محليات

الطلاب ضحايا سوء المقاصف وجشع المتربحين

جدة – عبدالهادي المالكي

على الرغم من تحذيرات المختصين في التغذية من مستوى جودة وإدارة المقاصف المدرسية، لم تتوقف هذه المقاصف عن العمل ولم يشملها أي تطوير، بل تتنافس العمالة على استئجارها كل عام من أجل تحقيق أرباح مالية.

ومع التنافس الشديد للحصول على عقد تشغيل المقصف مقابل أجر مادي، واستئجار المتعهدين للمقصف ثم تأجيره من الباطن لعمال أجانب، يظل الطلاب هم الضحية لسلبيات هذا العمل، فلا يوجد اهتمام بنوعية الغذاء أو جودته، الأمر الذي دعا أولياء أمور التلاميذ إلى التعاقد مع شركات أغذية ذات مستوى عال، ما يحتم على وزارة التعليم التحرك لتحسين جودة هذه المقاصف، خصوصًا أن الدخل الناتج يستخدم في أنشطة المدرسة وتجديدها.

وفي لقاء لـ”البلاد”، قال الطلاب: محمد البارقي ومهند الزبيدي وتركي السميري وطارق المالكي، إن “المقاصف للأسف أصبحت سيئة ولا تقدم إلا الحلويات والشبس وبالنسبة للسندوتشات التي يقدمونها فهي باردة ومعدة يدويا ودون جودة، كما أنها غير مغلفة بشكل صحي، كما أن الحلويات التي تقدم تكون سيئة الصنع والمصدر”.

واشتكى الطلاب كذلك من غلاء الأسعار في المقاصف مقارنة بالمتاجر خارج المدرسة، فمثلا سعر قارورة الماء يصل إلى ريال، وهي التي تباع في المتاجر بنصف ريال. وقال أحدهم “لسنا في صالة مطار ونريد أسعار كما في متاجر الحي”، مشيرا إلى إدارة غير سعوديين لها.

وأبدى الطلاب رغبتهم في تحسين مستوى السندوتشات وألا تقتصر على الجبنة، وكذلك أن يكون هنالك اهتمام صحي بها كما في المتاجر والمخابز الكبرى.
وتحدث الطالبتان اريام المالكي وأميرة المالكي عن كثرة المواد الملونة والمصنعة في منتجات المقصف، وهو أمر غير صحي، وطالبن بأن يكون هناك رقابة صحية من قبل وزارة الصحة وان يوضع شرط لفتح المقصف وهو الحصول على شهادة صحية للعامل وإلزام المديرين بألا يباع أي طعام غير صحي، كذلك تفعيل برنامج الاسر المنتجة وان يكون العاملات سعوديات.

وتابعن: “يجب ألا تباع الا المياه الصحية المصنعة في شركات معروفة ولها ثقتها في المجتمع حيث ان المياه التي تباع حاليا تكون من قبل شركة سيئة ومياهها مضرة صحيا”.

من جهتها، قالت أخصائية التغذية وجدان قطب: إن الوجبات الغذائية التي تقدم في المدارس ضعيفة الفائدة، كما أنها لا تمت للتغذية الصحية بأي شكل من الأشكال.

وأضافت: “عندما نقدم للطالب والطالبة المخبوزات الجاهزة أو الساندويتشات المقدمة من شركات الوجبات السريعة، وكذلك البيتزا وأنواع الفطائر والكيك، كيف نتوقع أن تكون قدرته على الاستيعاب والفهم”، مشيرة إلى أن هذه المنتجات مكدسة بالدهون ومليئة بالصبغات والمواد الحافظة المضرة بالصحة.

وأوضحت أن الدهون تقلل قدرة الطلاب على الفهم، والقدرة على متابعة حصص متتالية، فهي ثقيلة في هضمها وحتى في الاستفادة منها، وليست كالمواد التي تمد الجسم بالطاقة والحيوية بشكل صحي.

واعتبرت الأخصائية أن المقاصف المدرسية تسعى إلى الكسب المادي، دون مراعاة ما تقدمه من وجبات، والأهم هو إغراء الطالب والطالبة بها فقط للشراء، مؤكدة أهمية دور أولياء الأمور في الاهتمام بإمداد أطفالهم بما يستحقونه من غذاء جيد ونظيف.

كما طالبت الجهات المعنية بزيادة الرقابة على إدارات المدارس ومقاصفها، من خلال وضع الشروط والمتطلبات الصارمة لحفظ حقوق الطلاب والطالبات بتقديم كل ما هو مفيد وفيه صالحهم.

وحاولت “البلاد” التواصل مع المعنيين في وزارة التعليم للرد على تداعيات وأسباب فشل الشركة المشغلة للمقاصف وسحب التصريح منها من قبل الوزارة، من دون استجابة خصوصا من المتحدث الرسمي لإدارة التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *