متابعات

المديرية العامة للسجون .. وعقود من الرعاية والإصلاح والتهذيب

مركز المعلومات – البلاد

كانت السجون في المملكة العربية السعودية في السابق مرتبطة بإدارات الشرطة كواحدة من أقسامها المتعددة، وفي عام 1388 هـ صدرت الموافقة السامية على إنشاء مصلحة عامة للسجون داخل الهرم التنظيمي للأمن العام.ثم توالت بعد ذلك القرارات التنظيمية والتطويرية.

وتهدف المؤسسة الإصلاحية ليس في تطبيق العقوبة والجزاء المتمثل في السجن فقط، وإنما بتحويل هذا السجن إلى مدرسة للإصلاح والتأهيل والتثقيف، يخرّج أناساً مختلفين عمن دخلوه لتنفيذ هذه العقوبة.

ما جعل المديرية العامة للسجون لا تألو جهدا في تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقها ووضع وتطبيق الخطط والبرامج، وكل ما من شأنه تحقيق تلك الأهداف والمسؤوليات ابتداءً من وضع الأطر القانونية والنظامية للتعامل مع السجناء وتصنيفهم ومتابعتهم، إلى إجراء الدراسات الاجتماعية والنفسية لوضع اليد على مكمن الخطر الاجتماعي الذي أدى إلى انحرافهم ليتم إصلاحه وتلافيه مستقبلا.

وتتعامل المديرية العامة للسجون مع السجين على أنه ما زال عضواً في مجتمعه، وسوف يعود إليه يوما ما، لذا لا بد لتواصله مع مجتمعه أن يستمر إلى أن يخرج من سجنه بثوب جديد خالٍ من كل أدران الماضي ومساوئه، ليبدأ حياة جديدة أعدته السجون جيدا ليشق طريقه فيها وذلك من خلال برامج الإصلاح والتأهيل، والبرامج الثقافية والتعليمية التي خضع لها، ناهيك عن دورات التدريب المهني وتنمية المهارات، وبرامج مساعدة أسر السجناء وغيرها من البرامج التي انعكست إيجابا عليهم، فانخرطوا في أشغالها وتدريباتها، وأنتجوا وأبدعوا، وعرضت انجازاتهم في المعارض المختلفة التي شاركت بها المديرية.وكل ذلك قد بشر بنجاح مثمر للسياسات الإصلاحية التي تنتهجها المديرية العامة للسجون في تحقيق أهدافها.

وقد اعتمد القائمون على السجون منذ إنشائها ولغاية الآن كافة البرامج والخطط الطموحة كل حسب اختصاصه، من أجل تطوير السجون في المملكة، وأخذوا على عاتقهم الاهتمام بتلك البرامج والخطط ومتابعة تنفيذها طبقا لمراحلها المختلفة سعيا وراء الارتقاء نحو الأفضل والأصلح .

وتقوم تلك الخطط والبرامج على بعض الأسس منها :
1- العنصر المكاني : وهو المكان الذي يقيم فيه المحكومون والموقوفون والذي ينبغي أن تتوفر فيه كافة الشروط الأمنية والصحية، وان يشتمل على كافة المرافق الضرورية لحياة متكاملة إنسانيا واجتماعيا وأمنيا. ولهذا نجد أن المديرية العامة للسجون لا تألوا جهدا ضمن خططها التطويرية في إنشاء السجون الحديثة المطابقة لأحدث المواصفات العالمية من حيث المساحة الواسعة للمباني والتهوية و المرافق الصحية مع تكامل الخدمات التعليمية والتثقيفية والترفيهية والرياضية , وقد جرى تعميم هذه الأسس على كافة مشاريع السجون في معظم مناطق المملكة .

2- العنصر البشري : وهو يضم طرفي العلاقة داخل السجون أي (رجال الأمن ومساعديهم ) و (النزلاء)، وتتم خطط تطوير هذا العنصر على النحو التالي :

• يتم اختيار رجال الأمن ومساعديهم من الشباب المتعلم، حيث يخضعون لتدريب جيد في معاهد الأمن لتطويرهم في مجال العمل في السجون، وهناك المساعدين من الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين والرياضيين والفنيين المؤهلين بالخبرات العلمية والعملية .

• أما النزلاء وهم المقصودون والمعنيون بخدمات السجون، فقد حرصت المديرية ممثلة في القائمين عليها على تأمين الإرشاد والمأوى النظيف والصحي لهم, كما يتلقى غير المتعلمين دروسا في محو الأمية، بينما ينتظم المتعلمون في صفوفهم لإكمال ما قد سبق أن بدأوه من دراسات قبل سجنهم، بالإضافة إلى تلقيهم تدريبا مهنيا على مجموعة من الحرف وذلك من قبيل المساعدة في تأمين مستقبلهم بإيجاد فرص العمل الشريف بعد خروجهم من السجن. يضاف إلى ذلك كله تقديم بعض البرامج الترفيهية والتثقيفية والرياضية داخل السجون .

العمل الاجتماعي داخل السجون:
يوجد في كل سجن أخصائي اجتماعي أو أكثر لدراسة حالات النزلاء والتعرف عن كثب على أسباب انحرافهم والظروف الاجتماعية التي أدت إلى هذا المصير , ويعايش الأخصائيون الاجتماعيون السجناء ويبذلون لهم النصح والإرشاد بما يفيدهم عند خروجهم من السجن بعد انقضاء العقوبة. ويعتبر ذلك خطوة في سبيل دفع الجانح للعودة إلى مجتمعه كمواطن صالح ونافع لنفسه ولمجتمعه ,

كما تتوفر ضمن العمل الاجتماعي داخل السجن رعاية اسر السجناء وكذلك برامج الرعاية اللاحقة للسجناء بعد الإفراج عنهم، ولا ننسى الإشارة إلى أن برامج الرعاية الاجتماعية داخل السجون تختلف باختلاف احتياجاتهم وما يناسبهم ،وللنساء أيضا في سجنهن ما يناسبهن وكذلك بالنسبة للأحداث الموجودين في الإصلاحيات.

مديرية السجون تحصد العديد من الجوائز في مسابقة الأمير نايف لحفظ القرآن
حصدت المديرية العامة للسجون ١٦ جائزة في مسابقة الأمير نايف لحفظ القرآن الكريم التي اختتمت في شعبان المنصرم ، ضمن حفل ختامي بقصر الثقافة في الحي الدبلوماسي بالرياض، بحضور معالي مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات المشرف العام على الأمن العام الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، حيث كرم الفائزين والفائزات الأوائل في مسابقة الأمير نايف لحفظ القرآن الكريم للقطاعات الأمنية بكافة فروعها.

من جهته أوضح المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون العميد الدكتور أيوب بن نحيت, أن منسوبي المديرية العامة للسجون قد حصلوا على ١٦ جائزة من مجموع الجوائز البالغ عددها ٣٩ جائزة في خمسة فروع، منوهاً بأهداف المسابقة التي تأتي تأكيداً لاهتمام وزارة الداخلية بجانب الإرشاد والتوجيه والارتقاء بمستوى رجل الأمن، وأثر القرآن الكريم في بناء شخصية رجل الأمن وسلامة معتقده وفكره وتهذيب أخلاقه وسلوكه، إضافة إلى إبراز دور وزارة الداخلية في الإسهام في خدمة القرآن الكريم.

فيما أعرب الفائزون والفائزات من منسوبي السجون عن شكرهم وتقديرهم لمدير عام السجون على متابعته وتحفيزه للعاملين والعاملات لمضاعفة الجهود في الميادين كافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *