دولية

الحوثي يختار التصعيد .. والشرعية تدفع بتعزيزات للحديدة

عدن ــ وكالات

لم تمنع زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لصنعاء الحوثيين من مواصلة حشدهم وتصعيدهم العسكري وسط تقارير لوسائل إعلام يمنية حول رفض الحوثيين تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة.
غير ان المبعوث الخاص قال امس إنه أجرى محادثات وصفها بالـ “مثمرة” مع زعيم المليشيات الإيرانية.

ويحاول غريفيث منذ ثلاثة أيام إقناع الحوثيين بتسليم مدينة الحديدة ومينائها الذي حوله الحوثيون من شريان لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى جسر للتزود بالأسلحة الإيرانية.

وقبل مغادرته صنعاء، قال غريفيث إنه ربما يلتقي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن.
وللحوثيين تاريخ طويل في إحباط أي حلول سياسية تخرج البلاد من الأزمة التي تعيشها منذ انقلابهم على السلطة الشرعية قبل نحو 4 سنوات.

وأتى تأهب ميليشيات الحوثي ميدانياً تماشياً مع تغير موقفهم السياسي، حيث كشفت مصادر مطلعة إبلاغ قادة الانقلاب المبعوث الأممي رفضهم تسليم ميناء الحديدة.

إلى ذلك، أفادت المصادر بأن الحوثيين وضعوا شروطا جديدة بخصوص تسليم الميناء لم تكن مطروحة في العرض السابق وهو أن يكون دور الأمم المتحدة إشرافياً أو السماح لفرق التفتيش.

يذكر أن مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن كان وصل إلى صنعاء في زيارة تستغرق 3 أيام، في اطار جهوده للتوصل الى اتفاق يجنب اندلاع مواجهة عسكرية في الحديدة، غرب اليمن.
وكان غريفيث زار صنعاء في السابع عشر من يونيو الماضي وغادرها بعد يومين.

وبعد لقاءات في صنعاء مع قادة الانقلاب، التقى غريفيث الأسبوع الماضي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية.

وعلى صعيد العمليات العسكرية وجهت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة ضربات موجعة للمليشيات الانقلابية المدعومة من إيران.

ونفذ طيران التحالف العربي سلسلة غارات محكمة وتمشيط واسع لخطوط الإمداد الحوثية، فضلا عن قصف معاقل متفرقة لهم بمدن زبيد والدريهمي والتحيتا.

وضمن استهدافها المتواصل للمدنيين أطلقت المليشيات بشكل متعمد 20 قذيفة هاون على أحياء متفرقة من مدينة حيس من مواقعها الجبلية في جبل رأس وشرق المديرية، للتخفيف من انهيارها بمنطقتي النخيل ووادي الرمان بالدريهمي والفازة ومركز التحيتا ثم خوض القوات المشتركة معاركها في شرق موقع الجاح العسكري بمديرية بيت الفقيه.

وتلقى الحوثيون هزيمة عسكرية فادحة، تراجعت بعدها المليشيات الإرهابية إلى نصب سواتر ترابية جديدة، إضافة إلى متارس عسكرية في أماكن مخفية بمحاذاة طريق الحسينية بيت الفقيه.

كما طوقت المليشيا الطريق الرابط بين زبيد والتحيتا بالعبوات الناسفة وزرعت على الطريق ألغاماً مضادة للعربات والأفراد، ما أجبر السكان الفارين من المعارك على الامتناع عن ارتياده، في انتهاك جديد يغيب عن سجلات الأمم المتحدة البعيدة عن تتبع الجرائم الحوثية.

وأكد مصدر عسكري لموقع ” سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمنية أن عمليات التمشيط للقوات المشتركة بدعم من التحالف العربي لجأت لتأمين المناطق والقرى التي تم تحريرها مؤخرا من الجيوب الحوثية المتسللة من الجراحي وزبيد وبيت الفقيه والمنصورية.

وتمكنت هذه القوات من تطهير عدة مزارع ومناطق شمال الخط منها الفازة والمغرس والمجيليس وأجزاء واسعة من التحيتا وغرب زبيد.

وأشار إلى أن “العمليات تنطلق بالتزامن مع بدء عملية مسام التي ينفذها التحالف العربي بهدف انتزاع الألغام في الساحل الغربي وتهامة، وتأمين واستقرار المناطق المحررة وردم فجوة التسللات قبل إحداث أي تقدم نحو المدينة”.

وقال إن “القوات استكملت ترميم بنيتها العسكرية في خطوط الإمداد وتضع خططها الوقائية الرادعة للتصعيد العسكري الإرهابي للمليشيات، كما فرضت طوقا أمنيا لقطع خلايا المليشيات النائمة في أوساط المناطق المحررة بغرض الإفشال المسبق لأي فوضى واختلالات أمنية قد تسوقها المليشيات الإرهابية”.

أفادت مصادر عسكرية في عدن أن قوات إضافية من الجيش الوطني اليمني والمقاومة تحركت خلال الساعات الماضية من عدن والضالع باتجاه جبهة الساحل الغربي لتأمين خطوط إمداد قوات الشرعية بين المخاء ومدينة الحديدة وتعزيز قوات الجيش الوطني والمقاومة المتمركزة في مطار الحديدة.

وقال مسؤولون عسكريون في قيادة الجيش الوطني في الساحل الغربي إن استعدادات كبيرة ومتواصلة لاستئناف العملية العسكرية لتحرير مدينة وميناء الحديدة بعد انقضاء المهلة، التي منحت لتمكين المبعوث الأممي من مواصلة مساعية في إقناع الميليشيات الانقلابية بالانسحاب من الحديدة وتسليمها دون قتال.

في المقابل، يواصل الحوثيون حشدهم وتصعيدهم العسكري، وسط تقارير لوسائل إعلام يمنية تفيد رفض الميليشيات الحوثية تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة، حيث نقلت مصادر متطابقة أن ميليشيات الحوثي تعزز تحصيناتِها في الحديدة، مستغلةً توقف العمليات العسكرية.

وفى السياق اتفق مصدر وزاري لبناني وخبراء سياسيون على أن حديث حسن نصر الله، زعيم تنظيم “حزب الله” الإرهابي، الأخير حول اليمن، بمثابة اعتراف واضح بمشاركة مليشياته المسلحة في هذة البلاد لخدمة المشروع الإيراني الطائفي، كما ينسف سياسة النأي بالنفس التي تتخذها الحكومة.

ويتباهى نصر الله بوجود هذه المليشيا الإرهابية، التي تخدم أهداف وأطماع إيران الطائفية في اليمن وسوريا والعراق، ما قد يسهم في إحراج الحكومة اللبنانية التي تسعى لإعادة وضع بيروت مجدداً على خارطة الاهتمام السياسي، كما أن حديثه يضع سياسة هذة الحكومة حول مسألة “النأي بالنفس” في مهبّ الريح.

ووصف مصدر وزاري لبناني انخراط مسلحي الحزب الإيراني في الصراع الدائر بدول اليمن والعراق وسوريا، بأن “نصر الله يجازف بمصير لبنان وشعبه لخدمة أهداف مليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذي يمضي في زعزعة أمن واستقرار الدول العربية والمنطقة ككل، ويشكّل إحراجاً كبيراً للدولة اللبنانية وقيادتها السياسية ومؤسساتها الشرعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *