أون لاين الأرشيف

الكهرباء في المملكة قديماً…!!

ساحة قصر المربع الذي شهد أول إنارة بالكهرباء في العاصمة.. ما إن بدأ وميض الكهرباء يسري في أزقة مدن بلادنا شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً، إلاّ وبدأ الناس حول تلك الفوانيس و”الأتاريك”، وكأنهم يتحلّقون حول مصباح “علاء الدين السحري”، فقد دخلت الكهرباء – بعد بزوغها في الحرمين الشريفين وفي أزقة مكة المكرمة والمدينة المنورة – إلى العاصمة الرياض عبر قصر المربع الذي استقبل أول مولد كهربائي أضاء غرف وحجرات ودهاليز القصر العتيد؛ الذي بدأ من خلاله “المربع” كأنه قلعة وسط النجوم، حيث الأرض الفضاء التي تبدو لسكان مدينة الرياض وللراحلة والمسافرين؛ وكأنها آية من آيات ذلك الزمان، لا سيما حين بدأت الكهرباء بالانتشار شيئاً فشيئاً، واستطاع من خلالها الأهالي أن يمدّوا الأسلاك بين بعضهم البعض وسط صورة من صور التعاون والتكافل الاجتماعي، وعليه كانت القصور والدور العالية تجود بما تمتلكه من مخزون الطاقة الكهربائية لجيرانها، وهي التي كانت مقتصرة على الإضاءة فقط كما يعاني منها مرتادو الطرق والأزقة، لا سيما حين يغيب البدر ويتيه البعض في دياجي الظلام وحناديس الليل البهيم.
دخلت المولدات الكهربائية إلى بلادنا بعد (أربعين) عاماً من إنشاء أول محطة توليد للطاقة الكهربائية في العالم، حيث أنشأ المخترع الأمريكي الشهير توماس أديسون أول محطة صغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية في “نيويورك” لتنتشر بعدها المولدات في أصقاع المعمورة شرقاً وغرباً.
كانت إضاءة الشوارع في كافة مدن وقرى المملكة مقصورةً على القناديل و”المسارج” التي تُشعل بوقود “القاز”، كما انتشر في مكة المكرمة وبعض مدن الحجاز ما يسمى “القمرية”، وهي عبارة عن “أنتيكة” مزودة بآلة تُعبأ كما تعبأ الساعة، ولها مروحة صغيرة في جوفها تطرد الدخان، كما عرفت بعدها “الأتاريك”، وهي نوعان منها ما يستضاء به في البيوت وهو صغير الحجم، وجاء التمدّن بعد مرحلة صعبة من استعمال «السراج» و«الأنتيكة» و«القمرية» و«التريك».. والحصول على «القاز والفتيل» (يعلق على أعمدة الخشب)، وقد سبقتها الفوانيس التي هي نوع من “الأساريج”.

من صفحة \"Salwa Ak\"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *