدا منتخب المغرب عاجزا، بحصوله على نقطتين في الدور الأخير لتصفيات كأس العالم، وفشل في هز شباك منافسيه.

وتعادل منتخب المغرب بدون أهداف مع الجابون، ثم ساحل العاج، ليتعرض المدرب هيرفي رينارد لانتقادات عديدة، بسبب عدم انضمام زياش للمنتخب.

وتدخل فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي شخصيا، عندما سافر مع المدرب الفرنسي لمقابلة زياش، الذي تحدث قبل ذلك عن عدم انضمامه للمنتخب، في ظل وجود رينارد.

وحملت عودة زياش ستة أهداف للمغرب في مواجهة مالي، وأحرز ثنائية في هذه المباراة ليقود الانتفاضة، التي ساعدها تراجع نتائج ساحل العاج.

ورغم أن زياش أهدر ركلة جزاء خلال المباراة الرابعة، في مالي، فإنه لعب دورا مهما في عودة المغرب إلى النهائيات، للمرة الأولى منذ 1998.

واضطر رينارد لإجراء تغييرات على خطته، عند مشاركة زياش، إذ أعاد يونس بلهندة لاعب جالطة سراي التركي، إلى مركز خط الوسط المدافع، بجانب المخضرم كريم الأحمدي، ليفسح المجال أمام تألق لاعب أياكس.

ولعب زياش مع منتخب هولندا تحت 21 عاما، لكنه فاجأ مسؤولي الاتحاد الهولندي باختيار اللعب للمغرب.
ووصف ماركو فان باستن مهاجم هولندا السابق، اختيار زياش بأنه “ساذج”، لكن في النهاية ثبتت صحة قراره، إذ لم تبلغ هولندا النهائيات للمرة الأولى منذ 2002.

ويحمل زياش آمال الجماهير المغربية في كأس العالم، والتي يلعب فيها الفريق بالمجموعة الثانية الصعبة، بجانب إسبانيا والبرتغال وإيران.

وتجاوز زياش، الذي أشار إلى أن قلبه هو من اختار اللعب للمغرب، خلافه مع رينارد، الذي يمنحه حرية أكبر في اللعب، ما سيزيد من حجم المسؤولية عليه.

موقعة أبيدجان
بلغ المنتخب المغربي كأس العالم 2018 في روسيا، ليشارك في المحفل العالمي للمرة الخامسة في تاريخه بعد أن فاز على مضيفه ساحل العاج بهدفين نظيفين، ليتصدر مجموعته ويلتحق بمصر والسعودية في المونديال الروسي.

ففي مدينة أبيدجان، تقدم أسود الأطلس عند الدقيقة 24 عبر الظهير نبيل ضرار، قبل أن يضيف القائد، المهدي بن عطية، الهدف الثاني للمغرب بعدها بخمس دقائق لينتهي الشوط الأول بهدفين نظيفين.

وفي الشوط الثاني، حافظ المغاربة على تقدمهم بنفس النتيجة، لتنتهي المباراة بنفس نتيجة الشوط الأول ويتأهل المنتخب المغربي إلى كأس العالم 2018.

يذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي يصل فيها المغرب إلى كأس العالم، بعد نسخ 1970 و1986 و1994 و1998، ليلتحق بمصر والسعودية في كأس العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *