دولية

المدينة الآسيوية” بالدوحة .. شكل من أشكال الفصل العنصري

جدة ــ وكالات

كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن قطر شيدت مايسمى بـ “المدينة الآسيوية” من أجل استيعاب مليوني عامل مهاجر في البلاد، لكن النقاد يقولون إنها ببساطة أحد سبل الدوحة لفصلهم وعزلهم عن بقية المجتمع في إطار سياسة التمييز والعنصرية التي تنتهجها ضد العمال الوافدين.
وأوضحت الصحيفة أنه للوهلة الأولى، تبدو “آسيان تاون” مثل أي مجمع آخر، حيث يمكن مشاهدة وجود مركز تجاري ضخم، وصالات ألعاب وساحة يفترشها العمال بعد يوم شاق في العمل.

وأضافت أن المدينة تقع في قلب أكبر معسكر للعمال، عند أطراف العاصمة الدوحة، وفي كل يوم، يتجمع آلاف الشباب من عنابر العمال التي تمتد في قلب الصحراء لأميال حولها، للاستمتاع بأطباق الكاري أو أفلام بوليوود أو مجرد ملاذ من الحرارة الشديدة.

غير أن مراقبين للشأن القطري، يرون أن هذه التطورات ليست محاولة حقيقية لتحسين معاملة العمال المهاجرين، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لعزلهم.
وذكرت المحررة السابقة في موقع “دوحة نيوز”، الذي حظره النظام القطري، شابينا خاطري، إن الغاية من هذه المدينة فصل العمال الوافدين في قطر عن بقية المجتمع.

وتحظر اللوائح الصارمة لتنظيم السكن العائلي في قطر العمال المهاجرين من العيش في أجزاء معينة من البلاد، وخصوصا في الدوحة.
وقبل عقد من الزمان، كان معظم العمال المهاجرين يعيشون في العاصمة وحولها، ولكن مع ارتفاع عددهم من من 1.1 مليون في عام 2008 إلى 1.97 مليون في عام 2018، جرى طردهم عمليا إلى معسكرات ضخمة، غالباً في مواقع نائية، لإفساح المجال أمام مزيد من البناء في الدوحة.

ويحظر النظام القطري، أيضا، على العمال دخول مراكز التسوق والحدائق والأماكن العامة، وخاصة في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، بزعم الخوف من اختلاط “العزاب” مع النساء.
وذكرت خاطري في تعليق لها على هذا المزاعم: ” الكثير من العمال يشعرون بأنهم مستبعدون من المجتمع” الذي يعيشون فيه.

وتطرق تقرير “الغارديان” إلى حالات كثيرة تؤكد الفصل العنصري، منها ما حدث في أغسطس 2018، عندما طرد رجال الأمن عمالا آسيويين من أحد المراكز التجارية في الدوحة، بحجة أنه” في الأعياد للعائلات فقط”.

وقال عامل نيبالي للصحيفة: “هذه هي المرة الأولى التي أتيت فيها إلى المركز التجاري”، مضيفا “لقد جئنا من بعيد وأنفقنا الكثير من المال لزيارة هذا المكان، لكنهم لم يسمحوا لنا بالدخول”.

لكن ذريعة “للعائلات فقط” واهية، وفق فاني ساراسواثي، الصحفية المتخصصة في حقوق المهاجرين، وقالت للصحيفة :” إن لافتات للعائلات فقط ليست سوى قناع للعنصرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *