صنعاء ــ وكالات
تحولت جبهة الساحل الغربي في اليمن إلى مقبرة جماعية لميليشيات الحوثي، ويوما بعد آخر، يتصاعد أعداد قتلاها من القيادات الميدانية البارزة، التي دفعت بها في محاولة يائسة لمنع انتزاع شريانها البحري الأخير في مدينة وميناء الحديدة.
ورصد الموقع الرسمي للجيش اليمني، في إحصائية نشرها امس “الاثنين” مصرع أكثر من 250 عنصرا من الميليشيات خلال أسبوع فقط من المعارك العنيفة التي تشهدها جبهة الساحل الغربي بينهم أكثر من 20 قياديا ميدانيا، إضافة إلى إصابة العشرات.
وأكد الموقع أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت في ذات الفترة خلال معارك الساحل الغربي من أسر ما لا يقل عن 143 عنصرا من ميليشيات الحوثي.
وتضمنت الإحصائية أسماء 17 قياديا حوثيا بارزا من القتلى في جبهة الساحل الغربي خلال أسبوع فقط،
فيما أطلقت الميليشيات الانقلابية، في العاصمة اليمنية صنعاء، حملة واسعة لمطاردة منتسبي الجيش والأمن الفارين من المعسكرات والرافضين للقتال في صفوفها، من أجل إرسالهم إلى جبهة الساحل لغربي التي تتكبد فيها خسائر فادحة وهزائم متلاحقة.
وأفصح أحد عقال الحارات في صنعاء، أن الحوثيين طلبوا منه حصر العسكريين الموجودين في الحي المسؤول عنه، مؤكداً أن “عُقال الحارات” الآخرين في صنعاء تلقوا نفس الأوامر. وأشار إلى أن قيادات حوثية أبلغتهم أيضاً بتحضير مقاتلين من أجل معركة “الحديدة” المرتقبة.
كما كشف ضابط رفيع يعمل مع الحوثيين، أن القيادي الميداني للميليشيات أبو علي الحاكم طالب في اجتماع سري مع مسؤولي الدوائر العسكرية، بتحضير لواءين عسكريين على وجه السرعة لإرسالهم إلى الحديدة ، ورفع كشوفات الرافضين في أسرع وقت ممكن. وقال الضابط، بحسب ما نقلته عنه مواقع إخبارية محلية :”من الصعب أن نتورط في الكشف عن زملائنا الذين تركوا السلك العسكري وذهبوا للبحث عن قوت أطفالهم وإعالة أسرهم”.
وأضاف: “هذا تطور خطير في محاولة الدفع بالأفراد إلى جبهات القتال”، في حين أكد عدة جنود “إنهم لن يقاتلوا في صفوف الحوثيين، وإذا اضطر الأمر سيغادرون إلى قراهم وقبائلهم”.
وفي السياق ذاته، طلبت ميليشيات الحوثي من موظفي وضباط مصلحة الأحوال المدنية (تابعة لوزارة الداخلية) في صنعاء، التوجه إلى جبهة الساحل الغربي، وهو ما قوبل بالرفض، وفق ما كشفه أحد الموظفين في المصلحة، الذي أضاف أن قيادات الحوثي هددتهم بفصل كل من يرفض هذه الأوامر من عمله.
ولم تدخر الميليشيات أي طريقة في تحشيد مقاتلين لتعويض النقص الحاد في صفوفها جراء العزوف الشعبي و الهزائم الساحقة التي تتكبدها خاصة في جبهة الساحل الغربي.
الى ذلك فثمة بوادر انتفاضة شعبية بدأت تتشكل ضد المليشيات في الحديدة، بالتوازي مع اقتراب الجيش اليمني الموالي للشرعية لأسوار المدينة.
حيث استفاق الحوثيون على مفاجأة غير متوقعة أمس حينما قام سكان غاضبون بحملة واسعة لإزالة شعارات خاصة بالمليشيات من على الجدران، واستبدالها بأخرى مناهضة لهم، الأمر الذي ضاعف من حالة الهلع والارتباك لديهم.
وقالت وسائل اعلام يمينة ان عدداً من الشبان الغاضبين قاموا بحملة إزالة وطمس شعارات الموت الطائفية من على جدران الأحياء، واستبدلوها بعبارات مناهضة من قبيل “لاحوثي بعد اليوم”، وأخرى تطالبهم بالخروج من المدينة.
ونقلت تلك الوسائل عن مصادر طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن المليشيات حاولت معرفة أسماء من قاموا بالحملة بغرض اعتقالهم لكن مساعيها باءت بالفشل.
وتزايدت مشاعر الخوف والقلق لدى مليشيات الحوثي مؤخراً من إمكانية حدوث انتفاضة داخلية في المدينة، ماقد يعجل بعملية تحريرها على يد الجيش اليمني الذي بات على بعد كيلومترات قليلة فقط منها.
ونجح الجيش اليمني الموالي للشرعية خلال الأسابيع الماضية في تحرير مساحات واسعة من الحديدة، في أعقاب معارك عسكرية ضارية خاضها ولايزال مع الانقلابيين.. وكانت مليشيات الحوثي الموالية لإيران قد سيطرت على مدينة الحديدة الاستراتيجية أواخر العام 2014 بعد إنقلابها على السلطة الشرعية.