دولية

الدوحة وتل أبيب.. العشق المفضوح

جدة ــ البلاد
لم تكن العلاقات بين قطر وإسرائيل وليدة اللحظة بقدر ما كان العام 2009، تتويجاً لها، وخروجها من السرية إلى العلن، صاحب ذلك بوادر تحول كبير في السياسة القطرية، تجاه دول المنطقة برمتها ثم إن علاقة قطر بإسرائيل التي بدأت في العام 1996 عبر غرفة مصالح مشتركة وعلاقات دبلوماسية قوية، ومصالح اقتصادية سرعان ما تطورت وبلغت حد توقيع اتفاقيات صفقات التسليح وبيع الغاز القطري لإسرائيل في العام 2008، ومضى الأمر ليصل حد مطالبة الدوحة برفع الحظر الاقتصادي عن إسرائيل. كما أن العلاقة الدافئة التي جمعت قطر وإسرائيل ساهمت بشكل كبير في تعزيز الانقسام بين الفلسطينيين، وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية، لصالح المشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل حد المشاركة الثانية في المناشط الرياضة فقد كشف حساب “قطر يليكس” عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، عن استضافة الدوحة للاعب الإسرائيلى “دودي سيلا” في بطولة قطر المفتوحة في التنس، وذلك في تغريدة نشرها أمس الأول.
ونشر الموقع صورة للوحة إعلانات البطولة، ويظهر فيها علم إسرائيل بجوار اسم اللاعب، وكتب الحساب تعليقا على الواقعة: “تميم يواصل التطبيع الرياضي مع الصهاينة باستضافة اللاعب الإسرائيلي دودي سيلا في بطولة قطر المفتوحة للتنس”.
فيما عبر المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوناتان جونين عن سعادته باستضافة قطر لاعب تنس إسرائيليًّا في إحدى البطولات.
ومن خلال تغريدةٍ عبر حسابه الرسمي في تويتر قال: كم أكون سعيدًا وأنا أرى اللاعبين الإسرائيليين وهم يشاركون في مختلف البطولات لجميع الألعاب بالشرق الأوسط، والآن يشارك نجم التنس الإسرائيلي “دودي سيلا” في بطولة قطر المفتوحة للتنس والمقامة حاليًا في الدوحة، حظا سعيدا لـ”سيلا” وأي لاعب إسرائيلي يخوض المباريات في أي دولة بالمنطقة.
بدوره نشر المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني رسالة من قبل الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية، هدد فيها تميم بكشف وثائق خطيرة ضده أمام الرأي العام القطري.
وقال القحطانى، عبر حسابه الرسمي على “تويتر” :” الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني يصرح إذا قام تنظيم الحمدين بقمع أي مواطن قطري من المشاركين بهاشتاج (“تطبيع اتحاد التنس مرفوض)” فسوف أكشف عن وثائق وتسجيلات خطيرة أمام الرأي العام القطري وسوف تكون هذه نهاية هذا التنظيم.
ووجه القحطاني رسالة إلى تميم بن حمد قائلا :”الشعب القطري يقول لك تطبيع اتحاد التنس مرفوض، قل لعزمي انه مرمط سمعتك بالتراب”، وتابع شهر تكذبون بالجزيرة وتقولون السعودية تستضيف في بطولة الشطرنج وثبت كذبكم للجميع، الحين وين تودي وجهك من شعبك!”.
وعلى صعيد آخر لم يكن مفاجئا قرار السلطات القطرية بالسماح للمستثمرين الأجانب بالتملك بنسبة 100% في عدد من القطاعات الاقتصادية يأتي ذلك، بعد أن تضررت المؤشرات الاقتصادية للدوحة، بشدة، من الهبوط الحاد في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، منذ قرار مقاطعة الرباعي العربي لها في يونيو الماضي.
وقانون التملك قبل تعديله، كان ينص على السماح بتملك الأجانب في الشركات والأسهم بنسبة لا تزيد على 49% مع وجود مستثمر قطري الجنسية يملك 51% من الشركة؛ ما يجعل اتخاذ أي قرارات مصيرية للشركة بيد القطريين.
ولكن القرار الجديد يمهد الطريق أمام تغلغل الأجانب داخل البورصة المحلية والقطاعات الاقتصادية؛ ما يزيد من مخاطر التخارج عند أي هزات مستقبلية.
وبالأرقام، تظهر التقارير الاقتصادية تراجع عدد المستثمرين الأجانب (أفرادا وشركات) بنسبة 1.5% منذ بدء المقاطعة العربية إلى 187331 ألفا، نزولا من 190136 ألفا مطلع يونيو الماضي. ويشكل المستثمرون الخليجيون (أفرادا وشركات) ما نسبته 23.2% من إجمالي عدد المستثمرين القطريين (6345 ألفا)، وترتفع النسبة إلى نحو 29.4% مع إضافة المستثمرين الأجانب وتلجأ الدول عادة لإبقاء أغلبية ملكية الاستثمارات بيد المواطنين من حملة جنسيتها، تجنبا لأية قرارات تخارج مفاجئة قد ينفذها الأجانب بحثاً عن البيئة الأفضل لتحقيق الأرباح. ويوضح تقرير أصدره مصرف قطر المركزي، سبب قرار رفع نسبة تملك المستثمرين الأجانب في البورصة، فالتقرير الذي يفصل ميزان مدفوعات قطر حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضي، أظهر تراجعاً حاداً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، سواء الاستثمارات القطرية في الخارج أو الأجنبية داخل البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *