م. نبيل صالح صابر
استعداداً للصيام والقيام في شهر رمضان … كان يقوم أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة وجده وينبع والطائف وماحولها من القرى والهجر.. بما يعرف بـ “الشَعْبَنةُ” نسبة لشهر شعبان…
الشعبنة عادة وتقليد قديم توارثناه عن الأباء والأجداد، وتقوم به العوائل كما يقوم بها الأصحاب. وفي الغالب تبدأ جمعات ورحلات الشعبنة بعد منتصف شهر شعبان وبالأخص في نهايات الأسبوع وتستمر هذه التقليعة المحببة (ليس لها علاقة بالدين والعبادة) إلى نهاية شهر شعبان. وهي عادة تراعى فيها أدبيات الدين والتقاليد الحسنة وفي الوقت نفسه ليست مرتبطة بجانب ديني خارج الكتاب والسنة .
الهدف من الشعبنة اجتماع الأهالي و الأقارب و الأحباب أو الأصحاب يجتمعوا في لقاءات يفرحوا و يسمروا و يسهروا و يأكلوا ما لذ و طاب وليودعوا شعبان و يستقبلوا شهر رمضان بخيراته وعباداته . في العادة تتم الاجتماعات خارج البيوت… ففي مكة المكرمة يجتمعون على صعيد عرفات أو في مزارع وبساتين منطقة (الزَيمَة) على طريق الطائف القديم مرورًا بمنطقة الشرائع، أما في المدينة المنورة والطائف ففي المزارع والبساتين ، أما أهل مدن السواحل البحرية فرحلات الصيد أو الاجتماع على الشواطئ. ففي جدة كنا نجتمع في الكوكيان (أبحر الجنوبية) أو في غُبة عشرة( شمال محطة التحلية الحالية) أو جُزُر القطع (نُبحر لها).
أكلات الشعبنة في الخلا أو المزارع لاتخلو من خروف أو اثنين يُذبحا في الجلسة ويعلقان على فروع أقرب شجرة، وتعد قدور الطبخ المركوزة على ثلاثة حجار يوقد تحتها الحطب، أو كانون الشَّوَى ، أو صاج السلات وفي كل الحالات تجهز السلطات المناسبة، مع أنواع الحلوى القديمة من اللدو والهريسة والمهجمية (تشبه الحلقوم ) واللبنية والمشبك.
أما أهل الساحل فبالإضافة لما جاء من أكلات… فلا يستغنون عن صاج القلي يوضع فيه الحوت المبزر ويعد الرز الأبيض أو الصيادية حسب نوع الحوت الموجود، وفي العادة تكون سلطة المشرمل جاهزة (طحينة وحمر وبصل مكشن).
نِعمٌ كثيرة تستحق الشكر في شعبان ورمضان بل في كل الأوقات. ونأكل أنواعًا أخرى في رمضان لا مجال لتعدادها الآن!!!!. إذاً ليس هناك وداع سوى لجلسات الخروج للخلا والبحر، حيث ارتباطات التجمعات والسمر والألعاب الشعبية ومنها الكبتُ والمزمار ، التي تتقلص خلال شهر رمضان.
شهر شعبان يقع بين شهري رجب (المحرم) و رمضان (شهر العبادة والغفران). ويُستعد فيه لاستقبال رمضان بالتدريب مع الأجر على الصيام لكي لايدخل علينا رمضان في مشقةٍ وكُلفة .
[email protected]