متابعات

العيدية.. .. من الود والتراحم .. للتفاخر والمباهاة

جدة – ليلى باعطية

العيد ارتبط في أذهاننا جميعا بالملابس الجديدة ، وزيارات الأهل والتنزه ، وبـ ” العيدية ” ، حلم ” الثراء السريع ” لنا كصغار ، نظل أياماً وأياماً ، نتوقع حصيلتها ، ونرتب ونخطط في طرق ومسارات إنفاقها ، ورغم أن أرقام مبالغ العيدية تحولت من أرقام قليلة إلى عشرات ومئات وربما آلاف الريالات ، وظهور طرق جديدة في تقديمها تتكلف آلاف الريالات الإضافية ؛ مع صندوق أو باقة ورد أو ” مزهرية ” أو حلوى فاخرة ، إلا أن جميع من تحدثوا لـ “البلاد” اجمعوا على ” قلة بركة ” العيدية ؛ لأنها كانت تمنح بحب وود وتجرد ، والآن للتظاهر والمباهاة وتبادل المصالح.

عيديات زمان
بدأت “البلاد” في استرجاع ذكريات “العيدية “مع قرائها لتتبيّن ما لذي بقي وما الذي اندثر في زمننا الحالي، فكان الحديث ذو شجونٍ وحنين:

“عادل محمد” 60 عاماً، يسترجع أيام صغره عندما كان مجمل عيديته 50 ريال، حيث تبدأ من ريال واحد، واعلى مبلغ يحصل عليه من والده 10 ريالات. وتوقفت العيدية عندما اصبح عمره 13 سنة لأنه اصبح يعمل، وأشار إلى ان هناك فرق كبير بين عيديات زمان والوقت الحالي سواءً من ناحية اعداد من يحصلون على العيدية ، الذين بزيادتهم تزيد التكلفة على من يقدم العيدية، أو من ناحية زيادة المبالغ المدفوعة وذلك بحسب الوضع المادي للعائلة، فهناك عوائل تُعطي أفرادها 500 ريال و 1000 ريال وأكثر كـ” عيدية”.وتسترجع أيضاً التربوية “فاتن سندي” أيام طفولتها عندما كانت العيديات تُعطى يداً بيد، وتتم معايدتها بـ 5 ريالات مع حلاوة “حلقوم”.

 

فقدت البركة
ويرى الدكتور فايز الشبيلي ، طبيب أطفال ، أن العيدية كانت قيمتها المادية في السابق بسيطة ولكن معناها غال وعزيز ، مع الشعور بالفخر من الشخص الذي قدّم لنا العيدية. امّا في الوقت الحالي أصبحت العيدية كبيره بقيمتها المادية ولكن ليس بها بركه لان الذي قدّمها هدفه منها فقط الدعاية بأنه أعطي اكثر من غيره ، ولا يملك حب لتقديمها بل هدفه منها ان يقال عنه كم اعطى، والويل لمن ردّ العيدية لأبناء المُعطي بأقل ما أعطى لأبنائه، ليصبح الأمر بذلك تبادل مصالح.

اختلف حال العيديات عند الدكتورة “مي رشوان” 29 سنة : في السابق كان الناس يعيّدون على بعضهم ، وتمنح العيدية بحب ، ويُخلف ذلك شعوراً بالفرح؛ حيث كان يصل مجموع عيدياتها 3000 ريال، والآن أصبحت لا تتجاوز الـ 1000 ريال واقتصرت فقط من المقربين لها وتشعر بأن منحها أصبح واجباً.

وتسترجع الصحفية أماني أحمد “أيام العز” على حدّ وصفها عندما كان يبلغ مجموع عيدياتها 3000 ريال، لكن تشير أنه في الوقت الحالي توقفت الناس عن المعايدة بسبب ضيق ذات اليد ، ليصبح مجموع عيديات أبنائها جميعهم 2000 ريال تقريباً، وهي أيضاً أصبح تعايد الأطفال بمبلغ 50 ريالاً فأقل.

4000 ريال لتوزيعات مرافقة للعيدية

وفيما يخص طريقة تقديم العيديات في الوقت الحالي ، قالت “فاتن سندي” أن الوضع الحالي اختلف عن السابق، فأصبحت تأخذ أشكالاً مختلفة إما على شكل صندوق أو مع باقة ورد وغيره، حيث تكلفهم بدون مبالغ العيديات ما بين 500 إلى700 ريال، إضافةً إلى زيادة مبالغ العيديات حيث يأخذ الأبناء و الاحفاد 500 ريال لكل شخص.وأضافت الدكتورة مي رشوان أنهم يشترون قُبيل العيد هدايا صغيرة وشوكولا تقدم للأطفال مع العيديات، وبطاقات خاصة بالمعايدة للكبار، حيث يبلغ مجموع المشتريات بدون مبالغ العيديات 500 ريالاً.

وانتقدت الفنانة التشكيلية ابتسام باجبير” هذه المبالغة التي أصبحت النساء منكبّاتٌ عليها في السنوات الأخيرة والتي لاترى لها أيّ داعٍ. كما انتقدت ما فعلته زوجة ابنها في إحدى السنوات في العيد عندما بالغت في نوعية التوزيعات المرافقة للعيديات إلى أطفال العائلة، حيث بلغت تكاليفها 4000 ريال، بالإضافة إلى مبلغ 150 ريال داخل كل توزيعة.

طلبياتٌ مُكلفة للتوزيعات

وتوجهت ” البلاد” إلى أصحاب محال الهدايا ، حيث قالت صاحبة متجر “فوفا” أن شهر رمضان شهر بركة وخير بالنسبة لهم لأن الطلبيات تكون فيه كثيرة مقارنةً بباقي الشهور، فقُبيل بداية الشهر تبدأ الطلبيات ترحيباً بقدومه، ثم تبدأ طلبيات توزيعات “القرقيعان” وفي نهاية الشهر تأتي طلبيات تجهيز توزيعات العيد. وتحرص كل سيدة خلالها أن تكون متميزة في طريقة اختيارها للتوزيعات التي ستقوم بتقديمها لضيوفها، وتطلب الواحدة منهن أعداداً كبيرة تتجاوز الـ 300 توزيعة.

بينما أشارت صاحبة محل “سمر روز” للهدايا أنهن يحاولن قدر المستطاع تلبية رغبات السيدات، فهن لا يرضين سوى بأشياء ذو خامةٍ جيّدة وعملٍ مبتكر مع الحرص على أخذها بأسعار رخيصة، فمثلاً هناك من السيدات من طلبت أن نقوم بتنسيق مجموعة مزهريات زجاجية، تحوي كل واحدةٍ منها وردةً دائمة والكتابة عليها بألوان الإكريليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *