جدة – البلاد
اتابع العمل الصحفي منذ سنوات بعيدة في بلدي مصر وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة وكانت الصحافة والصحفيين ايام زمان لهم بريق خاص وسبق لي ان تحدثت عن الصحفيين في مصر.
واذا جاز لي عن الصحفيين في المملكة فلابد ان اذكر منهم الاساتذة عبدالله مناع ومحمد صلاح الدين وهاشم عبده هاشم وسباعي عثمان وحسن عبدالحي قزاز واستاذنا عبدالمجيد شبكشي وعبدالغني قستي “يرحمهما الله” وجيل كامل من الشباب عبدالرحمن عبدالواحد وعبدالله خوجة بكة وعبدالرحمن ادريس وعبدالرحمن عبدالملك وعبدالرشيد حافظ وايمن حبيب ومصطفى ادريس وعلي فقندش هؤلاء الصحفيين الشباب بدأوا من سنوات في العمل الصحفي بعضهم بدأ في العزيزة (البلاد) وآخرين انتقلوا الى صحف اخرى مثل وهيب غراب وصالح الدويس واخرين هذا الجيل من الصحفيين الشباب كانوا يركضون للحصول (على خبر) ويفرح الواحد منهم عندما تنشر له الجريدة خبر مميزة.. ويا حبذا لو كان في الصفحة الاولى او الاخيرة بل انه في فترة من فترات البلاد كان خبر الصفحة الاخيرة الرئيسي يصرف عنه (مكافأة خاصة) وكنا نتنافس للحصول على هذا الخبر حتى لو مشيت اليه عدة كيلو مترات (على اقدامي) الآن انقلبت الصورة تماماً بفضل تدخل (المتحدث الرسمي) و(الانترنت) المتحدث الرسمي اصبح موجوداً في جميع الاجهزة الحكومية والمؤسسات والمصالح وهو جاهز لكتابة خبر بحسن فيه صورة مؤسسته والدفاع عن الجهاز الذي يعمل فيه حتى ولو وقع في الخطأ.. وهو ليس بمتحدث رسمي بل بمتحدث لتحسين “الصورة” فقط وجيلنا من الصحفيين لم يتعود على ذلك.
الكارثة الجديدة (الانترنت) الذي يثقل الاخبار لكافة الصحفيين سواء كانت صحيحة او مشكوك في صحتها وما على “الصحفي الا طباعة هذه الاخبار ويزينها باسمه المحترم ويقدمها على انها من نتاج افكاره ومن نتيجة جهده وهو في الحقيقة لا يقوم الا بجهد طباعتها.. وهذه هي الطامة الكبرى لقد تعود جيل اليوم من الصحفيين “الكسل” وركنوا الى الاخبار الجاهزة وضاع السبق الصحفي بين الصحف وحسبي الله.